مدير عام مديرية خنفر أحمد غالب الرهوي لـ ( 14 اكتوبر ) :
جعار - حاور ه / محمود ثابت - تصوير/ علي الدربعادت الأوضاع في مدينة جعار عاصمة مديرية خنفر محافظة أبين إلى طبيعتها بعد أن تمكنت الحملة الأمنية التي يشرف عليها وزير الدفاع بتكليف من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من إلقاء القبض على العناصر الإرهابية والخارجة على القانون والمطلوبين أمنياً في كثير من جرائم القتل والتقطع والنهب والتخريب والسطو والشذوذ. (14 أكتوبر) التقت الأخ / أحمد غالب الرهوي مدير عام مديرية خنفر رئيس المجلس المحلي وأجرت معه الحوار الآتي :- الوضع في جعار قبل الحملة وحالياً؟- نرحب بكم وبصحيفة 14 أكتوبر ونزولها إلى مدينة جعار والتعرف عن كثب وتلمس الأوضاع على الميدان وطبعاً أنتم لاحظتم أن الأمور طبيعية جداً .و باعتبارنا من أبناء هذه المدينة والمنطقة وأنا كنت وكيلاً لمحافظة المحويت وكنت مديراً عاماًَ لهذه المديرية في 1994م وظللت أعمل فيها حتى عام 1998م فقد واجهتنا نفس الظروف التي سمعتم بها في هذه المديرية والمدينة والمنطقة قبل عودتنا إليها مرة أخرى ونحن نعتبر العودة إليها واجباً وطنياً وهو تكليف لا تشريف باعتبارنا من أبناء المنطقة .المنطقة قسمت إلى أربعة مربعات جهادية كل مجموعة من الضالين والخارجين على القانون من المتأسلمين طبعاً تمسك مربعاً أو قطاعاً .. واستطيع القول أن القيادة التي كانت تدير المديرية ما كانت في مستوى المسؤولية بصراحة ودائماً عندما تضعف سلطة الدولة تتقوى النتوءات الشاذة الخارجة عن القانون ودائماً تحاول إذا ضعفت السلطة أن تنظم نفسها أكثر وتحاول أن تسطو أكثر وهكذا إلى أن تصبح أكبر من إمكانيات السلطة الموجودة في المديرية .- كيف كان وضع المواطن في ظل هذه الفوضى؟ - كان الناس طبعاً عائشين في حالة رعب وقلق وكان الخوف طبعاً في قمته عندما وصل الأمر إلى القتل.. هذه المجموعة تقوم بقتل شخص في الشارع أو في المطعم والمبرر أن هذا شاذ جنسياً أو هذا لوطي أو شارب خمر من دون حق أو دليل شرعي مع أنه د ينياً وفقهياً وشرعاً معروف إنه يوجد ولي أمر هو المسؤول عن إقامة الحد والقصاص وحتى لو انطلقنا من الجانب الديني فالحدود قائمة ولا اجتهاد ولا شبهة في الحدود. فالحدود معروفة ليس فيها أي اجتهاد فهم حتى يجتهدون في الحدود فاللوطي يقتلونه والحد لا يقول أقتله في الشارع وشارب الخمر أيضاً يقتلونه و الشرع لا يقول ذلك. يعني حتى شريعتهم ثانية . ومع ذلك ظل هناك ناس طيبون وخيرون كانوا يحاولون بقدر الإمكان أن ينصحوا السلطة ويبلغوها بالأماكن التي يسيطر عليها الإرهابيون ويتضرر منها الناس ولكن ( بلغ السيل الزبى) كما يقولون وأدركت القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس بأن هذا الوضع أخذ مساحة أكبر مما هو عليه وأنه حمل أكثر مما يحتمل فكلف الرئيس الأخ / معالي وزير الدفاع بالنزول على رأس حملة بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية الموجودة في المديرية لمعالجة هذه الأوضاع والتأكد من صحة ما ينقل وما يتحدث عنه الناس واستدعينا أيضاً نحن لقيادة هذه المديرية وقبلنا هذا الرهان ومنذ أن بدأنا بالحملة قبل أسبوعين تم القبض على ما يزيد عن الخمسين عنصراً وأغلبهم من المطلوبين والخطرين والمطلوبون الذين كانوا في مدينة الحصن يثيرون المشاكل ويقتلون الناس تم القبض عليهم في محافظة شبوة بتعاون الأجهزة الأمنية هناك مشكورين و تم إجراء التحقيقات الأولية معهم ورحلوا إلينا وتسلمناهم أمس في محافظة أبين واثنان آخران تم القبض عليهما أمس في محافظة عدن وهما أيضاُ من المطلوبين بجرائم قتل إضافة إلى الخمسين المقبوض عليهم سابقاً الذين تحدثنا عنهم .