ظاهرة مثيرة للدهشة
صافيناز محمد تفوق البنات وحصولهن علي أكبر قدر من التعليم ، وإصرارهن علي تحقيق اعلي قدر من التحصيل العلمي والدراسي ،أفرز ظاهرة جديدة وغريبة فقد كنا نري مثلاً نماذج لفتيات جامعيات يتزوجن من أميين لايحملون أية شهادة جامعية ، لكن المتغير الجديد والظاهرة الغريبة حقاً والتي تلفت النظر وتسترعي الانتباه وتستدعي لدراستها وقفة ، ما أكدته أحدث احصائيات الزواج بمصر حيث كشفت البيانات الصادرة عن جهاز التعبئة والاحصاء أن هناك 532 من السيدات الحاصلات علي دكتوراه تزوجن من رجالاً أميين، حيث كانت أعلي حالات هذا الزواج بالريف حيث شهد ضعف حالات الزواج بالحضر، ويعد التعليم احد اسباب العنوسة التى ظهرت وانتشرت بالمجتمعات العربية..وقد احتلت محافظة شمال سيناء المركز الأول بين حضر الجمهورية فى حالات الزواج، بينما جاءت قري محافظة الوادي الجديد في المرتبة الأولي بين المناطق الريفية طبقا لما ورد بجريدة الاخبار. فهل هذا يعد نوعاً من الاحباط والاستسلام من قبل هؤلاء الفتيات اللاتى مضى بهن قطار العمر دون زواج ام ان ذلك ينم رغبة داخلية حقيقة منهن فى الارتباط بأمثلة هؤلاء الرجال ....من ناحية أخرى إذا تحدثنا عن الزواج نجد انه لم يعد سهلاً كما كان في الماضي بعد أن تغيرت الظروف الاجتماعية والاقتصادية، حيث تشير الاحصائيات الرسمية إلي انخفاض نسبة الزواج في مصر وقد تعدي سن 35 سنة نسبة 35% من الفتيات دون زواج و 20% منهن يتزوج بين 35 و40 سنة منهن 55% حاصلات علي الماجستير والدكتوراة و25 خريجات جامعة و15% مؤهلات متوسطة و10% لم يكملن التعليم.. ويفسر خبراء الاجتماع ارتفاع سن الزواج خلال السنوات العشر الأخيرة بالظروف الاقتصادية بالإضافة إلي التغيرات التي طرأت علي شخصية البنت المصرية في ظل ارتفاع تكاليف الزواج التي وصلت إلي أرقام خيالية سواء المهر أو الشبكة أو الأثاث بالإضافة إلي الشقة التي تعد أكبر مشكلة تواجه المقبلين علي مشروع الزواج!كما ان معظم الأسر أصبحت تصر علي العريس الجاهز ولاتلتزم بالقيم الدينية التي تدعو إلي تزويج الشاب المتدين بصرف النظر عن دخله.وقد اكد دكتور سامي محمود خبيرالأمراض النفسية ان هناك اسباب نفسية تؤدى لعنوسة الكثير من الفتيات خاصة ان نسبة كبيرة منهن من النوع الذي يتميز بالقلق الذي يمنعها من الوصول إلى مرحلة النضج العاطفي فكل فتاة لم تتزوج لها أسبابها اللاشعورية التي تدفعها إلى عدم الزواج وتحدد هذه الاسباب كالاتى : أولا: الفتاة التي لا تثق في نفسها وتتساءل دائما إذا كان بإمكانها أن تسعد زوجها وأن تكون أما ناجحة لأولادها.ثانيا: الفتاة التي تحمل سخطا لا شعوريا على الرجال نتيجة رواسب تمكنت منها في حيز اللاشعورفيحتاج الأمر للبحث عن الأسباب الخاطئة في التربية والأحداث التي مرت بها داخل الأسرة كأن يكون هناك نوع من التفكك الأسري فتكبر وهي تكره الرجال في صورة والدها وترفض الزواج. ثالثا: الفتاة المغرورة التي تعتقد أنها لا تستحق سوى الأفضل من حيث الشباب والجاه والمنصب في وقت واحد. رابعا: الفتاة التي تتشبث بأن تكون طفلة لأبويها وتدعي لمن يتقدم إليها أنها تساعد أبويها ويكون هذا مخالفا للواقع. خامسا: الفتاة التي تخشى المسؤولية .واخيراً يؤكد د. رشاد عبداللطيف استاذ علم الاجتماع وعميد كلية الخدمة الاجتماعية ان المشكلة تتمثل في ارتفاع تكاليف الزواج التي أصبحت فوق طاقة كثير من الشباب بدءا من صعوبة الحصول علي مسكن رغم وجود نظام الايجار الجديد ولكنه في أحوال كثيرة لايناسب دخل الشباب.ويري ان هناك عوامل أخري ساعدت على استمرار هذه الظاهرة وهي وجود بدائل غير مشروعة مثل انتشار الزواج العرفي وزيادة إقبال الشباب على الإنترنت وهي طرق بديلة وخاطئة لجأ إليها كثير من الشباب للتخفيف من الشعور بالأزمة والرغبة في الارتباط بالجنس الآخر.ويؤكد د. رشاد عبداللطيف علي أهمية تكاتف المجتمع للعمل علي انحسار هذه الظاهرة التي تشكل خطرا علي الشباب من كثرة الانحرافات والإدمان مما يؤثر علي سلامة الأسرة والمجتمع وذلك من خلال عمل صندوق للزواج الجماعي بالتعاون بين وزارة الشئون الاجتماعية ووزارة الأوقاف وتخصيص جزء من الوقف الخيري لتدعيم الشباب غير القادر علي الزواج لمساعدتهم في تأثيث بيت الزوجية.وكذلك يأتي دور الجمعيات الأهلية لتضع مساعدة الأسر علي زواج الأبناء وان يكون ذلك جزء من برامجها الأساسية.بالإضافة إلي أهمية التوعية الإعلامية من خلال البرامج والتمثيليات بخطورة عدم الزواج المبكر للبنات والأولاد.وقد اكد ايضا أن الفتاة أكثر تأثرا بالعنوسة من الناحية النفسية والاجتماعية خاصة مع قلة توافر فرص العمل وارتفاع اشتراكات النوادي فتقع فريسة لمشاعر التعاسة والاكتئاب.وينصح كل فتاة فاتها قطار الزواج أو تأخر كثيرا ان تجد لنفسها فرصة لشغل وقت فراغها وبناء شخصيتها بالاستفادة من وقت الفراغ في أعمال البيت وممارسة أي حرفة داخل المنزل والاستفادة من القروض متناهية الصغر في إقامة مشروع صغير يدر عليها دخلا ويشعرها بالنجاح في الحياة وتحقيق الذات.