بغداد/14 أكتوبر/تيم كوكس: استعادت السلطات العراقية أمس الثلاثاء سيطرتها الكاملة على مدن وبلدات العراق بعد أن انسحبت القوات القتالية الأمريكية من آخر المدن العراقية بعد ست سنوات من الغزو الأمريكي عام 2003 . ورغم خوف بعض العراقيين من أن الانسحاب الأمريكي الكامل قد يجعلهم أكثر عرضة للخطر إلا أن الحكومة العراقية أعلنت “يوم السيادة الوطنية” عطلة رسمية وأقامت عرضا عسكريا لاستعراض قوتها أمام تمرد مازال مستعصيا. وقال نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي في خطاب نقله التلفزيون في الوقت الذي سار فيه المواطنون في الشوارع رافعين أعلام العراق وزينوا سياراتهم بورود بلاستيكية “أن هذا اليوم الذي نعتبره عيدا وطنيا هو انجاز مشترك لجميع العراقيين. أن السيادة المنقوصة ووجود القوات الأجنبية هي اخطر تركة ورثناها من الحقبة الدكتاتورية والتي لابد للعراق أن يتخلص منها.” وأضاف المالكي “يرتكب خطأ فادحا من يظن أن العراقيين عاجزون عن حماية الأمن في بلادهم.” وبحلول منتصف الليل كان يتعين على كل وحدات القوات القتالية الأمريكية الانسحاب من مراكز الحضر في العراق والعودة إلى قواعدها بموجب اتفاق أمني وقعته بغداد وواشنطن يقضي أيضا بانسحاب كل القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011 . وانسحبت آخر وحدات قتالية أمريكية من وسط بغداد أمس الأول الاثنين إلى قاعدتين كبيرتين قرب مطار بغداد. وستتخلف بعض القوات المكلفة بتدريب وإرشاد القوات العراقية. وواكب الانسحاب تذكرة دامية لست سنوات من الحرب. وأعلن الجيش الأمريكي في بيان أمس الثلاثاء إن أربعة من جنوده قتلوا في العراق أمس الأول الإثنين متأثرين بجروح أصيبوا بها خلال قتال. وأضاف أن الجنود الأربعة أعضاء في الفرقة متعددة الجنسيات- بغداد لكن لم يذكر المزيد من التفاصيل. وصرح برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن الولايات المتحدة أغلقت أو أعادت للسيطرة العراقية 120 قاعدة ومنشأة في العراق ومن المقرر إغلاق أو تسليم 30 قاعدة أو منشأة أخرى بحلول اليوم. ولم يعط المسؤولون مزيدا من التفاصيل. وشملت الاحتفالات عرضا عسكريا في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد التي يوجد بها مقر الحكومة والبعثات الدبلوماسية والتي كان العراقيون ينظرون إليها على أنها رمز الوجود العسكري الأجنبي إلى أن تسلمتها القوات العراقية في يناير كانون الثاني. وبدأت القوات العراقية احتفالاتها الخاصة أمس الأول الاثنين وزينت عربات همفي وعربات عسكرية أخرى بالزهور وأعلام العراق. كما وضعت لافتات على الحوائط الإسمنتية الواقية من الانفجارات في بغداد كتب عليها شعارات تمجد العراق. ووصف المالكي انسحاب يوم أمس الثلاثاء بأنه “نصر” وقارن بينه وبين الانتفاضات التي قامت بها العشائر العراقية ضد الإمبراطورية البريطانية السابقة عام 1920 . ويرى كثير من العراقيين في هذا اليوم مناسبة لاستعادة كبريائهم بعد ست سنوات من الغزو الأمريكي الذي اسقط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لكنه تحول إلى احتلال أجنبي دام سنوات. وأوضح داود داود (38 عاما) الذي يملك متجرا لمستلزمات دورات المياه في وسط بغداد “بالقطع قواتنا يمكنها أن تسيطر على كل شيء الآن. الانسحاب الأمريكي خطوة ايجابية.” ويخشى البعض من تصاعد العنف بعد انسحاب القوات الأمريكية من مدن العراق رغم أن قواعدها قريبة من المدن بما يسمح لها بإعادة الانتشار إذا رأت ضرورة لذلك. وصعد المسلحون من هجماتهم في الأسابيع القليلة الماضية ومن بينها هجومان هما الأسوأ منذ أكثر من عام قتلا 150 شخصا مما أثار الشكوك في قدرة القوات العراقية على تولي مسؤولية الأمن. وأمس الأول الاثنين قتلت سيارة ملغومة عشرة أشخاص في الموصل بشمال العراق. وذكر الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الأمريكية في العراق لشبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية الأمريكية يوم الأحد “هناك بعض العناصر المتطرفة التي تحاول جذب الانتباه لحركة انكسرت. “مازلنا عند مستويات منخفضة من العنف بشكل عام.” ويتفق مع هذا الرأي كثير من العراقيين نظرا لمستويات العنف الطائفي التي دفعت العراق إلى حافة حرب أهلية عامي 2006 و2007 . وأشار أحمد حميد (38 عاما) وهو عاطل “هذه الانفجارات مجرد فقاعات في الهواء ستنتهي يوما.” وعلى كل الأحوال يقول محللون انه على العراق أن يخوض التجربة في نهاية المطاف بعد أن قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنهاء المهمة القتالية بحلول 31 أغسطس من العام القادم. ومازال الموقف السياسي غير مستقر. فقد تنامت التوترات بين المسئولين في بغداد والأقلية الكردية في الشمال وستتركز الأعين خلال الأشهر القادمة على الانتخابات العامة التي تجري في يناير القادم والتي ستختبر المالكي وديمقراطية العراق التي لم تختبر بعد.
القوات الأمريكية تنسحب من مدن العراق
أخبار متعلقة