فيما انقسم الإسرائيليون بشأنها
القدس / 14 أكتوبر / رويترز:قال مستشار كبير إن بنيامين نتنياهو سيتحرك بقوة نحو تحسين الاقتصاد الفلسطيني فور توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية موضحا الخطوط العامة لسياسة جديدة نحو عملية السلام التي تساندها الولايات المتحدة. وقال المستشار دوري جولد (لرويترز) إنه في الوقت الذي سيجعل فيه نتنياهو من البرنامج النووي الإيراني «اولويته القصوى» فانه لن يهمل القضية الفلسطينية رغم انه يتصور قيام دولة لها سلطات سيادية محدودة فقط. وقال جولد في وقت متأخر أمس الأول الأربعاء «اعتقد أن النقطة الرئيسية أمام نتنياهو انه فور توليه منصب رئيس الوزراء سيسعى للتحرك بقوة على الجبهة الاقتصادية محاولا تحسين الظروف على الأرض للفلسطينيين.» وكلف الرئيس شمعون بيريس نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني ورئيس الوزراء في الفترة بين عامي 1996 و1999 بتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات العاشر من فبراير شباط. وقال زعماء فلسطينيون إنهم يعارضون رغبة نتنياهو في تحويل بؤرة التركيز في محادثات السلام التي تساندها الولايات المتحدة من قضايا الأراضي التي أحبطت المفاوضين إلى ما يقول انه سيكون مهمة أسهل لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني. وبهذا الصدد قال جولد «إذا نظر المجتمع الدولي إلى ما هو ابعد من اللهجة المعتادة المرتبطة بعملية السلام العربية الإسرائيلية وتطلع إلى الواقع القائم على الأرض فإنني اعتقد أنهم سيفهمون المنطق الكامن وراء سياسة نتنياهو.» وأضاف «لا تنسوا إننا شهدنا ستة من رؤساء الوزارات الإسرائيليين واثنين من الرؤساء الأمريكيين ولم يقدم احد اتفاقا للسلام منذ عام 1993 .» وأوضح جولد أن نتنياهو «لديه بضع أفكار محددة جدا في هذا الصدد «لكن أي خطة مفصلة ينبغي أن تنتظر التشاور مع مسؤولي الأمن الإسرائيليين بعد أن يتولى منصبه. ويحاول نتنياهو أن يجمع ائتلافا يشمل حزب كديما المنتمي لتيار الوسط والذي تتزعمه وزيرة الخارجية المنتهية فترة عملها تسيبي ليفني ليشكل حكومة موسعة يمكنها أن تخفف من فرص الاحتكاك مع حكومة اوباما التي تعهدت بمتابعة سريعة لإتفاق بشأن قيام الدولة الفلسطينية. لكن ليفني تريد التزاما واضحا من نتنياهو بأنه سيعمل بالفعل نحو قيام دولة فلسطينية من خلال مفاوضات الأرض مقابل السلام وهو شيء يريده الفلسطينيون منه أيضا. وتحدث نتنياهو بشكل عام فقط عن الدولة الفلسطينية التي قال إنها ستتمتع بسيادة محدودة وتكون منزوعة السلاح. وبوصفه مؤيدا للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية فلم يحدد رؤيته لحدودها المستقبلية. وأشار جولد المولود بالولايات المتحدة والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة الذي يعمل مستشارا لنتنياهو لشؤون السياسة الخارجية إلى أن «نتنياهو غير مهتم بالعبارات اللفظية أي <دولة> فلسطينية بالمقارنة بأي اسم آخر.»