للمرة الأولى يصدر فيها الرئيس الأميركي أمراً لقواته في الخارج
القبطان الأمريكي ريتشارد فيليبس (إلى اليمين) عقب إنقاذه قبالة سواحل الصومال يوم الأحد
واشنطن/متابعات:تناولت بعض الصحف الأميركية والبريطانية نبأ تحرير قبطان سفينة الشحن الأميركية ريتشارد فيليبس من أيدي القراصنة الصوماليين بالتحليل والابتهاج، ووصفت بعض الصحف العملية بالنصر المبكر للرئيس الأميركي باراك أوباما.وكانت البحرية الأميركية نفذت قبل البارحة عملية خاطفة في المحيط الهندي مكنتها من إنقاذ قائد سفينة الشحن الأميركية ميرسيك ألاباما، القبطان ريتشارد فيليبس الذي كان محتجزا لدى قراصنة صوماليين منذ خمسة أيام على متن زورق إنقاذ مطاطي.وبينما أصبح ينظر للقبطان في الولايات المتحدة كبطل، بوصفه أول رهينة أميركي يقع بأيدي القراصنة، وصفت الصحف العملية بأنها نصر لأوباما والولايات المتحدة في الخارج.وأعلن قائد القوات البحرية نائب الأميرال وليام غورتني أن قرار شن العملية ضد القراصنة اتخذ بموجب أمر أصدره الرئيس أوباما تمثل في «التحرك فورا في حال كانت حياة القبطان في خطر».وأسفرت العملية التي شنها قناصة من مجموعة النخبة من على متن المدمرة الأميركية بينبريدغ قبالة السواحل الصومالية عن مقتل ثلاثة من القراصنة واستسلام الرابع، بالإضافة إلى تحرير الرهينة الأميركي.وكان القراصنة الصوماليون هاجموا سفينة الشحن الأميركية التي كانت تقل عشرين بحارا أميركيا الأربعاء الماضي على بعد خمسمائة كيلومتر قبالة السواحل الصومالية، وتمكن الطاقم من استعادة السيطرة على السفينة.وأكد غورتني أن القبطان الأميركي قدم نفسه رهينة مقابل الإفراج عن أفراد طاقمه موضحا «لقد وضع حياته بين أيدي الخاطفين بهدف حماية أفراد طاقمه».ووصفت صحيفة (واشنطن بوست )الأميركية عملية التحرير الناجحة ضد القراصنة وتحرير القبطان الأميركي بأنها نصر لأوباما، وأوضحت أن مساعديه قدموا له 17 تقريرا على مدار الأيام الخمسة الماضية بشأن القضية منذ أن عاد من رحلته خارج الوطن.ونسبت الصحيفة لأحد مستشاريه القول إن أوباما تريث باتخاذ قراره مؤكدا على ضرورة الحفاظ على حياة القبطان في المقام الأول.وقالت الواشنطن بوست إنه بالمقارنة مع أسلاف أوباما فإن العملية تعتبر نصرا وإن كان صغيرا، فهو يبقى أفضل من الفشل، وأشارت الصحيفة إلى الفشل الذريع للمهمة التي سبق أن أمر بها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، والتي انتهت بانسحاب «مخز» من مقديشو الصومالية.كما أشارت إلى فشل عملية تحرير رهائن السفارة في طهران في عهد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر.من جانبها قالت صحيفة يو إس أي توداي إن أوباما نجح في أول اختبار للأمن القومي، وأضافت أن الرئيس كان مرتاحا وواثقا من الكفاءة التي تتمتع بها قواته في الخارج.وتساءلت الصحيفة عن التداعيات المحتملة فيما لو فشلت العملية أو أن رصاص أحد القناصة أصاب القبطان الأميركي نفسه في مقتل.وقال كبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل إن صمت أوباما في الفترة الماضية لا يعني أنه لم يكن يفكر عميقا بقضية القبطان، إنما يفسر صمته لكونه كان واثقا من كفاءة قواته في الخارج من جهة، ولأنه لم يرد أن يثير القراصنة الخاطفين ويضطرهم لاتخاذ إجراءات سيئة من جهة أخرى.وأما بشأن عرض القراصنة المعتقلين على القضاء الأميركي فتساءلت الصحيفة إن كان سينظر لهم «كإرهابيين» مضيفة أن لا أحد حتى اللحظة وصف القرصنة ضمن مفردات «الحرب على الإرهاب».وفي سياق متصل قالت صحيفة تايمز البريطانية في تحليل لها إن عملية إنقاذ القبطان الأميركي تعتبر انتكاسة صغيرة للقراصنة الصوماليين.وأوضحت تايمز أن الصومال بلد فقير يجتاحه الجوع والفقر وتنتشر بين أيدي شعبه الأسلحة، وقالت إنه لتلك الأسباب تعتبر القرصنة نتيجة متوقعة قبالة السواحل الصومالية، خاصة وأنها تعتبر مجزية أكثر من الانضمام إلى المليشيات المسلحة الأخرى، حيث يتقاضى المرء قرابة عشرة دولارات عن كل يوم في البحر.وفي حين حذرت تايمز من تزايد عنف القراصنة بعد أن قام الفرنسيون والأميركيون بتخليص رهائنهم بالقوة ودونما فدية، قالت الصحيفة إن الحل الأمثل لوقف القرصنة يتمثل في إعادة الاستقرار إلى البلاد التي أنهكتها الحروب وغاب عنها النظام وسيادة القانون.ووصفت الصحيفة العملية التي نفذتها القوات البحرية الأميركية بأنها نصر لأوباما وللولايات المتحدة وقواتها العسكرية، وأوضحت أنها المرة الأولى التي يصدر فيها الرئيس الأميركي أمرا لقواته في الخارج بعيدا عن الحربين على العراق وأفغانستان، وهو بذلك ربما يكون أسكت منتقديه، في هذا الوقت على الأقل.وأثبتت العملية الناجحة لتحرير القبطان الأميركي أن صمت أوباما على مدار أيام الأزمة الماضية لم يكن لينم عن ضعف أو عن عدم القدرة على اتخاذ القرار، في ظل تصريح أوباما في بيان صدر البارحة والمتمثل في أن سلامة الرهينة كانت «همنا الرئيسي». وكان أوباما تابع حديثه عن كيفية تصرف الولايات المتحدة في المستقبل «سنعمل مع شركائنا لمنع وقوع هجمات في المستقبل» وضمان تقديم «الذين يرتكبون أعمال القرصنة للمساءلة عن جرائمهم». واختتمت الصحيفة بالقول إن أوباما وصف القراصنة بالمجرمين ولم يصفهم بالإرهابيين، فهو لم يرد التصعيد كما كان يفعل سلفه الرئيس الأميركي جورج بوش.وأراد أوباما أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ويشارك الولايات المتحدة في العبء تجاه القضاء على القرصنة وتجاه أي تحديات أخرى بما فيها الحرب على العراق و على أفغانستان.يذكر أن أوباما أثنى على كفاءة منفذي عملية التحرير، و أشاد بشجاعة القبطان، كما أعلن عن «سعادته» بانتهاء تلك العملية ودعا إلى بذل الجهود لمنع أعمال القرصنة في العالم.