تأليف / رجاء علي حويلةحدقت وردة إلى وجهها ، ثم اقتربت منها ، وهمست في اذنها : - انت لست الملكة الحقيقية ، ولكنك تملكين قوة سحرية هائلة ، اتمنى ان اتعلم على يديك ، فأكون كالخاتم في اصبعك . اعجبت الساحرة الشريرة بوردة وعزمت على استغلالها في اعمالها ، واخذت تعلمها السحر وفنونه . وبعد ايام قليلة قالت لها : - اسمعي كلامي ياوردة .. هناك ساحرة في التلال الشرقية المهجورة .. هي عدوتي اللدود .. اريدك ان تذهبي اليها .. وتستطلعي اخبارها وخططها وتعودي ، تصرفي بذكاء وحكمة .. فهمت ؟ وذهبت وردة إلى التلال الشرقية ، واخبرت الساحرة الطيبة بما طلبت الساحرة الشريرة ، فقالت لها : - عودي اليها ، واخبريها انني عرفت سر صندوق الخيار ، وانني انسج لكل المسحورين قمصاناً من الشوك . واسرعت وردة ، واخبرت الساحرة الشريرة بما قالت لها الساحرة الطيبة ، فاشتعلت نار الغضب في صدرها ، وطلبت من وردة ان تعرف مكان صندوق الخيار ، وان تسرق قميصاً من من هذه القمصان ، لتعرف سرها . عادت وردة ، واخبرت الساحرة الطيبة بالامر ، فقالت لها : - خذي هذا المزمار ، واذهبي الى التلة المجاورة .. وانفخي فيه .. ثم عودي وانت تنفخين . ذهبت وردة الى التلة ، ونفخت في المزمار ، فخرج من الارض عشرات من حيوان الخلد ، التي تعيش في الانفاق ، تحت اكوام التراب الاحمر ، وتابعت وردة النفخ ، والحيوانات الصغيرة تتبعها ، وعادت الى الساحرة الطيبة وتجمع قطيع كبير من الخلد امام الكوخ . فوقفت الساحرة الطيبة ، تتأمل هذه المخلوقات ، ثم قالت : - ايتها المخلوقات اللطيفة ، التي لاترى ، باسم الله الذي يسبح باسمه كل شيء ، آمر ان تحفر قناة تمتد من هنا إلى بركة الحديقة في القصر الملكي .. اذهبوا .. بارك الله فيكم . وتراكضت الحيوانات الصغيرة لتنفيذ امر الساحرة الطيبة . وتم حفر قناة تحت الارض خلال ساعة واحدة قالت الساحرة الطيبة.- والان .. انصرفوا بحفظ الله .. فانصرفوا ، واحداً واحداً إلى التلة التي جاؤوا منها . ثم التفتت الساحرة الطيبة نحو وردة ، وقالت لها : - والآن ، اذهبي إلى الساحرة الشريرة ، واخبريها بأنك لم تنجحي في معرفة مكان صندوق الخيار ، ولا في سرقة قميص من قمصان الشوك ، لانني كشفت اللعبة . وستغضب ، عند ذلك ، غضباً شديداً ، ويصبح جسمها مثل النار ، فانصحيها ان تنزل إلى البركة في حديقة القصر ، وستسمع نصيحتك . وانظري مايحصل لها ، وانا الآن أملأ البركة بدموعي . والقت ما في الوعاء من دموع في القناة ، ثم بدأت تبكي . بكت بدموع الضحايا المعذبين ، بكت بدموع اليتامى المحرومين ، بكت بدموع العشاق الملهوفين . وجرت كل هذه الدموع في القناة ، وملأت البركة في حديقة القصر. وقالت لوردة : - اذهبي .. على بركة الله ورجعت وردة إلى القصر ، واخبرت الساحرة الشريرة ان الساحرة في التلة المهجورة كشفت غرضها ، وطردتها . فغضبت غضباً شديداً ، واصبح جسمها كالنار المتوهجة ، فصاحت : - أريد ماء بارداً ، أريد ماء بارداً ، انقذيني ياوردة . فقالت وردة : - ليس لك سوى ماء البركة ، ياسيدتي . والقت الساحرة الشريرة نفسها في البركة ، فذاب جسمها في بحر الدموع ، واختفت إلى الأبد . وعادت وردة إلى بيتها ، فوجدت الساحرة الطيبة قد اعادت الاسرة الملكية والوزير والحاشية والحرس كما كانوا ، بعد ان ماتت الساحرة الشريرة ، وزال عنهم السحر . وعادت الاسرة الملكية إلى القصر ، وعادت البسمة والفرحة إلى مدينة السعادة ، وعرف الجميع فضل وردة والساحرة الطيبة عليهم . وخطب الملك الطيب وردة من ابيها وامها لابنه الامير . وتم الزفاف ، وعمت الافراح ، والليالي الملاح ، وعاش الجميع في سعادة ونعيم . وسلم الله السامعين .