رئيس الجمهورية في المؤتمر العام لعلماء اليمن :
[c1]ليس هناك أوصياء على الإسلام سواء من أطلق لحيته أو حلق شنبه أو سربل أو ضم فلا يجوز تكفير أحد [/c] صنعاء/سبأ:حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومعه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام لعلماء اليمن الذي تنظمه جمعية علماء اليمن خلال الفترة من 15 إلى 17 مايو الجاري تحت شعار ( من أجل وحدة الأمة وحمايتها من الفتن ) .وفي الجلسة الافتتاحية التي بدأت بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ألقى فخامة الأخ الرئيس كلمة رحب في مستهلها بعلماء اليمن أجمل ترحيب .. شاكرا اللجنة التحضيرية على حسن الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر الذي يجمع أصحاب الفضيلة العلماء من كافة أنحاء الوطن، وقال :" أحب - بهذه المناسبة - أن اطلع أصحاب الفضيلة العلماء على مجريات الأمور في الساحة الوطنية عموما، وفي محافظة صعدة خاصة" .وأضاف :" لعلكم تتابعون عبر وسائل الإعلام المختلفة سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية تطورات الأحداث الأخيرة في صعدة، بعد أن كانت بدأت في كل من مران والرزامات، وتجددت مؤخرا العمليات العسكرية في عدة مناطق من بعض مديريات صعدة " . وأستطرد الأخ الرئيس قائلا :" تعرفون إنه سبق وأن أوفدنا عدة لجان إلى تلك العناصر الإرهابية الضالة للوساطة، ضمت في عضويتها نخبه من خيرة العلماء وفي مقدمتهم فضيلة العلامة الكبير محمد المنصور، وعدد من الشخصيات الوطنية، إلا أن تلك الوساطات لم تفلح لا في مران ولا في الرزامات، كما التقينا مع فضيلة العلامة الكبير/ محمد المنصور لتوجيه عدة رسائل إلى تلك العناصر في صعدة وأرسلت الرسائل عبر لجان الوساطة ولكن لم يتم التجاوب معها، واستمرت تلك العناصر في تمترسها في الجبال والمزارع، وواصلت ارتكاب عمليات التخريب والإجرام, حيث قامت بقطع الطرق وقتل أفراد من أبناء القوات المسلحة والأمن ومن المواطنين أيضا، لذلك أجتمع مجلس الدفاع الوطني وتدارس أمر، ما يجري في صعدة وماهي الإجراءات التي يجب ان تتبع؟".وقال: "مجلس الدفاع الوطني باعتباره السلطة العليا أطلع على تقارير توضح مجريات الأمور وماتم بذله من جهود لحقن الدماء من خلال الوساطات والمراسلات و قرار العفو العام والتي لم تلق أي تجاوب من العناصر الضالة، لذلك أقر مجلس الدفاع في اجتماعه قبل حوالي ثلاثة أشهر بأن على الدولة تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار في محافظة صعدة".وأضاف فخامته قائلاً :" قبل تحرك الوحدات العسكرية إلى محافظة صعدة حاولنا من خلال الأخ يحيى الشامي محافظ صعده السابق، أبلاغ تلك العناصر ان الحملة قادمة ودعوتها إلى الإستجابه إلى ماجاء في قرار مجلس الدفاع الوطني الذي ينص بأن على تلك العناصر النزول من الجبال وتسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة، ويتيح لها إذا أرادت تأسيس حزب سياسي. وأردف قائلا :" ليس لدينا مانع إذا أرادوا ان يعلنوا عن حزب سياسي شريطة أن لايكون عنصريا أو فئويا أو مناطقيا وأن يكون وفقا لما تضمنه الدستور والقوانين, ونحن لا مانع لدينا، أن ينشئوا لهم حزباً سياسياً ويمتلكوا صحيفة يعبرون من خلالها عن رأيهم".