- هل الحملة أعادت الثقة للمواطن بالسلطة المحلية وأجهزتها الأمنية؟- الإجراءات التي تمت أعادت الطمأنينة إلى الناس وأعادت الثقة بأجهزة الدولة وباستجابة الدولة السريعة لواجباتها الأمنية تجاه المواطنين وبعد أن كلفنا بمهام المديرية لن تحصل مشكلة إلا والأجهزة الأمنية متواجدة في الحال في نفس المكان بعكس السابق .. كانوا يقتلون الناس ولا أحد يحضر وتنهب المدارس ولا أحد يحضر وترتكب جريمة ولا أحد يأتي ولا أحد يكلم أحداً والقاتل يشطح في الشوارع لا أحد يقدر أن يلقي القبض عليه ولا كأنه عمل شيئاً الآن الأمور تحت السيطرة وكل عمل له تداعيات . نحن الآن العمل الذي قمنا به هو ضرب مصالح مافيات قوية وربما مافيات خفية متسترة تستخدم ذوي النفوس الضعيفة في مثل هذه الأعمال المنحرفة لكن هي في الخلف .. طبعاً لا تريد أن تقطع شعرة معاوية مع السلطة ، تريد أن تبقي شعرة معاوية مربوطة فتحاول أن تكون بعيدة وأحياناً تعمل نفسها مصلحاً والله نحن بانجيب لكم فلان . ونحن سوف نلتزم على فلان. ونحن سوف نضمن لكم على فلان وهم متورطون في المسؤولية وطبعاً للدولة سياستها ولها نظريتها البعيدة والدولة هي أب للجميع وكل الناس يتمنون وجود الدولة فهي الشجرة الورافة المثمرة الكبيرة التي يتفيأ الناس ويستظلون تحتها ويحتمون بها وبقوانينها والناس متساوون عندما تكون هناك دولة بدلاً من أن تتحول الأمور إلى غابة وإلى وحشية و كل واحد يأخذ حقه وحق غيره .الآن هناك طمأنينة واستقرار بعكس ما كان حاصلاً في المديرية منذ تقريباً عشرين يوماً حيث كان الوضع غير طبيعي وبعد الحملة مدينة جعار لا يمكن لأحد أن يضرك أو يؤذيك إطلاقاً تتمشى حتى الصباح في المدينة وهذا دليل على أن هؤلاء ما هم إلا عبارة عن فقاعات صغيرة كانت موجودة لكن كان السكوت عنها سيزيد منها وسيوسع مساحتها وسيضر إضراراً كبيراً بالمجتمع والدليل على ذلك أنهم بدؤوا بتخريب حتى الثوابت أي هناك أشياء ثوابت الناس متفقون عليها مثل المدرسة لا يمكن لأحد أن يضرها لأنها هي لأبني وابنك والكهرباء كذلك لأنها ليست لأشخاص محددين وإنما هي للكل مثلها مثل الصحة والبريد ولكن الجماعة من كثر غلوهم وغيهم وغطرستهم وحقدهم بدؤوا يعتدون حتى على الثوابت التي تهم الناس جميعاً وتهم مصلحتهم العامة.بدؤوا يخربون الكهرباء والماء والمدارس والبريد وهذا قمة السلوك غير السوي .- الحوادث التي تقع من حين إلى آخر أثناء الحملة بماذا تفسرونها؟- هناك بعض الحوادث يقوم بها أفراد يتم تتبعهم يريدون أن يقولوا لنا أننا موجودون وأننا مازلنا قادرين ونحن لا يوجد لدينا خوف إطلاقاً وبحكم معرفتنا بهؤلاء الأفراد واحداً واحداً فهم ليس لهم علاقة إطلاقاً لا بالقاعدة ولا بعلاقات أجنبية إطلاقاً لماذا؟أولاً بعضهم تم القبض عليه وهو (مديز)- شارب (د يزبم) وبعضهم بيئتهم الاجتماعية معروفة وبعضهم شواذ .. واحد منهم شاذ وقتل شاذاَ وليس عندهم بعد نظر ولا عندهم عقيدة ولا فكر.. عندهم كيف يتحصلون على الفلوس كيف يخوفون الناس من أجل أن يبتزوهم على سبيل المثال: هناك واحد القينا القبض عليه في شبوة وهو فرد من الجماعة التي تقوم بعملية القتل ووجدنا معه سبعمائة ألف ريال وكذلك أرضيه استولى عليها باعها ليلة هروبه إلى شبوة وعندنا وثائق تلك الأرضية التي وباعها في الحصن عن طريق ناس (أشباح الظل) ونحن نعرفهم فهؤلاء مهمتهم جمع الفلوس وتلاحظهم يأخذون أسلاك الكهرباء ويبيعونها وينهبون مدارس البنات لسرقة مرتبات المعلمات وللعلم فإنهم ليسوا بالمستوى الكبير والمسؤول الذي نحن نتخيله .