نشرت صحيفة (صنداي تايمز) في عددها الصادر امس رواية مراسلها في خان يونس بقطاع غزة لما شاهده من أحداث واستمع إليه من قصص يرددها الأهالي هناك من فظائع القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينتهم.فقد كتب إنيغو غيلمور يقول إنهم بينما كانوا يجوبون شوارع خان يونس بسيارتهم كانت طائرة مقاتلة إسرائيلية تحلق فوقهم, ثم ما لبثوا أن سمعوا دوي انفجار ضخم اهتزت معه السيارة أعقبه هرج ومرج.واندفع الأطفال والنساء خارج بيوتهم إلى الشوارع ثم تلاهم العجزة وقد بدوا متلهفين لرؤية الأضرار التي أحدثها الصاروخ الذي أطلق عليهم للتو.ويروي المراسل أن امرأة عجوزاً التفتت إليه رافعة يديها في الهواء وهي تصرخ قائلة: «ماذا فعلنا لإسرائيل؟ إنهم يقتلون الأطفال الأبرياء, ويدمرون بيوتنا فوق رؤوسنا. فماذا عساهم يريدون منا؟».ويرى غيلمور أن هذا السؤال ظل يردده معظم الفلسطينيين الذين التقاهم أثناء تجواله أمس في المدينة الواقعة جنوب القطاع.ويقول إن الطائرات الحربية الإسرائيلية دكّت أهدافاً بالقرب من المنزل الذي لاذوا به, حيث ظلت الصواريخ تنهمر طوال الليل.ويحكي كيف أنهم نزلوا ضيوفا على مهندس فلسطيني يدعى ماهر سليم حتى إذا بزغ فجر اليوم الجديد خرج عليهم أطفاله الذين جافى النوم عيونهم طوال الليل.وينقل المراسل في مشاهداته عن وفاء ابنة المهندس سليم البالغة من العمر 12 عاما قولها «كنا نخاف أن تسقط الطائرات صاروخا على منزلنا فتقتلنا. لقد شاهدت في التلفاز بنتاً وقد طار رأسها بسبب قصف جوي ومنذ ذلك الحين والكوابيس لا تفارقني».ويتوقع المهندس الفلسطيني من جانبه أن يتصرف الإسرائيليون قبل انسحابهم كالمجانين فيضربوا العديد من الأهداف فقط ليسجلوا نقاطا, وقال «أخشى أن يسقط الكثيرون صرعى اليوم».ويمضي المراسل إلى القول: «ما إن وصلنا إلى مقربة من مستشفى الناصر حتى رأينا أناسا يحضرون موتاهم وجرحاهم».وبعد أن قطعوا مسافة تبعد عشر دقائق عن المستشفى التقى المراسل وصحبه بامرأة تدعى أم عز الدين وقد غلبها الحزن لفقدها ابنها البالغ 13 عاما بينما كان يقود دراجته في شارع مجاور.تقول هذه السيدة: «هذه ليست حرباً, إنها مذبحة».
صحفي بريطاني يروي مشاهداته في خان يونس
أخبار متعلقة