عندما نشرت صحيفة "14 أكتوبر" اليومية الصادرة في عدن صورة للأخ علي سالم البيض نائب رئيس مجلس الرئاسة أمين عام اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي سابقاً وذلك بمناسبة احتفاء الصحيفة مع مختلف فعاليات شعبنا بالذكرى الاربعين للاستقلال الوطني، اتصل بي احد الزملاء متلهفاً قائلاً لي: هل قرأت أكتوبر..؟ وهل شاهدت صورة البيض المنشورة في الصحيفة وهو الى جانب فخامة الاخ الرئيس وهما يرفعان علم الوحدة، علم الجمهورية اليمنية يوم الـ 22 من مايو؟قلت له نعم.. قال لي: ما رأيك؟ وهل "ودف" صاحبك ويقصد بصاحبي هنا الأستاذ القدير الصحفي المعروف احمد الحبيشي رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر رئيس التحرير.. فقلت له مسارعاً "لم يودف" صاحبي وصاحبك احمد الحبيشي وانما استطاع من خلال مهنيته العالية وعمق قراءته للحدث السياسي اليمني وكذا قدرته على المواكبة لكافة التحولات التي يشهدها الوطن ان يكون الصحافي القادر بمهنية على مواكبة الحدث، ولهذا فانه عمد بثقة عالية الى نشر صورة البيض الى جانب صورة الاخ الرئيس وهي صورة لا يمكن ان ينكر تفاصيلها شعبنا ولا تاريخه المعاصر ولا ينكر أهمية الدور الذي لعبه الحزب الاشتراكي اليمني وبالذات خلال مرحلة البيض من أجل قيام الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م.وبغض النظر عما قام به البيض بعد حرب صيف 94م من إعلانه للانفصال والتراجع الخطير عن هدف الوحدة كإنجاز عظيم يتحقق لشعبنا في تاريخه المعاصر.واسترسلت في حديثي مع زميلي عبر الهاتف قائلاً: إن الزميل الحبيشي لم يخترق بعمله هذا الدستور ولا القانون وانما اخترق باقتدار العقول المأزومة والمنغلقة غير القادرة على فهم طبيعة التحولات التي يشهدها الوطن على صعيد مسيرته الديمقراطية والتنموية.وقلت لزميلي أيضاً بثقة عالية: إن فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بل رئيس كل فعاليات شعبنا المختلفة هو الأكثر سعادة وارتياحاً لما اقدمت عليه صحيفة "أكتوبر" .. ذلك ان الرئيس القائد ـ حفظه الله- يدرك تماماً ان التاريخ وبكل ما حملته فصوله من أحداث ومآسِ وصراعات وتباينات هو تاريخ للأمة تتزود من ايجابياته وسلبياته الكثير من الدروس تستفيد منها متى أرادت ان تقتحم مجالاً جديداً من مجالات مستقبلها الأفضل والأكثر رحابة على طريق الحضارة الإنسانية.. وقلت محاولاً التخفيف من روعته مما اقدمت عليه أكتوبر مطمئناً إياه: ان الرئيس علي عبدالله صالح وفي يوم الاستقلال في ذكراه الاربعين حرص كل الحرص وانطلاقاً من مسؤوليته الوطنية والتاريخية على توجيه دعوة صادقة مفعمة بدلالاتها الوطنية لكل أبناء شعبنا ولكل كوادره وشخصياته التي تفضل الاستمرار في ممارسة المعارضة من خارج حدود الوطن ودعوتها الى العودة السريعة الى الوطن.. وقلت له أيضاً: إن هذه الدعوة المفتوحة تشمل أيضاً علي سالم البيض الذي لا شك سيسعد فخامة الأخ الرئيس بعودته الى الوطن إذا ما قرر البيض التعامل الايجابي مع هذه الدعوة.. واستقرأ من خلالها وبدقة متناهية الابعاد والمدلولات التي تحاول هذه الدعوة الوصول اليها خدمة للحاضر والمستقبل اليمني.ولا ريب في ان الحديث عن الغد اليمني بثقة متناهية وثيقة تستند الى رؤية ثاقبة لحاضر ومستقبل اليمن وهي رؤية فخامة الاخ الرئيس ـ حفظه الله- المستجيبة للمنطق والتاريخ ولمتطلبات واشتراطات ولوج اليمن الجديد الديمقراطي الموحد.. وان هذه الثقة المتناهية التي شابت حديثي عن الغد اليمني ومن ادراكي العميق بأهمية وعظمة مدلولات دعوة الاخ الرئيس قد جعلتني أشعر ـ بثقة أكبر من أي وقت مضى- بان زميلي قد استجاب بقوة لحديثي هذا عن عظمة التوجهات الحكيمة لفخامة الاخ الرئيس، وهي ثقة تعززت لدي وستدفعه حتماً الى نشرها في أوساط كل مواطني شعبنا، وذلك أمر يدفعني هنا الى التأكيد على أهمية الدور المنوط بوسائل الاعلام المختلفة وعلى أهمية ما تقوم به هذه الأجهزة من خلال كافة جوانب عملها الاعلامي والصحفي من نشر للوعي في صفوف المواطنين بأهمية الحيثيات الراهنة للحاضر اليمني ومعطيات ومؤشرات مستقبله، ذلك ان الغد اليمني غد يتطلب رؤية أكبر وحراكاً أعظم ويتطلب أيضاً فعاليات قادرة على تجاوز منغصات الماضي وآلامه .. ولكون زميلي قد عبر لي عن انضمامه الى موقف القيادة السياسية ودعوتها الوطنية فانه قد طالبني بضرورة مواصلة العمل لدى الزملاء الآخرين من أعضاء الوسط الإعلامي على إحداث المزيد من التهيئة والإعداد لبلورة دعوة الاخ الرئيس من خلال مختلف أشكال العمل الصحفي وحتى يتم التعامل المسؤول معها.. وهي الدعوة التي نأمل ان تجد لدى المعارضين القابعين خارج حدود الوطن التفاعل المطلوب والوقوف المسؤول من قبلهم أمام مدلولاتها ومعانيها على الصعيد الوطني والإنساني والحضاري، وفي ذلك إذا ما حدث من قبل هؤلاء القابعين خارج حدود الوطن فانهم سيشكلون إضافة جديدة تنضم باقتدار إلى اشراقات الوطن اليمني ومسيرته الحافلة بالانجازات والمؤمنة بأهمية السير قدماً الى الأمام تحقيقاً لآمال شعبنا.وخلاصة ها هو الاخ القائد يقدم بدعوته للمعارضين في الخارج درساً وطنياً بليغاً لم نجد له مثيلاً في عالمنا الثالث، لكنه في حياتنا السياسية اليمنية ننظر إليه كأمر اعتيادي، كون فخامة الاخ الرئيس ومنذ توليه مسؤولية قيادة الأمة قد عودنا على العديد من المبادرات والدعوات المختلفة في مقاصدها وأهدافها والتي تصب جميعها في بوتقة واحدة هي مصلحة الوطن العليا.[c1]عن/ "الميثاق" ـ الاثنين 3 ديسمبر 2007م[/c]
دعوة الرئيس والبيض و14 أكتوبر
أخبار متعلقة