غضون
- هل تدرك قيادات أحزاب المشترك خطورة اللعبة التي يؤدونها الآن، وخطورة مواقفهم التي تقترب يوماً بعد يوم من مواقف المناطقيين ودعاة الكراهية والانقسام الوطني؟ أكل هذه اللعبة المثيرة للقلاقل والتحريض على العنف وتهييج الشارع هي حقاً مجرد تعبير عن معارضة الانتخابات وعدم الرضا باللجنة العليا للانتخابات ورفض الإجراءات القانونية التي قامت بها؟ لا يعتقد عاقل أن رد الفعل الجنوني والخطير الذي تقوم به قيادات المشترك ونشطاؤها تحتمله قضية عادية مثل الخلاف حول الإدارة الانتخابية.. فما يقومون به يمس الاستقرار والوحدة الوطنية، والتقدم في هذا الطريق سيوصل إلى فتنة كبرى تتحمل مسؤوليتها قيادات تلك الأحزاب، ولذلك يتوجب عليها التراجع عن هذه اللعبة خاصة وأنها تجري في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية معقدة.- لم يقل أحد إن المعارضة عليها أن لا تعبر عن موقفها، بل من واجبها أن تؤدي دورها في انتقاد السياسات ومعارضة الإجراءات غير الصحيحة والمطالبة بتصحيح الأخطاء، ومن حقها أن تستثمر أخطاء السلطة وتوظفها لخدمة تطلعاتها إلى الحكم، ولكن النقد والمعارضة وتوظيف أخطاء السلطة لمصلحة تلك الأحزاب يجب أن يتم في إطار الثوابت التي تعارفنا عليها والتزمنا بعدم الخروج عنها أو التعدي عليها.. وما تقوم به أحزاب المشترك اليوم يهدد المجتمع وينتهك ثوابته ودستوره وقوانينه، وهي اليوم باتت تلتحم مع جماعات مناطقية وانعزالية تريد إعادة اليمن إلى ما كان عليه قبل مايو 1990م، وكانت تلك الأحزاب قبل أشهر تظهر قدراً من الاحتقار أو الرفض لتوجهات تلك الجماعات المتزمتة والخسيسة.- الشيء الهام الذي يجب أن تعرفه أحزاب (المشترك) هو أن قدرتها على استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية المعقدة يمكنها فعلاً من تسيير المظاهرات وتنظيم المهرجانات وشحن نفوس الناس بالغضب ولكن هذه القدرة لن تحقق أهدافهم، لأن أغلبية الناس في هذا البلد سيصرخون ضد تلك الأهداف وسيهزمون مشروع الفتنة.. اليمنيون لن يقبلوا بصوملة بلادهم أو أفغنتها أو بلقنتها..- إن بعض المواطنين كانوا غير راضين عن السلطة القائمة في بلادهم، ولكنهم في المواقف التي كانوا يشعرون فيها أن هذه السلطة تحرس أمنهم وتدافع عن وحدتهم وتحافظ على التوازن الاجتماعي وتحميهم من الخوف كانوا يقفون إلى جانبها على الدوام، وعلى قيادات أحزاب المشترك ودعاة المناطقية والكراهية أن يفهموا أن مشاريعهم سوف تهزم، وأنهم سوف يحاسبون على أخطائهم وجرائمهم.