، مضيفا «انه يتطلع إلى السلطات التي ستتمتع بها دولة فلسطينية. والشيء الحاسم بالنسبة له هو أن يكون للفلسطينيين كل السلطات الضرورية للتمتع بالحكم الذاتي وليس أي سلطات يمكن أن تقوض امن دولة إسرائيل.» وأوضح أنّ «بعض الناس يقولون <دولة> فلسطينية في البداية ثم يحاولون أن يخصموا سلطات متضمنة في استخدامهم لكلمة دولة. لكن سياسة نتنياهو من جانب معين أكثر صدقا.» وردا على سؤال بشأن ما ترى الولايات المتحدة وإسرائيل أنه سعي إيراني من أجل صنع الأسلحة النووية قال جولد إن نتنياهو اجتمع مرتين كزعيم للمعارضة مع باراك اوباما قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة وكانت إيران تحتل بؤرة مناقشاتهما. وقال «إنني واثق من أن نتنياهو يشعر بالثقة في الضمانات التي حددها اوباما علنا بأن امتلاك إيران أسلحة نووية تغيير لقواعد اللعبة ويقلب توازن القوى بالكامل في المنطقة.» وأشار إلى اعتقاده على نطاق واسع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية. وبالنسبة لاحتمال شن هجوم إسرائيلي على إيران التي تنفي أنها تسعى لصنع أسلحة ذرية قال جولد «هذه مسألة تتوقف بوضوح على أكثر معلومات المخابرات حساسية والتي سيحصل عليها رئيس الوزراء عندما يتسلم منصبه.» وعلى الصعيد نفسه قال مسؤول في حزب ليكود الإسرائيلي الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو إن من المرجح أن تعرقل الخلافات بشأن دولة فلسطينية مساعي نتنياهو لتشكيل حكومة واسعة مع منافسته الرئيسية وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.ويعتزم نتنياهو اليميني المتشدد الذي كلفه الرئيس الإسرائيلي بتشكيل حكومة ائتلافية الاجتماع مع ليفني اليوم الجمعة في محاولة أخرى لضم حزبها كديما الوسطي الذي يساند مطلب الفلسطينيين في الحصول على دولة مستقلة إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة.ويريد نتنياهو أن يحول تركيز محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة من القضايا الشائكة التي ستضع حدودا لدولة إلى دعم الاقتصاد الفلسطيني.وقال إن أي دولة فلسطينية لا يجب أن تتمتع إلا بسيادة محدودة وتكون منزوعة السلاح.وصرح سيلفان شالوم وزير الخارجية السابق والعضو البارز في الكنيست عن حزب ليكود لراديو الجيش الإسرائيلي بان «هناك اتفاقا كاملا بشأن إيران وحزب الله وحماس لكن هناك فجوة كبيرة بين كديما وليكود بشأن دولتين لشعبين.. أنها مسألة لا يمكن حلها.»وقالت ليفني إن كديما لن ينضم إلى حكومة لا تلتزم بصورة واضحة بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.وكانت ليفني التي قادت المفاوضات مع الفلسطينيين في الحكومة الإسرائيلية السابقة في صدارة عملية الأرض مقابل السلام التي تنص أهدافها المعلنة على قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وتحقيق الأمن لإسرائيل.وقال شالوم لراديو الجيش «للأسف الإجابات التي تلقيناها من زعماء كديما هو انه ليست هناك فرصة لان تغير موقفها. ويبدو أنها ستقول غدا «لا» نهائية.»وعند سؤالها التعليق على تصريحات شالوم قالت متحدثة باسم كديما إن موقف ليفني لم يتغير.ومن المقرر أن يعقد جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط محادثات في وقت لاحق يوم الخميس (أمس) في إسرائيل مع نتنياهو وزعماء حكومة تسيير الأعمال حول سبل استئناف محادثات السلام. كما سيزور الضفة الغربية المحتلة.وحصل كديما على 28 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 بينما حصل الليكود على 27 مقعدا في الانتخابات التي جرت يوم العاشر من فبراير شباط. ولكن برزت كتلة يمينية حيث يحظى نتنياهو بتأييد 65 نائبا يمينيا وهو ما يكفي لتشكيل حكومة ضيقة.ويمكن أن تؤدي حكومة يمينية ضيقة إلى خلاف مع إدارة الرئيس الأمريكي أوباما التي تعهدت بالعمل سريعا على التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.وأمام نتنياهو بعد أن فوضه الرئيس شمعون بيريس بتشكيل الحكومة 36 يوما أخرى لتأليف حكومة تحظى بموافقة الكنيست.