في تقرير سري للحكومة البريطانية :
لندن / متابعات :أفاد تقرير سري للحكومة البريطانية أن التهديد بشن هجوم إرهابي في بريطانيا من قبل إسلاميين بلغ أعلى مستوياته منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في أميركا، فيما أعلن مستشار سابق مقرب من رئيس الوزراء البريطاني أن توني بلير تجاهل تحذيرات الرئيس الفرنسي جاك شيراك من العواقب "الكارثية" لاجتياح العراق.وتشير وثائق استخباراتية سرية تم الكشف عنها مؤخرا أن أعداد الإسلاميين البريطانيين الذين يخططون لشن هجمات ضد أهداف "ضعيفة" أكبر مما كانت تعتقد الجهات الأمنية. وتكشف الوثيقة أيضا أن القاعدة تطورت إلى تنظيم عالمي ولديها سلطات في كل دولة مسلمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا. التقرير يشير الى أن أماكن التنقلات في لندن هي الأكثر عرضة للهجمات وأوضحت الأسبوعية البريطانية "صانداي تلغراف" أن ما قد يصل إلى أكثر من إلفي شخص مقربين من القاعدة، أي أكثر بكثير مما كانت تقدره حتى الآن أجهزة الاستخبارات، يعدون لهجمات انتحارية على أهداف غير إستراتيجية.وأضافت الوثيقة أن "مستوى خطط القاعدة لشن هجمات في بريطانيا وعدد المتطرفين المستعدين للمشاركة في هجمات هو أعلى مما كنا نتوقع". وتابعت "لا نزال نعتقد بان القاعدة ستحاول البحث عن فرص لشن هجمات واسعة النطاق على أهداف وبنى تحتية أساسية. وهذه الهجمات يتوقع أن تنفذ عبر عمليات انتحارية". وأوضحت الصحيفة أن "المخططات لشن هجمات" ضد بريطانيا ستأخذ حجما اكبر هذه السنة معتبرة بحسب التقرير السري بان القاعدة تملك موطىء قدم في كل دولة لديها جالية إسلامية.والوثيقة التي تحمل اسم "معطيات حول تهديد المتطرفين" تشير إلى أن أفغانستان ستتجاوز العراق كقاعدة للهجمات الإرهابية ضد القوات الغربية. واعتبرت الوثيقة انه "مع العنف الذي يتكثف في أفغانستان والذي أصبح في صلب تغطية وسائل الإعلام، ستصبح هذه الدولة أكثر جذبا للأجانب الراغبين في الجهاد".وفي ذات السياق، حذرت مدير عام الـ (إم آي 5)إليزا مانينغهام من أن أكثر من 1600 فرد معروف متورط في التخطيط لهجمات. كما تمكنت الاستخبارات البريطانية من الكشف عن 200 شبكة إرهابية وحوالي 30 مخططا. وترجح الاستخبارات تورط أكثر من ألفي مواطن بريطاني في هذه المخططات الإرهابية.وتحذر الـ إم آي 5 من أن الإرهابيين وضعوا أهدافا "سهلة" مثل أماكن القطارات إضافة إلى أهداف اقتصادية مثل مدينة لندن وكاناري وارف. وأشار مصدر سياسي رفيع المستوى إلى أن الصورة التي عكسها التقرير السري هذا التهديد لن يزول قبل عدة أعوام، موضحا "ستشهد بريطانيا هجمات إرهابية جديدة". وتكشف الوثيقة التي وضعت خلال الشهر الحالي، أن أفغانستان (حيث سينتشر أكثر من سبعة آلاف جندي بريطاني نهاية شهر مايو ستصبح مثل العراق مرتعا لمخططات الجهاد ضد الغرب. وتقول إن تأثير تنظيم القاعدة يمتد من شمال إفريقيا ، بما في ذلك جمهورية مصر ومرورا بلبنان وتركيا والأردن إلى الصومال والسودان.وأضافت الوثيقة أن شبكة القاعدة فعالة في العراق، وتدير "مراكز اقتصادية" في باكستان، وتمكنت من إنشاء مجموعة جديدة في اليمن.وأضافت الوثيقة أن "ارتفاع العنف في أفغانستان، والتركيز الإعلامي على ذلك البلد، من المتوقع أن يجتذب أجانب يسعون إلى تنفيذ طموحاتهم الجهادية".وأفادت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية اليوم الأحد نقلا عن السير ستيفن وال المستشار السياسي السابق الابرز لبلير أن رئيس الوزراء ومستشاره الإعلامي آنذاك الستير كامبل قاما عمدا بتقديم صورة سلبية عن معارضة فرنسا لاجتياح العراق لتبرير خيارهم بالقيام بهذه العملية كما أفادت الأسبوعية البريطانية.وجاءت هذه التصريحات في إطار الحلقة الثانية من وثائقي مؤلف من ثلاث حلقات تبثه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حول رئيس الوزراء البريطاني ويحمل عنوان "بلير: القصة من الداخل" ويبدأ بثه غدا الثلاثاء.وكان اليزا مانينغام بولر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية "ام اي 5" أعلن في نوفمبر أن عناصر جهازه يلاحقون أكثر من 1600 مشتبه ينتمون إلى 200 مجموعة وغالبيتهم على علاقة بالقاعدة. وفي تموز/يوليو 2005 وقعت أربعة اعتداءات في وسائل النقل العامة في لندن ما أدى إلى سقوط 56 قتيلا بينهم المنفذون الأربعة.وكان تقرير سري فرنسي نشرت صحيفة "الحياة" العربية أجزاء منه الاسبوع قبل الماضي قد نبه إلى خطورة مخطط لتنظيم "القاعدة" يسعى لاستهداف فرنسا خلال حملة انتخابات الرئاسة، بغية التأثير في نتائج هذه الانتخابات، كما سبق وحدث في الانتخابات الاسبانية، عبر تفجيرات مدريد، في مارس 2004، ويتألف هذا التقرير الذي رُفع مؤخرا إلى السلطات الحكومية من ثماني صفحات، ويحمل عنوان: "تقييم وضع حال التهديد الإسلامي الراديكالي في فرنسا". واستغرق إنجازه ثلاثة أشهر، بمشاركة مختلف أجهزة الاستخبارات والأمن المعنية بمكافحة الإرهاب في فرنسا.ويشير التقرير أجزاء منه إلى أن قرائن عدّة ترجّح وجود خطة لتكرار السيناريو الاسباني فرنسياً، ومن أبرزها: "رسائل تهديد تم تداولها على مواقع إنترنت مقربة من "القاعدة"، وتتضمّن صوراً للحملة الانتخابية الحالية في فرنسا".لكن تصريحا باسم الحكومة الفرنسية كذب وجود مثل هذا التقرير السري في خطوة يعتقد أنها للتخفيف من اثر ه على مشاركة الناخب الفرنسي.