للأمهات .. كيف تحمين أطفالكن بحليبكن ؟!
كتب / رياض الزواحي في السنوات الأخيرة ظهرت مؤشرات وحقائق علمية مخيفة حول مخاطر الرضاعة الصناعية على الأطفال أو بمعنى اصح استخدام الحليب الصناعي كبديل لحليب الأم الطبيعي في تغذية المواليد والرضع وما يترتب على استبدال حليب الأم بما يسمى الحليب الصناعي من مخاطر قد تنتهي بوفاة المواليد والرضع نتيجة فقدانهم للمناعة والمقاومة للأمراض . وبالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد أمر الأمهات بالرضاعة الطبيعية لأولادهن رحمة بالرضيع وحرصا على صحته وسلامته إلا أن بعض الأمهات مازلن يكابرن ويطرحن المبررات الواهية لحرمان الرضيع من أول الحقوق التي منحها الله سبحانه وتعالى له عند ولادته ، وهي حقه في الرضاعة الطبيعية التي تعتبر جدار الوقاية والحماية له من مختلف الأمراض التي تهدد حياته بعد الولادة وفي العامين الأولين من عمرة ولا يتمكن من مواجهتها بأي وسيلة غذاء بديلة للرضاعة الطبيعية مطلقا وقد يجهل بعض الآباء والأمهات المستهترين بصحة أولادهم أن معدل وفيات الأطفال الرضع في بلادنا يصل إلى 68 حالة وفاة في كل 1000 ولادة حية وقد تزيد هذه النسبة بشكل لافت ليس لشيء سوى تعمد حرمان الطفل من الرضاعة الطبيعية واستبدال حليب الأم بالحليب الصناعي الذي أصبح يهدد صحة وسلامة المواليد في مختلف مناطق العالم لاسيما الدول النامية التي تزداد فيها معدلات الجهل والأمية. وقد أكدت دراسات علمية في كبريات الجامعات العالمية أن الرضاعة الطبيعية وحدها يمكنها أن تنقذ حياة أكثر من 3500 طفل يوميا في جميع دول العالم وأكدت أيضا أن الرضاعة الطبيعية من ثدي الأم يمكن بإذن الله أن تنقذ حياة مليون طفل في العلم يموتون سنويا بسب الاسهالات والالتهابات الرئوية التي لا يستطيعون مقاومتها إن كان غذاؤهم حليبا صناعيا وبدائل أخرى لحليب الأم فسوء التغذية يتسبب في 60 % من حالات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة سنويا والبالغ عددهم 10.9 مليون حالة وفاة في العالم وثلثا هذه الوفيات بسبب إتباع وسائل تغذية غير مناسبة وصناعية خلال السنة الأولى من عمر المولود أو الرضيع بمعنى أن من ينخدعون بالإعلانات حول الحليب الصناعي وأنواعه المختلفة ويعتمدون عليه في أرضاع أطفالهم هم أول من يدفعون الثمن عندما يفارق أطفالهم الحياة بسبب الكثير من الأمراض التي تهاجمهم ومناعتهم ضعيفة . وقد أكدت دراسات أوروبية وأمريكية وبشكل قاطع انه لا يوجد أي غذاء صناعي أو حليب صناعي في العالم اجمع يوازي فائدة حليب الأم لطفلها و طبعا هذه الحقائق المخيفة عن أضرار الرضاعة الصناعية عرفت مبكرا في أمريكا وأوروبا والدول المتقدمة ونتيجة لذلك تكشف الإحصاءات في الدول الأوروبية وغيرها من الدول التي تعتبر معظمها مصنعة للحليب أن معدل الرضاعة الطبيعية (حليب الأم ) يفوق الـ95 % في هذه الدول أي أن كل الأطفال في هذه الدول تقريبا يتغذون من حليب الأمهات فقط دون أي إضافات حتى الشهر السادس من عمر الطفل بالرغم من أنها كما قلنا دول مصنعة للحليب الصناعي تصدره للبلدان الفقيرة والنامية . كل هذه الدراسات والبحوث العلمية تجعلنا اليوم أكثر إصرارا على حماية أطفالنا وتغذيتهم بالحليب الطبيعي (حليب الأم فقط ) الذي يضمن حمايتهم من الأمراض ويضمن نموهم الطبيعي السليم .. واليكم بعض الحقائق العلمية عن فوائد حليب الأم إذا كان بعض الآباء والأمهات يجهلونها ولا يقدرون ما وهب الله سبحانه وتعالى الطفل من غذاء كامل وصحي يحميه من الأمراض ويضمن له النمو السليم والآمن وهي كالتالي : أولا اثبت العلم أن حليب الأم خال من التلوث وتوجد فيه أجسام مضادة للجراثيم كما أن نسبة المواد الغذائية فيه مناسبة ومفيدة للرضيع مهما كان وزنه أو عمره وتوجد في لبن الأم مواد مساعدة للرضيع على الهضم وتقيه سوء الهضم والمغص كما يوجد في لبن الأم عناصر معدنية بنسب وكميات مقدرة وفق الاحتياج ويحتوى الحليب الطبيعي على الماء الذي يسد حاجة الطفل الرضيع وان كان في منطقة حارة ويعتبر لبن الأم أفضل غذاء للرضيع