نحن أبناء اليمن لنا التاريخ الحافل بالبطولات والفتوحات الإسلامية، أجدادنا هم الذين حملوا راية التوحيد وأنواره الساطعة حتى بلغوا به روابي السند شرقاً وسهول الأندلس غرباً، هم الذين قال فيهم المصطفى عليه الصلاة والسلام: “إذا أقبلت عليكم اليمن بأبطالها ورجالاتها الحكماء أبشروا بالفتح” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أقبل في خلافة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه مائة ألف فارس وقد أبلوا ببطولاتهم اليمنية بأسمى الجهاد والإقدام لنصر دين الله، منها موقعة القادسية الشهيرة التي دفنت فيها دولة الفرس الساسانية.وها نحن اليوم على عتبات نهضة اليمن السعيدة لنعيد ماضينا التليد المكلل بإيماننا اليماني وشجاعتنا التي يسري تيارها الفياض بالإقدام والفداء لنصرة الحق ولدحر الباطل والبهتان عن كواهلنا في ربوع يمننا السعيد الذي أنعم الله عليه بالوحدة المباركة بعد التجزئة والتشطير، لكن مع الأسف الشديد والحزن المرير نرى ونسمع من بعض الأشخاص نداءات وهتافات جوفاء لعودة اليمن الحبيب إلى ما كان عليه في عهود الظلام البغيض ألا وهو فصل الجنوب اليمني عن شماله وزرع البغضاء والعداء الخبيث بين جميع أبناء اليمن السعيد شماله وجنوبه، فيا لها من دعوات سوف يلعنها التاريخ إلى قيام الساعة.ونحن نقولها بكل صراحة يسمعها القاصي والداني لن يكون ذلك التشطير وفي عروقنا تجري دماء الأبطال الأحرار ممن بذلوا أعمارهم وربيع شبابهم في سبيل وحدة الأم اليمن وبقائها مزدهرة بقاء الدهر تختال بمفاتن الوحدة تحت ظل الديمقراطية التي يأتي بها (الصندوق) حرة طاهرة وتحت أغصان دوحها الفتان نبني حضارة يمنية خالدة خلود أنوار الشمس الساطعة على الكرة الأرضية.نحن بحمد الله نتمتع الآن ونزهو بربيع الوحدة في ظل قائد فذ محبوب فرض حبه علينا بأخلاقه الحميدة وشجاعته وحكمته، وإني الآن أثبت ما سطرته بقلمي بمواقفه التي يعلمها الجميع:والموقف المشرف لهذا الزعيم: هو مجموعة كبيرة أسروا في حرب الانفصال المشؤومة التي استشهد فيها تسعة آلاف شهيد من أبناء اليمن أثناء تلك الفتنة المجرمة منهم ابني الشهيد جلال أبوبكر علي عيدروس السقاف مع سبعة من الجنود الذين استشهدوا وهم يؤدون واجبهم في حربهم ضد الانفصاليين، وقد جمع الرئيس أولئك الضباط في قاعة فلسطين في مدينة كريتر وحضر مجموعة من المواطنين في ذلك اليوم المشهود وكان أحدهم أنا فألقى فيهم الرئيس كلمات تشع بالمحبة والرأفة فقال لهم تلك الجملة الخالدة: (فليعد كل منكم إلى معسكره) أليس هذا مشرفاً ومخلداً لصاحبه مدى العصور والأزمان وموطناً للرجولة والرحمة ، لم تزل تلك الكلمات خالدة في أعماق مشاعرنا وخالدة مدى التاريخ اليماني بكل تقدير واحترام. نحن الشعب اليماني الذين بذلنا شبابنا وزهرة أعمارنا ثم أبناءنا شهداء في سبيل الوحدة اليمنية الممثلة بالديمقراطية وطريقنا ومنهجنا هو الصندوق الانتخابي سوف نبذل دماءنا وأعمارنا لتوطين إرادة الشعب تحت لواء الوحدة اليمنية الخالدة. فها نحن اليوم مع الأسف الشديد يعدو بعضنا خلف كل ناعق إلى أين؟ إلى مصير مجهول يحمل في طياته تشطير الأم وتقطيع كيانها الطاهر الذي كون بدماء الآلاف من الشهداء شمالاً وجنوباً، ودفعنا إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس ، ولذا يجب علينا جميعا أن نحذر من الوقوع في مهاوي الردى التي لا قرار لها فعلينا جميعا أن ندافع عن بقاء الوحدة اليمنية بدمائنا وأرواحنا وبكل ما نملك وعن الديمقراطية لأن الوحدة والديمقراطية هما الأساس لبقائنا أحراراً والأساس لتأصيل المحبة والتآخي والوئام وتأمين اليمن من الحروب الأهلية. لا بقاء لنا ولا نجاة لنا إلا بالمحبة والتآخي والوحدة، الحذار يا أبناء اليمن، ألا إن وراء الأكمة ما وراءها والحليم تكفيه الإشارة، وإننا نناشد علمائنا أرباب العقول المتفقهة وكتابنا ذوي الأقلام النيرة بالوطنية الصادقة أن يجتمعوا اجتماعاً صادقاً ليقولوا كلمتهم الصادقة وفي مقدمتنا المسؤولون في الدولة : هذا صح وهذا خطأ. هذا صح وهذا خطأ .. بأحكام شرعية مقتبسة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. كلنا نناشد علماءنا وكتابنا في اليمن من خطر داهم ملجؤنا وحصننا الحصين منه وحدتنا اليمنية ثم ما يختاره الشعب بواسطة الصندوق، وما يختاره الصندوق هو الحاكم لليمن، وإذا سلكنا غير هذين المسلكين فمصيرنا التشرذم والضياع لنا ولأبنائنا ولأحفادنا.. الرجاء كل الرجاء ألا ننسى جملة خطيرة قالها الشيرازي المرجع الشيعي في إيران هدد فيها علماءنا وحكامنا بالمصير الذي لقيه شهيد الإسلام والعروبة صدام حسين فعلينا جميعا حاكمين ومحكومين أن نحسب ألف حساب لهذا التصريح الشيعي الخطير. علينا أن نقول لحكامنا العرب من المحيط إلى الخليج: فليبق الملك على ملكه والرئيس في رئاسته، بل عليكم جميعا أن توحدوا جيوشنا وسياستنا الخارجية والمالية والتعليم والإعلام ثم السعي بكل طاقاتكم لامتلاك السلاح النووي الخطير الذي تمتلكه إسرائيل وتسعى لامتلاكه إيران التي تسعى بكل جد واجتهاد لإعادة الإمبراطورية الفارسية تحت شعار الإسلام الشيعي وحب أهل البيت المحمدي. لا .. ثم لا.. أهل البيت بريئون من هذا الادعاء الشيعي وعلى أهل البيت أن يحذروا ثم يحذروا من هذه الدعوة الفارسية المغلفة بمحبة أهل البيت. فيا عرب الجزيرة خاصة - ويا أمتنا العربية عامة إن إقدام إيران على صنع القنبلة النووية ليس لإرهاب الصين أو روسيا .. أليس هاتان الدولتان أقوى من إيران بعدة مراحل ؟.. بل صنعتها إيران لإرهابنا ثم احتلالنا دولة بعد دولة ابتداء بدولة الإمارات العربية في الخليج وهلم جراً .. دولة بعد دولة. وعلينا أن نذكر غزو التتار لنا إبان ضعف الخلافة العباسية واحتلال بغداد وقتل أهلها ومحو حضارتها ولا تزال تلك المأساة في قلوبنا ومشاعرنا نحن الأحفاد. ومنذ وجدت البشرية فإن العزة والرفعة للأقوياء والمذلة والمهانة للضعفاء .. فعلينا جميعا أن نكون أقوياء بوحدتنا وتلاحمنا تحت لواء العقيدة الإسلامية وقوميتنا العربية .. العزة لنا إذا توحدنا حكما وسلوكاً والله حارسنا وحامينا لأننا نبع الرسالة ومهبط الوحي الرباني.الخلود ثم الخلود والعزة لنا بوحدتنا إن شاء الله على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
|
ابواب
إلى أين؟
أخبار متعلقة