وأشار الأخ الرئيس إلى أن محافظ صعدة السابق أبلغ تلك العناصر بما جاء في قرار مجلس الدفاع الوطني إلا أنها لم تتجاوب ولم تستفد من كل الفرص التي أتيحت لها لإنهاء أعمالها التخريبية فكان لزاما على الدولة القيام بواجبها لحفظ الأمن والاستقرار، فتحرك جزء محدود من القوات كرسالة عسى ان تفهمها تلك العناصر وتنهي تمردها وتوقف أعمالها الإجرامية انطلاقا من حرصنا على ان لا تسفك الدماء فالدم يمني".وأوضح الأخ الرئيس أنه فور تحرك تلك القوة في الخط الرئيسي باتجاه صعدة إذا بعناصر الإجرام والإرهاب تنصب الكمائن وتقطع الطرق وتستهدف القوات المسلحة، مما أضطر القوات المسلحة إلى التعامل مع تلك العناصر .. وماتزال تتعامل معها حاليا في عدة مناطق بمحافظة صعدة.وقال الأخ الرئيس :" هناك شلال من الدماء يسفك، لا لشيء سوى أن تلك العناصر الضالة تأبى إلا مواصلة غيها وصلفها وتعنتها، وتقول بالحرف الواحد :" مر على الثورة 46 سنة، والآن يجب أن يعود الحكم إلينا, إلى البطنين"، و تتهم مؤسسات الدولة الشرعية بأنها مغتصبة للسلطة، .. كما أن تلك العناصر لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بالصحافة ولا بالانتخابات البرلمانية ولا الرئاسية".وقال الأخ رئيس الجمهورية: "نحن مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، لافرق بين هاشمي و علوي ولا قحطاني و عدناني، نحن أمة واحدة في اليمن مذهبينا المتعارف عليهما هما الشافعية والزيدية، وقد صلينا وراء أئمة الشافعية وصلينا وراء أئمة الزيدية وليس هناك خلاف فيما بين المذهبين منذ أن عرفنا أنفسنا ولا وجود للنعرات التي تسعى تلك العناصر لإثارتها لإشعال نار الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد" .وأضاف :" الثورة اليمنية المباركة قامت لتنهي ظلم وطغيان واستبداد الحكم الإمامي الرجعي المتخلف ،وبفضل الثورة تواجدت مشاريع وخيرات التنمية في كافة القطاعات وغطت عموم مناطق الوطن وأنتشر العلم وهؤلاء العلماء شباب من جيل الثورة، لايريدون أن يكون العلم محصورا في قرية أو مدرسة واحدة أو أن يكون العلماء محصورين في ثلاث أو أربع قرى أو في مدن محددة، صنعاء أو صعدة أو زبيد أو في جبلة أو غيرها وإنما يريدون العلماء من جميع محافظات الجمهورية سواء من صنعاء أو عدن أو حضرموت أو شبوة أو تعز أو أبين أو حجة أو عمران وغيرها من المحافظات، فالعلم ليس حكرا على فئة بعينها .. والإسلام ليس ملك أحد بل ملك الأمة المحمدية جمعا، أمة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين ".وتابع الأخ الرئيس قائلا :" ليس هناك أوصياء على الإسلام على الإطلاق سواء من أطلق لحيته أو حلق شنبه أو سربل أو ضم، فلا يجوز تكفير أحد .. لا يجوز شرعا".وتساءل الأخ الرئيس قائلا :" ماذا تريد تلك العناصر الإرهابية التي تواصل إجرامها في بعض مناطق صعدة ؟. لماذا يتمترسون في الجبال ويحتلون قرى في بعض مديريات صعدة؟ لماذا رفعوا العلم الملكي ؟ .. علم الأئمة ؟ ماذا يريدون ؟. وخاطب الأخ الرئيس فضيلة العلماء قائلا :" أنتم العلماء .. اذهبوا إلى تلك العناصر وأسالوها ماذا تريد؟ نحن نفوض العلماء أسألوهم ماذا يريدون؟ .. لماذا الإصرار على سفك الدماء؟فأنتم العلماء ورثة الأنبياء، عليكم حجة عظيمة وكبيرة أسألوهم " .وقال :" لدينا مجالس محلية يتم انتخاب أعضاءها ، ويوجد مجلس نواب يمكن الوصول إليه عبر صناديق الانتخابات، وهناك منظمات مجتمع مدني ، ومن أراد أن يصل إلى مؤسسات الدولة فليتفضل يرشح نفسه وينافس ببرامجه ليتم انتخابه ليدخل أينما يريد،ولهذا لا نعرف ماذا تريد تلك العناصر الإرهابية؟ ولماذا تتهم مؤسسات الدولة أنها مغتصبه للسلطة منذ قامت الثورة اليمنية الخالدة؟". وأضاف :" إن أرادوا أن يصلوا إلى مؤسسات الدولة فليتفضلوا عبر صناديق الاقتراع وليس هناك حضر على أحد".وتابع قائلا :" نحن مواطنون متساوون، لا فرق بين قحطاني وعدناني ، بل نحن أمة واحدة .. نحن أمة مسلمة, ومن يريد أن يترشح .. فليتفضل.وقال فخامة الأخ رئيس الجمهورية " نحن ضد العنصرية و التعصب القبلي والمناطقي والفئوي ، فنحن أمة واحدة" .وأضاف " هذا ما أردت أن أطلع به الأخوة أصحاب الفضيلة العلماء، فنحن ليس بيننا وبين تلك العناصر الضالة أي شيء ، فهم ليس لهم مطالب، وإذا كان لديهم, فنحن جاهزون وبإمكان العلماء ان يتبنوا مثل هذه المطالب ان وجدت ".وقال " إذا ما أرادوا حزبا سياسيا فلهم ذلك ، وإذا أرادوا الدخول إلى القصر الجمهوري فبإمكانهم ذلك عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية ".وتساءل فخامة الأخ الرئيس قائلا " ماذا يريد هؤلاء ؟ ولماذا يقتلون الجنود والمواطنين في صعدة ؟ لماذا يقتلون أفراد الشرطة؟ لماذا يؤذون أبناء محافظة صعدة ويلحقون بالاقتصاد والتنمية الأذى؟ ينسفون الجسور ويدمرون بيوت المواطنين الرافضين لموالاتهم وحولوا اسطوانات الغاز إلى عبوات ناسفة ينسفون بها الجسور وينسفون بها كل من هو ضد أعمالهم الإجرامية".وخاطب أصحاب الفضيلة العلماء قائلا " بعد أن أطلعتكم على الأحداث الجارية في صعده .. تفضلوا ياعلماؤنا.. ندعوكم خلال مؤتمركم هذا .. إلى الاطلاع على أية مطالب لتلك العناصر، وإذا ما أقريتموها فنحن سننفذها، لكن ندرك أن ليس لهم طلب على الإطلاق ولكنهم عندما رأوا عبر القنوات الفضائية ما يجري من أحداث وتطورات في العالم حاولوا أن يقلدوا ذلك ".ودعا فخامة الأخ الرئيس العلماء إلى تحمل مسؤوليتهم في حقن الدماء والتوعية بحرمة سفك الدم وإلحاق الأضرار بالاقتصاد جراء هذه الفتنة". وأشار فخامته إلى تعايش المذاهب في اليمن ، وقال " أنا عمري ستون سنة وخلالها صليت مع غيري، بعد أئمة الشافعية ولم يعترض علينا أحد ، كما صلينا بعد أئمة الزيدية ولم يعترض علينا أحد لا من المواطنين ولا من العلماء ". وفند فخامة الأخ الرئيس الافتراءات التي تدعي أن هناك منع لكتب الزيدية ".. مؤكدا ان لا أحد يعترض على كتب الزيدية وان مثل هذه الادعاءات التي تتردد في أحاديثهم ومقابلاتهم هي مجرد كذب وافتراء.وقال :" اتهمونا من خلال ماطرحوه في مقابلاتهم وفي أحاديثهم الإعلامية بأننا دعمنا الوهابيين ضد الحوثيين وأننا دعمنا الحوثيين ضد الوهابيين كما دعمنا السلفيين وغيرها من الاتهامات الكاذبة التي تسعى إلى خلق بلبلة وخلق فتنة داخل الشعب ".وأضاف :" نحن امة مسلمة واحدة نؤمن بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ليس منا من دعا إلى تفرقة أو إلى عنصرية أو إلى مذهبية ، وبإمكان أي شخص أن يقرأ مايريد من الكتب.. داعيا إلى الابتعاد عن أي تصنيف يجزء المجتمع الإسلامي الواحد سواء سلفي أو وهابي أو صوفي أو غيره من التصنيفات المسميات، كونها تفاصيل لا تسمن ولا تغن من جوع ". وأضاف " نحن ندعو إلى الاعتدال والوسطية , وبإمكان أي شخص أن يقرأ ما يريد من كتب،سواء كانت للزيدية والشافعية أوالحنبلية ، فليس هناك أي مشكلة".