غضون
* أفضل مكان تختاره الدول لصنع مواطن صالح أو فنان أو مفكر أو مدافع وحام للأمن القومي هو المدرسة.* دور المدرسة لم يعد محصوراً في مهمة نقل قيم وثقافة الأولين إلى الذين يأتون بعدهم.. بل إن نظام التعليم العصري يهدف إلى جعل المدارس والمؤسسات التعليمية مكاناً ليتعلم فيه الأولاد الذكاء والنجاح.. وأن تكون مصانع لإنتاج الكاتب والرياضي والممثل المسرحي والمغني والرسام والصحفي ورجل الإدارة.. ومن واجبنا أن ننبه حكومتنا أن قبولها بالوضع التربوي الحالي يعني رضاها بخطر محدق.* يحضر الطلاب والتلاميذ إلى مدارسهم لتلقي معارف بسيطة وقليلة الأهمية في عصر الانفجار المعرفي.* هذه ليست وظيفة التعليم الحديث قطعاً.. الوظيفة الحقيقية للتعليم اليوم هي مساعدة الطلاب والتلاميذ أن ينتجوا معارف وأن يعبروا عن قدراتهم العقلية وإبداعاتهم في مجال التفكير والتقنيات والمظاهر العملية المبدعة.* مدارسنا الآن تخلو غالباً من معامل التدريب العملي، وفوق ذلك عمل « الإسلاميون المتشددون» على منع أنشطة الرسم والغناء والمسرح وحتى تحية العلم بوصفها مظاهر «كفرية».. ولأن هؤلاء «الإسلاميين» سيطروا على التربية يمكننا تفهم سبب كون عدد المتعلمين ازداد في الوقت الذي قل فيه عدد المبدعين.. إن النظام التربوي الذي يسيطر عليه «الإسلاميون» يهدف إلى زيادة عدد رواد المساجد، بينما النظام التربوي الحديث - وهذا ما نريده - يزيد أعداد رواد الفكر والمبدعين في مجالات الرياضة والفن والأدب والمواطنة الصالحة والعفة والنزاهة والأخوة والوحدة الاجتماعية ونصراء القانون وحماة الاستقرار وبناة دولة القانون والمؤسسات الحديثة.