أسطورة شعبية قديمة يرددها أهالي الأقصر طيلة 850 عاما
كرنفالات تجوب الشوارع والحارات
الأقصر-مصر/14اكتوبر/ صحر محمود عرفت الموالد في مصر القديمة منذ العصر الفاطمي وكانت تمثل جزءاً هاماً من العادات والتقاليد الدينية غير أنه طرأت عليها الكثير من التطورات فأصبحت مهرجانات تقام احتفالا بذكري ولي من أولياء الله في البلدة أو القرية التي يوجد بها قبر هذا الولي · واشتهرت مدينة الأقصر بإقامة مهرجان واحتفال سنوي في 14 شعبان من كل عام تخليدا لذكرى العارف بالله أبي الحجاج الأقصري والغريب أن التخليد ليس لذكرى ميلاده أو ذكرى وفاته بل إنها ذكرى انتصاره علي الراهبة ترزة بنت القيصر والتي أسلمت على يديه هي وجمع غفير من إتباعها وأشياعها وكان لهذا الحدث العظيم اثر عميق علي نفوس أهل الأقصر استحق التخليد والذكري· تحكي الأسطورة الشعبية القديمة والتي يرددها أهالي الأقصر طيلة 850 عاما أن الراهبة المسيحية حين تنبأ لها احد كهنتها بأن هناك شخصا غريبا سوف ينتزع منها نفوذها وسلطانها بما له من قوة شخصية وعمق إيمان ،وإنها إن هي اعترضت طريقه سوف يحل عليها غضب السماء ويحيق بها لعنتها فدب الخوف في قلبها وباتت نكده مهمومة تخشي من تحقق هذة النبوءة فأصدرت التعليمات والأوامر المشددة إلي أعوانها وحراسها بان يحولوا بين أي قادم غريب وبين دخوله مدينتها، فاعترض هؤلاء الحراس دخول الشيخ أبو الحجاج مدينة الأقصر ،ولكن الشيخ ألح في الإقامة بالمدينة واظهر انه قادم من بلاد الحجاز متعبا مكدودا ولا يطمع في أكثر من الراحة من وعثاء السفر ،فعرضوا إمرة على الراهبة فسمحت له بالإقامة على أن يراقبوه ويتقصوا إخباره فدخل الشيخ الأقصر وعيون الحراس تراقبه ، فداوم على الصلاة وقراءة القران والأذكار ليل نهار فرفعوا إمره إلي الراهبة التي رأت أنة شخص لا يخشي جانبه فتركته لعبادته وصلاته. لكن الشيخ عاد وطلب منها أن تسمح له بامتلاك قطعة ارض بالمدينة بما يساوي اتساعها مقدار جلد جمل يقيم عليها مدي حياته فأجابت الراهبة طلبه بعقد كتابي بينها وبينه وبشهود احد مستشاريها واخذ الشيخ هذه المساحة من الأرض ، ولما جن عليه الليل وأمن جانب الحراس أخذ في قد جلد الجمل قدا رفيعا حتى كون منه سيرا طويلا وربط أوله في أحد أعمدة معبد الأقصر، وحينما بدا في تنفيذ فكرته هذه دب في نفسه الخوف من أن يكتشف أمرة ·وبدلا من أن يتجه بهذا السير الطويل إلي الجهة اليمني لهذه المدينة اتجه ناحية الشمال، ومع مطلع الفجر كان الشيخ قد دار المدينة كلها بهذا السير الطويل ثم خرج إلي صلاة الفجر وأعلن في الناس انه قد ملك الأقصر بما يساوي جلد جمل طبقا للاتفاق المبرم بينه وبين الراهبة المسيحية· وهنا تذكرت نبوءة كاهنها وتذكرت أيضا أنها إن هي اعترضت طريقه سوف يحل عليها غضب السماء فوقفت سليبة الإرادة لا تملك إلا أن تعترف بالأمر الواقع وأعجبت بذكاء الشيخ وعميق إيمانه وقوة شخصيته فأسلمت علي يديه واسلم معها العديد من أشياعها وأتباعها وقد وقع هذا الحدث العظيم في الرابع عشر من شعبان وفي هذا التوقيت يدور أبناء الأقصر المدينة كما دارها جدهم الأكبر ومالكها أبو الحجاج الاقصري