وقال:" نحن لسنا ضد الشيعة ولا اي مذهب ، لكننا في اليمن أمة مسلمة وسطية لاينبغي أن ندعو إلى حروب والى فتن والى فوضى هذا ما خبرناه منذ بزوع فجر الإسلام ، ولا نريد في اليمن أن تشتعل فتنة بسبب تفاصيل صغيرة".وأضاف " هذا ما أحببت ان أطلعكم عليه ، فهناك دماء تسال ونحن نشعر بالألم لمقتل المواطنين الأبرياء، لمقتل الجنود ، بالرغم من ان المتمردين هم من أشعلوا الفتنة، فنحن ضد إراقة الدماء" .واختتم كلمته بالقول " مرة أخرى أفوض هذا المؤتمر ، مؤتمر علماء اليمن المنعقد في صنعاء تفويضا كاملا بما يجنبنا الفتنة ويحقن دماء اليمنيين".وكان فضيلة القاضي العلامة محمد بن إسماعيل الحجي مستشار رئيس الجمهورية لشؤون القضاء - رئيس جمعية علماء اليمن قد القى كلمة رحب فيها بفخامة الأخ الرئيس .. شاكرا حضوره وافتتاحه أعمال مؤتمر علماء اليمن.وأكد القاضي الحجي على ضرورة أن يستلهم جميع أبناء الأمة لقيم المحبة والإخاء التي حثنا عليها كتاب الله وسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ومانهجه من بعده الخلفاء الراشدون .. مشددا على الإخلاص في العمل والوفاء لله والوطن وطاعة أولياء الأمر والدفاع عن مقومات الدين الحنيف وشريعته السمحاء .وقال: " أذكر العلماء المخلصين المؤمنين القانعين بمواقفهم الكبيرة التي ماترددوا عن حضورهم فيها لنصرة الحق والحفاظ على المصلحة العامة وآخرها في جامع الجند " .وتابع قائلا " واليوم نجتمع جميعا في هذا الاجتماع المبارك الحافل وقد اجتمعت اللجنة التحضيرية من خياركم وأعدت البحوث التي سيناقشها المشاركون في المؤتمر والمتعلقة بالدور المناط بالعلماء لإرشاد أبناء الأمة والحفاظ على الأمن والاستقرار والوحدة والطاعة وأخطار الفتنة الطائفية والسلالية وواجبات المسلم تجاه الجماعة وواجبات الراعي والرعية وخطر بعض الأفكار الدخيلة على اليمن" .. منوها إلى أن ذلك ما سيتم إثرائه بالأفكار والآراء والمعلومات المنبثقة من أحكام القرآن وتعاليم الإسلام والدستور والقوانين المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم وذلك خلال أيام المؤتمر .كما ألقى فضيلة العلامة ناصر محمد الشيباني عضو جمعية علماء اليمن كلمة تضمنت تذكير العلماء بواجبهم في تحصين المجتمع ضد الأخطار والفتن .ودعا فضيلته العلماء إلى إنقاذ الإسلام من أبناء الإسلام الذين يحاربونه وهم يزعمون أنهم في خندق الدفاع عنه، والذين يجهلونه وهم يحسبون أنهم أعلم الناس به والذين يجهلون الزمان الذي يعيشون فيه .كما طالب العلماء بان ينقذوا الإسلام من الذين ضلوا الطريق إلى ميدان القتال فقاتلوا أنفسهم واقتتلوا مع إخوانهم وأن ينقذوه من الذين لا يجدون وسيلة إلى الجهاد إلا المسدس فاحتكموا إليه ورفضوا كل السبل الأخرى، الذين شوهوا وجه الإسلام الأبيض النظيف وصبغوه بلون الدم القاني الأحمر الرديء من تلك الجماعات التي اتخذت لها دينا تحارب به الدين وإسلاما تحارب به الإسلام وأحزابا تحارب بها المسلمين لأنها تجهل الإسلام ولا تعرف شيئا عن حال المسلمين. وتابع قائلا :" نقول للجميع اتقوا الله في الإسلام وضعوه في مكانته العالية ونقول للدولة إن الإسلام في عنقك أمانة فاحرسيه يحرسك الله وحافظي عليه يحفظك الله، ونقول لأهل العلم وأهل القلم حكموا الإسلام في أنفسكم وحكموه في أقلامكم ، حكموه في منابركم ،ونقول لكل جماعة تريد أن تعمل للإسلام ، نناشدكم الله ان تنصتوا الى قول الله تعالى"وقولوا للناس حسنا" وان تستمعوا الى قول الرسول الكريم " ليس منا من دعا الى عصبية" فليس منا من حمل السلاح علينا, ونناشد الامة كلها أن تصطف خلف رسول الله وهو يرتل " وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله". وقال فضيلة العلامة الشيباني :" يا علماء اليمن - يا شباب اليمن - يا أحزاب اليمن - إننا من يوم أن أبتلينا بالفتن على اختلاف أسبابها وألوانها ووجهائها, ونحن نصرخ ونقول:أغلقوا الأبواب التي تنفذ منها الفتن إبقاء على وحدة الأمة وإيثارا لسلامة الشعب ، واتقاء لشر الأعداء المتربصين بنا، وكبحا لجماح الحمقى من أبنائنا، فهل آن لنا أن نعي دروس الماضي ونتأمل واقعنا الذي نعيش فيه فلا نأذن للفتنة أن تقتحم باب أمتنا فتلوث كل نظيف وتشوه كل حسن".وأضاف :" أيها العلماء - أيها الشباب - أخمدوا الفتنة في مهدها وإن لم تفعلوا فستكون فتنة في الأرض وفساد عريض ستكون فتنة عارمة تحصد أمة بأكملها وفرصة مواتية لتقسيم شعب وتجزئته ومذابح بشعة تحصد ارواح الآلاف كما هو الحال في العراق، وتكون فرصة لا تعوض سيغتنمها أعداء الإسلام ليتولوا أمرنا من جديد" .وقال :" يافخامة الأخ رئيس الجمهورية .. إن لك في رقابنا بيعة وفي نفوسنا بهجة وفي قلوبنا مودة وفي وجودك معنا سعادة وفي قيادتك للأمة أصالة وريادة, ومهما اشتدت قوة العواصف والرياح العاتية وأمواج الفتن المدلهمة فإننا نعلم بيقين أن الإرهاب في اندحار وأن العدو في انكسار وأن اقتصادنا بمشيئة الله في ازدهار وإن أصدقاء نا في انبهار وأن الحاقدين في بوار وان المرجفين في احتضار، وأن الشامتين في جهنم وبئس القرار".وندد فضيلته بالذين أشعلوا نار الفتنة الطائفية والمذهبية والعنصرية والسلالية في بعض مناطق محافظة صعده .. معتبرا تلك نفوس ألفت الفوضى ولا تعشق النظام ونفوس ألفت الذل لا تحب العزة ونفوس خبيثة تكره كل نفيس وجميل.وأختتم فضيلة العلامة الشيباني كلمته بالقول :" أهمس في آذان الطامحين لعودة الماضي المظلم البليد بقول الله " وحرام على قرية أهلكناها أنهم إلينا لا يرجعون" .., كما أهمس بالصوت العالي لأولئك البائسين والتعساء من الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار بقول الله تعالى:" لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفين في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا".والقى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب كلمة عبر فيها عن سعادته لحضور هذا المؤتمر الذي يضم كوكبه من علماء اليمن الذين هم قدوه يقتدي بها الشعب .وقال " العلماء قدوة المجتمع، وهم ورثة الأنبياء وعليهم واجب كبير ويجب ان لا يخافوا في الله لومة لائم وان يقولوا الحق ولو كان مرا "، مشيرا إلى أهمية ان يكون للعلماء موقف عظيم إزاء الفتنة العمياء التي أشعلها المرجفون والمضللون في بعض مناطق محافظة صعدة.وأضاف " يجب على الحكومة والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ان يتجاوبوا مع العلماء فيما يرونه من معالجة لمثل هذه القضية، على أن تكون معالجة قوية وحازمة وصادقة".وأكد الأخ رئيس مجلس النواب على أهمية دور العلماء وواجبهم تجاه المخربين والمفسدين في الأرض باعتباره واجب أكبر من واجب الدولة .. مشيرا إلى أن المواقف القوية والصادقة للعلماء تكون قدوة لأبناء المجتمع .