- من أين لهم الأسلحة؟- الأسلحة يقومون بشرائها من أموال السرقات التي يقومون بها فعندما سرقوا البريد أخذوا المكيفات وباعوها والكهرباء أخذوا مبالغها المالية فهدفهم هدف مادي وتجميع (الناس حولهم وتخويف المواطنين في المدينة التي تجمع خليطاً متجانساً من الناس تجاراً ومهاجرين ومستثمرين) .- الذين تم قتلهم من قبل هذه الجماعات المتطرفة الضالةهل لهم قبيلة؟- للعلم جميع من قاموا بقتلهم من المواطنين هم أناس بسطاء ليس لهم ثقل اجتماعي أو قاعدة اجتماعية تحميهم كقبيلة أو حزب والدليل الأول أنهم يقتلون شخصاً (ينتقوه نقوه) أي أن هذا الشخص ليس وراءه أحد ومقطوع من شجرة حتى لا يحصل رد فعل قوي تجاههم.والدليل الثاني أنهم عندما اقتحموا مراكز الشرطة بالحصن أخذوا ست قطع سلاح كلا شنكوف وأمرهم شيخ في المنطقة بإعادتها فأعادوها .- إلى أين وصلت التحقيقات مع القبوض عليهم من هذه العناصر؟- جميع من تم إلقاء القبض عليهم من العناصر المجرمة تجري حلياً التحقيقات معهم وعند استكمال ملفاتهم سيتم إحالتهم إلى القضاء لقول كلمة الفصل فيها.ونحن جادون ومصرون على تقديمهم للقضاء فحتى اللجنة الأمنية التي أدارت الحملة مصرة على ذلك وللعلم استكملت لدينا مائة وخمسون قضية ولن يكون فيها تسامح وأنا أحب أن أقول هذا عبر الصحيفة أذا لم تأخذ الأمور مجراها إلى أن تنتهي فأننا سوف نقدم استقالتنا من موقعنا لذا فيجب أن يحاسب كل من أذنب وخالف وارتكب جريمة ويجب أن يكافأ كل من عمل بإخلاص وجد .- ما هي خططكم بعد عودة السكينة إلى جعار؟- خططنا بعد أن عاد الهدوء والسكينة والطمأنينة إلى سكان ومواطني المدينة وضواحيها العمل على تقديم خدمات ملموسة للناس والاهتمام بالمواطنين وإشعارهم بأنهم يعيشون حياة طبيعية من خلال تقديم الخدمات و حل قضايا المواطنين وإزالة بعض المظاهر الموجودة .فالمواطنون بدؤوا يشعرون بالنتائج الطيبة للحملة الأمنية التي تشهدها المديرية ولدينا في المديرية والمحافظة خطط لمتابعة تنفيذ المشاريع وتوفير الخدمات وحل الانقطاعات في الكهرباء والماء.وجميع المرافق التي تعرضت للنهب والسرقة من قبل العناصر الخارجة عن النظام والقانون بدأت تعاود نشاطها في تقديم خدماتها للمواطنين كالبريد والمحكمة والاتصالات وعمال النظافة الذين يعملون أربعاً وعشرين ساعة والأمور بحاجة إلى تعاون الجميع.- هل لكم من كلمة أخيرة؟- أتقدم بالشكر لكل مواطن أبلغ الجهات المعنية عن وجود العناصر المخلة بالأمن والاستقرار .. وللعلم تم إلقاء القبض على العناصر المخربة والخارجة عن القانون بعد الإبلاغ عنهم من قبل المواطنين الذين تعاونوا مع الأجهزة الأمنية ودلوا عليهم. ونحن استعدنا الثقة التي كانت مفقودة بين السلطة المحلية وأجهزة الأمن من جهة والمواطن من جهة أخرى والآن نسعى إلى تعزيز هذه الثقة من خلال قيام المرافق الخدمية في المديرية وخاصة جعار بحل قضايا الناس .. ونحن بحاجة إلى تعاون المواطن الذي استبشر خيراً وتنفس الصعداء بعد الحملة الأمنية ونؤكد إن تعاون المواطن معنا ملموس ونريد مزيداً من التعاون للحفاظ على المنطقة وأمنها واستقرارها .