فضاء
الرسوم الغربية المسيئة للرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم) بالقدر الذي فضحت فيه زيف الادعاءات الغربية حول الثقافة الاوربية والأمريكية اللاعنصرية فقد اكدت ايضاً على استخفاف النظام العربي بمواطنيه لقد منحت الانظمة العربية هامشاً موجهاً لمواطنيها في ممارسة رد الفعل المتاح لهم ضد الإساءة التي لحقت بالعرب والمسلمين عبر إهانة نبيهم محمد ( عليه الصلاة والسلام) في الصحف الاوربية ، ولم يتعد رد الفعل هذا اكثر من مظاهرات احتجاجية هنا وهناك ، بعضها عنيفة الى حد ما وبعضها خجولة وخائفة ومرتعشة ، فالجماهير العربية والمسلمة التي اتيح لها التظاهر لم تصدق بان انظمتها القمعية سمحت لها بالتعبير عن رايها وعن غضبها ومنحتها حق التظاهر (المقنن) والحقيقة التي ربما غفلت عنها جماهير الشارع العربي هي ان انظمة الحكم في بلدانها لم تتصرف الا وفقاً لسياستها في التعامل مع الشارع ، وهذه السياسة تعتمد ليس على السماح فقط وانما على صنع الظروف وتوفيرها من اجل ان تنفس شعوبها المقموعة عن غضبها ورفضها وكبتها عبر الدين وبواسطة قضايا لاتتعلق بالوضع اليومي المزري للشعوب العربية، ان الانظمة الحاكمة في البلدان العربية لايضيرها ان يعبر الناس عن غضبهم من رسوم أساءت لنبيهم الكريم لكن هل تسمح هذه الانظمة لشعوبها بالتعبير عن رأيها في هذه الانظمة ذاتها حيث يملك الحكام ليس كراسي الحكم فقط وانما الارض ومن عليها ، انهم يملكون الحياة والموت،الخلود والابدية وبعض من هذه الانظمة لاترى في شعوبها بانها تساوي حتى الاغنام ، ومع ذلك فان الفرصة التي اتيحت للعرب في السماح لهم بالتعبير عن رفضهم وادانتهم للاساءة للرسول الكريم محمد صلوات الله عليه وافضل التسليم ، يجب ان لاتزول بزوال السبب الديني العقائدي بل لابد من التمسك بها من قبل الشعوب العربية التواقة الى التعبير عن رفضها للاسلوب التي تحكم فيه بلدانها حيث يعتبر بعض الحكام بلدانهم مجرد حظائر يملكونها وسلالتهم من بعدهم وسؤال اخير لماذا قمعت هذه الانظمة قمعاً وحشياً تلك المظاهرات التي خرجت منددة باحتلال امريكا للعراق ،وللحديث صلة *علي ياسين