العنف الذي يمارس ضد المرأة وهي بطبيعتها حنون وعطوف، وقد قيل قديما إن المرأة للحب والرجل للحرب ولكنها أي المرأة إذا ما تعرضت للضغوط المستمرة والشعور المتواصل بالقهر والمهانة فإن انتقامها قد يكون أشد واعنف مما يتوقع ،وقد تلجأ المرأة إلى أساليب غير مباشرة تنتقم بها من الرجل حيث تهاجم الشخص المعني هجوما غير مباشر وبهذه الطريقة يصعب التعرف على الفاعل الحقيقي فتكون بمأمن من الاتهام ومن هذه الأمثلة تشويه السمعة والنميمة والتعرية والتشهير والفضيحة أمام الناس .أما إذا كان الزوج هو هدف الانتقام فقد يكون الأسلوب عنيفاً ونسمع عن قصص من الواقع تلجأ فيها المرأة إلى إصابة الزوج بأذى جسيم ، وكل ذلك لان الزواج يعني للمرأة كل شيء بحياتها ويعتبر شيئاً جزئياً بالنسبة للرجل فإذا ما شعرت المرأة بتهديد لمملكتها الوحيدة وذلك عن طريق ارتباط زوجها بامرأة أخرى أو خيانته لها أو إهماله التام لها أو إساءة معاملتها وأهانتها بالتقليل من شانها ،قد يتنامى لديها شعور على نحو لا تجد أمامها معه سوى الانتقام للتنفيس عنه بغض النظر عن النتائج المترتبة على الانتقام .قد يكون الانتقام إحدى أدوات الدفاع عن النفس، بل انه يأتي نتيجة عدم وجود هذه الأدوات، إذا كانت المرأة تستطيع أن تعبر عن مشاعر غضبها بأي شكل من أشكال الانفعالات المقبولة فقد لا تلجأ إليه حين تشعر بأنها غير قادرة على رد الظلم ولو بالغضب وتوجيه اللوم فهي تخاف من فقدان الزوج والمجتمع لا ينصفها ولا يقف إلى جانبها فتراه لايتفهم سبب غضبها ولا يجد مشكلة في أن يتزوج زوجها بأخرى فالرجل مصرح له بأربع ولا تستطيع المرأة هنا أن نبوح بمشاعرها حتى لأقرب الناس إليها إذ أن لا أحد يفهمها .أن أسباب انتقام المرأة تعود إلى عاملين أولهما الظلم والتاني بسبب خلل في تركيبة المرأة النفسية وقد يكون الخلل في المرأة نفسها ، فالمرأة السوية لا تلجأ للانتقام وإنما إلى بدائل أخرى من ذلك مثلاً أن تتفادى أو تبتعد عن مصدر الإحباط بشكل أو بأخر فإذا لم تستطع عليها أن تشغل نفسها بأشياء أخرى تعوضها عن الحرمان أو تنسيها ما تعرضت له من الظلم والقهر قد تستفيد من هذه المعاناة في إبراز جوانب إبداعية أخرى لديها.[c1]* محمود عادل السقاف[/c]
الانتقام عند المرأة
أخبار متعلقة