غضون
مسلحون يوالون دعاة المناطقية والكراهية أو ما يسمى «الحراك» تحولوا الى قطاع طرق في بعض مناطق الضالع، خاصة الطريق الرئيسي عدن ـ الضالع، يقيمون نقاطاً لتوقيف سيارات المواطنين ويأخذون ممتلكاتهم الخاصة تحت تهديد السلاح، والإجراء الذي اتخذته سلطات الأمن هناك هو إقامة نقاط أمنية ترشد المسافرين إلى تحويل خط سيرهم الى عدن عبر تعز من أجل سلامتهم وحماية ممتلكاتهم.. وهذا إجراء غريب للغاية لانه يغض الطرف عن قطاع الطرق.إن الإجراء القانوني الصحيح يجب ان يتوجه نحو الخارجين على القانون.. صحيح ان سلامة المسافرين وحماية ممتلكاتهم تعد من صميم واجبات سلطات الأمن، لكن هذه السلامة يجب فرضها في الطريق العام وفي كل مكان بقوة القانون وليس بتحويل وجهة سيرهم الى تعز او غيرها .. فضلاً عن ان السفر عبر طريق الضالع ـ عدن فيه منافع ومصالح لكثير من المواطنين الذين يعتمدون في مصادر رزقهم على المطاعم والبقالات وغيرها من الخدمات التي تقدم للمسافرين.إن الإجراء الذي اتخذته سلطات الأمن هناك ليس هو الإجراء الصحيح، واذا كانت قد رأت ان ذلك ضروري فيجب ان يكون إجراء مؤقتاً، أما الاجراء الصحيح والدائم فهو تأمين الطريق العام وفرض القانون وقمع العنف حتى لو كان الذين يلجؤون إليه أصحاب مطالب مشروعة فما بالك اذا كانوا قطاع طرق.. وأصحاب المطالب المشروعة يجب ان تسمع أصواتهم وتلبى مطالبهم حتى لا يلجؤوا الى خيارات غير مرغوبة، ومن ثم تواجه السلطات هذه الخيارات بإجراءات غير مرغوب بها ايضاً.. فالتعاطي مع القضايا والمشكلات على ذلك النحو يقود الى فوضى عامة.نعود الى التأكيد ان تحويل وجهة المسافرين الى عدن او من عدن عبر طريق تعز إجراء غير رشيد، لانه من ناحية يضيف أعباء على المسافرين وأصحاب السيارات الذين يسلكون طريقاً طويلاً ويخسرون وقتاً، ومن ناحية ثانية يلحق الضرر بالمواطنين الذين يعيشون على حركة السفر، ومن ناحية ثالثة يوجه رسالة للمواطنين مفادها ان سلطات الأمن تضعف امام قطاع طرق.لقد قرأنا وسمعنا مراراً أصحاب الحراك وهم يتحدثون عن «الحراك السلمي» ويصفون أعمال العنف التي يقوم بها بعض عناصرهم بأنها مسيئة لهم وانها ليست منهم بل من عناصر موالية للدولة بقصد تشويه صورة الحراك.. لكن هذا الذي يقولونه عن «السلمي» وعن عملاء الدولة مجرد زيف وهروب من الحقيقة، فالحراك لم يعد سلمياً، وما يقوم به قطاع الطرق وما نراه من مظاهر العنف والتسلح في تجمعاتهم ومهرجاناتهم خير شاهد على ان القوم يميلون يوماً بعد يوم الى العنف.. وما يحدث اليوم في الطرقات وخاصة بين الضالع والحبيلين بأيدي المسلحين أقوى تلك الشواهد، والغريب ان سلطات الأمن ترد على ذلك بإجراء أعوج يضر بمصالح آخرين ويشجع قطاع الطرق ويقزم الدولة.