مهما كانت نوعية غذاء الأم . وفي الأيام الأولى للولادة يحصل الرضيع على مادة اللباء الغنية بالمواد المفيدة لجسمه والتي تعزز مناعته وتغذيه وتشير الدراسات إلى أن حليب الأم يحد من معدلات الأمراض المعدية حيث تشير دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن نسبة التهابات الأذن الوسطى بين الأطفال في الفئة العمرية من الولادة حتى 12 شهرا لدى الذين لم يرضعوا من الثدي تبلغ ضعف النسبة لدى الأطفال في الفئة العمرية نفسها الذين رضعوا رضاعة مقتصرة على الثدي . وبينت دراسة علمية أجريت في البرازيل أن معالجة الأطفال في المستشفيات بسبب الالتهاب الرئوي بين من لم يرضعوا طبيعيا بلغ 17 ضعفا مقارنة بمن رضعوا طبيعيا وأظهرت دراسة أجريت في بيلاروسيا انخفاض خطر الإصابة بالعدوى المعوية بين الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية مقتصرة على الثدي حتى عمر ثلاثة شهور وأن الرضاعة الطبيعية تحد من خطر الربو والحساسية بنسبة 40 % وفي استراليا انخفض خطر حدوث الربو في مرحلة الطفولة بحوالي 40 %على الأقل بين الأطفال الذين رضعوا رضاعة مقتصرة على الثدي لمدة أربعة أشهر [c1]الرضاعة الطبيعية تزيد معدل الذكاء[/c]وفي الدانمرك برهنت دراسة حديثة أن الرضاعة الطبيعية تؤثر على نمو الدماغ وفقا لقياس قدرة الطفل على الزحف والقبض على الأشياء والتحدث بكلمات متعددة المقاطع . وكلما زادت مدة الرضاعة الطبيعية ارتفعت قدرات الطفل الذهنية . وبرهنت الدراسات أهمية الرضاعة الطبيعية من الناحية العاطفية والسيكولوجية لكل من الأم وطفلها إلى جانب دورها في تعزيز الرابط بينهما وإذا ما تحدثنا عن الرضاعة الطبيعية وفوائدها الاقتصادية على المجتمع فقد قدرت دراسة استرالية أن رفع معدل الرضاعة الطبيعية للأطفال في عمر ثلاثة شهور من 60 % إلى 80 % سيوفر ما مقداره 3.7 مليون دولار (800 مليون ريال) تنفق حاليا على علاج الأمراض المعدية والمعوية فقط وقدر باحثون في كندا أن رفع معدل انتشار الإرضاع من الثدي يمكن أن يوفر على مقاطعة كندية واحدة فقط مبلغ 370.000 دولار كل عام تنفق حاليا في رعاية الأطفال المصابين بالربو نتيجة حرمانهم من الرضاعة الطبيعية . وإذا ما نظرنا إلى مجتمعنا اليمني فسنعرف أن هناك مئات الملايين تصرف سنويا في المستشفيات من ميزانية الأسرة على علاج الكثير من الأمراض التي تصيب الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية بدلا من حليب الأم الطبيعي وكل هذه الحقائق العلمية والدراسات كما هو ملاحظ أجريت في دول متقدمة صناعيا ومن الدول المصنعة للحليب وفيها معدلات الرضاعة الصناعية لا تذكر والأطفال هناك غذاؤهم الوحيد هو حليب الأم الطبيعي ويصدر معظم إنتاجهم من الحليب الصناعي إلى الدول النامية والفقيرة كبلادنا والدول العربية والإفريقية لأنهم يعرفون أن معدل الوعي في هذه الدول منخفض وتجد الشركات فرصتها في خداع الناس والأمهات والتغرير بهم لاستخدام الحليب الصناعي لان صحة الأطفال في هذه الدول لاتهمهم فما يهمهم فقط هو أرباحهم وإخراج أجيال مريضة وهزيلة يصدرون لها الدواء والموت تحت أغطية الحليب الصناعي .. وبالتالي يجب أن يدرك كل أب وكل أم أن لبن الأم نعمة من الله سبحانه وتعالى وهبها الله للطفل ليعطيه المناعة الكاملة ضد مختلف الأمراض التي تهدد حياته ويمنحه العافية والنمو الجسمي والعقلي السليم ليكون الإنسان القوي والذكي والمعافى في الحاضر و المستقبل ، فلماذا تصر بعض الأمهات على حرمان أطفالهن من نعمة وهبها الله له ؟ وما ذنب الرضيع أن يتغذى بالسموم الصناعية ويفارق الحياة ؟.لهذا يجب أن تتخذ كل أم وكل فتاة في مرحلة الحمل قرارها الآن بان يكون غذاء طفلها حليبها الطبيعي فقط حتى عمر الستة أشهر ومن ثم تعطي طفلها حليبها أيضا لكن مع وجبات تكميلية مساعدة تسأل عنها في أي مرفق صحي وتكمل الرضاعة على مدى عامين فذلك هو القرار الذي يجب أن يتخذ لحماية فلذة كبدها من كل المخاطر التي تهدد حياته فهل سنتخذ القرار السليم الآن قبل أن ندفع ثمنا غاليا هو حياة أطفالنا لا قدر الله .