بمناسبة الذكرى (42) للاستقلال الوطني المجيد
أجرى اللقاء / مروان صالح الجنزير هلت علينا أعياد الثورة اليمنية، سبتمبر وأكتوبر الخالدتين دوماً على قلوبنا وقبل أيام احتفلنا بالعيد السادس والأربعين لثورة 14 أكتوبر المجيدة ومازلنا نعيش لحظاتها الخالدة هذه الأيام مع المناضلين الذين عاصروا تفاصيل وأحداث هذه الثورة التي أخرجت آخر جندي بريطاني من عدن ( جنوب اليمن ) في 30 نوفمبر 1967م .. إذ كانت لن تقوم لها قائمة لولا المناضلون الشرفاء الذين وحملوا أرواحهم على أكفهم وأخرجوا أعظم إمبراطورية على وجه الأرض من عدن .. ضمن المناضلين الذين كانت لهم بصمات تاريخية في سفر الثورة العميد عبدالله شيخان وقد كان لنا هذا اللقاء معه ونوجزه بالنص التالي: [c1]شيخان .. هلا أعطيتنا نبذة عنكم ؟؟؟ [/c]- في البداية أشكر أسرة صحيفة 14 أكتوبر على استضافتي في هذا اللقاء، لقد جاءت عائلتي إلى عدن في العام 1929م من مديرية يافع واستقرت في مدينة التواهي وعمل والدي الحاج عوض شيخان في أمانة ميناء عدن كمراسل وكان له 12 ولداً منهم سبعة ذكور فيهم أخي محسن شيخان الممثل المسرحي المعروف في مسرحية غربان يا نظيرة والبقية إناث. [c1] يصفون والدكم بالأخلاق والنزاهة في عمله .. كيف حصل على هذه الصفة ؟؟؟ [/c]- كما قلت لك عمل والدي كمراسل في أمانة ميناء عدن وكانوا يصفونه بالنزاهة وأخلاقه الحكيمة التي تسبقه عند ذهابه إلى مكان فلأجل ذلك وبسبب تفانيه في العمل كرمته حكومة عدن آنذاك من قبل الوالي العسكري البريطاني السيد ( هيكين بوتم ) .[c1] ماذا عن العميد المناضل عبدالله عوض شيخان ؟؟[/c]- أنا من مواليد عام 1945م وتلقيت تعليمي الابتدائي والمتوسط في عدن، فقد درست في المدرسة التي كان يديرها في ذلك الوقت شاعر اليمن الكبير لطفي جعفر أمان بعدها واصلت الثانوية العامة في عدن (كريتر ) 1952 - 1956م بعدها عملت بمهنة فاحص بميناء عدن. شيخان والجبهة القومية [c1] تبادر إلى مسامعنا مواقفكم وبطولاتكم النضالية .. فمتى التحقتم بصفوف الجبهة القومية ؟؟؟[/c]- لقد آمنا في وقت سابق أن شجرة الحرية لن تنمو وتثمر إلا إذا سقيت بدماء الشرفاء والمناضلين حتى يتم جلاء المستعمر عن الوطن بصورة نهائية ، وقد انضممت للجبهة القومية في عام 1963م ، بعد أن استقطبني إليها المناضل الوطني سعيد عبدالوارث الإبي ونشطنا في بادئ الأمر في القطاع الشعبي ثم خلية المرحوم عمر العلواني ومحمد بن محمد باهديلة وصالح عبدالله السقاف .. وآخرين في القطاع الفدائي واستمررنا أنا والرفاق في الكفاح المسلح داخل الجبهة القومية حتى نيل الاستقلال المجيد في 30 من نوفمبر 1967م. [c1] أصحيح ما يقال أنكم أرهبتم مجموعة من الضباط الإنجليز في فترة الكفاح المسلح؟ [/c]- في جعبتي الكثير من مواقف وبطولات عدد من الزملاء الذين بعضهم ووريوا الثرى والبعض الآخر لايزال يكافح من أجل لقمة العيش .. أما عما قلته في سؤالك فقد أو كلت إلي مهمة جمع عناوين الضباط الإنجليز - إذ كان ضمن مهماتي توزيع المنشورات بمنطقة التواهي بشكل سري - خصوصاً كبار الضباط الإنجليز فقد كنت اذهب إلى ناديهم الخاص الذي كان في البنجسار وأجمع أكبر قدر من المعلومات منها أماكن سكنهم كنت أعمل المنشورات وأدخلها في ظروف تحمل الطابع البريدي الملكي وأقوم بإرسالها لهؤلاء الضباط .. إذ كانت الرسائل تحمل نبرة تهديدية صادرة من القيادة العليا للجبهة القومية تحثهم على الرحيل أو أنهم سيكونون عرضة لنيران الثوار. [c1] كيف علمت أن هذه الرسائل وجدت صداها؟؟ [/c]- لقد عرفنا ذلك من خلال إذاعة لندن عن طريق الأخبار التي كانت تبثها ليلاً إذ أحتوى الخبر على أن مجموعة من كبار الضباط الإنجليز تلقوا رسائل تهديدية وإنذارات من الجبهة القومية كان ذلك في العام 1965م. [c1] أين كان موقع المناضل شيخان بعد الاستقلال ؟ [/c]- بعد خروج المستعمر من أرضنا تشكلت أول حكومة بعد الثورة واتجهت أنظار وتطلعات وزارة الدفاع آنذاك إلى تشكيل قوات بحرية يمنية فهرعت القيادة إلى تجنيد الأفراد وتأهيلهم وأنا كنت واحداً منهم إذ تلقيت العلوم البحرية في المعهد البحري لمدة عام ونصف وتم تأهيلنا لاستلام سفن بحرية وكان ضمن زملائنا العميد الركن محمد أحمد الغفوري وعارف الزوكا وعلي عبدالله وعبدالحافظ وعبدالرحمن سالم الوالي. عملت في القوات البحرية 13 عاماً وكان آخر منصب لي نائب ركن عمليات القوات البحرية .. وبين الأعوام 1981 - 1994م عملت نائباً للمدير العام لنادي العروسة وفق قرار وزارة الدفاع واللواء عبدالله علي عليوة رئيس هيئة الأركان العامة آنذاك حتى 1990م إلى حرب صيف 1994م ثم شغلت منصب مدير عام نادي العروسة. [c1] أخيراً .. ماهو أهم شيء تعتز به ؟؟[/c]- أكثر شيء يعتز به المرء أولاده ثم تاريخه النضالي فأنا إلى اليوم أعتز بأني ابن ثورة 14 أكتوبر وواحد ممن ساهموا بطرد المستعمر البريطاني من عدن إذ تعتبر ميدالية حرب التحرير المجيدة التي منحت لي من دائرة مناضلي الثورة اليمنية هي ما اعتز بها .. إن مناضلي ثورة أكتوبر الأحياء منهم من يعيشون في حالة لا يحسدون عليها ونتمنى أن كل روح ضحت من أجل هذا الوطن أن تجد الاحترام اللائق وأن تعطى حقوقها بالكامل.