كنيسة القليس
القليس هي الكنيسة التي بناها وزينها في اليمن أبرهة الحبشي ليحول أنظار العرب عن الحج إلى الكعبة المشرفة ، وعندما لم يجد إقبالا عليها من قبل العرب خرج بجيش عظيم على ظهور الفيلة لهدم الكعبة لكن الله خذله هو وجيشه بطيراً أبابيل رمتهم بحجارة من سجيل.تقع في قلب صنعاء القديمة ولا تتعدى الآن كونها حفرة محاطة بسور ، بناها الملك النجاشي إبرهة الأشرم أثناء احتلال الحبشة لليمن قبل مئات السنين. وظلت بعد هلاك الأشرم ردحاً من الزمن تحرسها لعنة الشياطين وأساطير الحيات والأفاعي حتى وشت بها صنعاء إلى الخليفة الأموي (أبو العباس) الذي هدمها كما هدم الخليفة عثمان قصر غمدان بوشاية من صنعاء أيضاً.أهالي حي القليس في صنعاء القديمة يشعرون بالخجل من الغرفة كلما قصدهم سائح أو صحافي ليكتب عنها. ويصفها المؤرخون بأنها كانت محاطة بفضاء فسيح للتنزه، والمدخل إلى الكنيسة من الجانب الغربي عبر سلم شديد الانحدار من المرمر، وتقع على ربوة يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار طليت أبوابها بالذهب والفضة، تضم من الداخل جناحاً ثلاثياً طوله خمسون متراً، وعرضه خمسة وعشرون متراً، وأشياء كثيرة مثل الخشب المحلى بمسامير الذهب والفضة وأروقة مزينة بالفسيفساء التي تمثل أشجاراً وغابات مزينة بنجوم من الذهب.ويعتقد المؤرخون أن ابرهة نقل آلات البناء كالرخام المجزع والحجارة المنقوشة بالذهب من قصر بلقيس الذي يبعد عنه فراسخ قليلة مستعيناً بما كان فيه من بقايا لتحقيق ما أراده من بناء هذه الكنيسة وبهجتها وبهائها ثم نصب داخل كنيسته صلباناً من الذهب والفضة ومنابر من العاج الآبنوس وحين انتهى من أمره أعجبه ما وصل إليه فكتب إلى ملكه ما كتبه وأعلن عن عزمه جعلها بديلاً من بيت الله الحرام ليؤلب عليه العرب. وتقول الروايات إن خبر رسالته أغضب رجلاً من العرب قصد القليس فتغوط بها وحين سأل أبرهة عنه قيل له: رجل من أهل البيت الذي يحج إليه العرب في مكة فعزم على هدم الكعبة وقرر ارتكاب آخر حماقاته ليرمى بحجارة من سجيل.في عام 753 بلغ الأمر مبلغه عند الخليفة الأموي (أبي العباس) ووصف له ما في الكنيسة فأرسل خاله (الربيع بن زياد الحارثي) عاملاً على اليمن وأصحبه رجالاً من أهل الحزم والجلد استخرجوا ما بها وهدموها، ليروى لاحقاً أن الأمراض غزتهم وأصيب معظمهم بالجنون.الكنيسة ما زالت باقية . كانت بطول 60 ذراعا إلى السماء ويصعد إليها بدرج من رخام. حجارتها مثلثة الشكل متداخلة ببعضها البعض ملونة بالأخضر والأبيض والأصفر. يوجد بها سردابان تحت الأرض بطول 5 كليومترات يحيران علماء الآثار.والآن لم يبق من (القليس) إلا حفرة عميقة محاطة بسور، وعند هطول الأمطار الشديدة تمتلئ الحفرة بالماء كليا وما أن تمر بعض السويعات حتى يختفي الماء نهائيا، وظل سر اختفاء الماء طويلا إلى أن تم الكشف عن وجود بابين صغيرين لسردابين كبيرين يقعان تحت الأرض يصل طولهما حوالي 5 كيلو مترات وبقي السردابان على وضعهما الحالي دون معرفة سر وجودهما.