عدن/ سبأ: كرمت وزارة الثقافة كوكبة من رموز الحركة المسرحية في احتفال أقيم أمس بعدن في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي سيوافق 27 مارس المقبل والذكرى المئوية لتأسيس المسرح اليمني. ونوه وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي في الحفل بما قدمه رواد الحركة المسرحية في اليمن والدور الذي لعبوه خلال المئة عام الماضية إنطلاقاً من مدينة عدن التي مثلت الحاضنة الفكرية والأدبية والفنية لعدد كبير من المبدعين في شتى المجالات. وأكد الوزير في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير المكتب التنفيذي لتريم عاصمة الثقافة الإسلامية معاذ الشهابي أن مدينة عدن جمعت القلوب والعقول إليها كما جمعت الساحل والجبل ومثلت ثقافة التعايش والتسامح والتكامل والحياة المدنية التي تستوعب الجميع باختلاف مناطقهم وتعدد رؤاهم في أروع صورة للوحدة الوطنية وارقى نموذج إنساني. وقال: في هذا اليوم البهيج وفي هذه المدينة الساحرة دوما التي مثلت الانطلاقة الأولى للفن المسرحي نجتمع لنحتفي بكوكبة متألقة من رواد المسرح اليمني في عرسهم الثقافي العالمي اليوم العالمي للمسرح و الذكرى المئوية لنشوء المسرح اليمني يعد تكريما لكل قيم الإبداع والجمال في حياتنا. وأشار الوزير إلى ما يمثله الارتقاء بالمسرح في اليمن من هدف استراتيجي تسعى الوزارة لتحقيقه بكافة الجهود إدراكاً منها بأن المسرح أحد الأعمدة الرئيسية للحضارات الإنسانية المتعاقبة منذ فجر التاريخ و باعتبار المسرح (أبو الفنون) جميعا. واعتبر اهتمام القيادة السياسية بالمسرح تجسيدا لإدراكها العميق لأهمية الحركة الثقافية والمسرح على وجه الخصوص ودوره في التعبير عن تطلعات وآمال الشعب وغرس قيم الوحدة والولاء وحب الوطن. وأضاف المفلحي « كان اهتمام فخامة الأخ رئيس الجمهورية ومتابعته وتشجيعه الدائم الحافز الأكبر لوزارة الثقافة التي جعلت الاهتمام بالفن المسرحي والارتقاء به في سلم أولوياتها إدراكا منها لارتباطه الوثيق بتطلعات الجماهير ودوره في ترسيخ قيم الحضارة والتنوير». من جهته تناول مدير معهد جميل غانم للفنون الجميلة / الموسيقار احمد بن غودل عظمة الدور الذي لعبه رواد الحركة المسرحية في محافظة عدن وما قدموه من عطاءات بدافع عشقهم لخشبة المسرح على مدى مائة عام. وثمن جهود وزارة الثقافة وتشجيعها للقامات الإبداعية في شتى المجالات لمواصلة جهودهم وما يدفعهم إلى مزيد من البذل والعطاء والتميز. فيما أعرب عميد المسرح اليمني الكاتب والمسرحي علي يافعي في كلمة المسرحيين عن التقدير للفتة الكريمة من قبل الوزارة في هذه المناسبة..مؤكدا أهمية تقديم مزيد من الحوافز لتبني قضايا الإبداع والمبدعين ووضع الخطط والبرامج وتوفير مختلف الإمكانيات الفنية. واستعرض عميد المسرح نماذج من الأعمال التي مثلت النواة لانطلاقة الحركة الأولى للعمل المسرحي و الريادية التاريخية للمدينة ودور معهد الفنون في رفد الحركة المسرحية بالكثير من الدماء الشابة خلال الـ 30 عاما الماضية. ودعا يافعي باسم المسرحيين الوزارة وجهات الاختصاص إلى بناء مسرح في مدينة عدن يليق بمكانتها الريادية ويحتضن إبداعات الناشطين في هذا الفن. عقب ذالك تم تكريم عدد من رموز المسرح بالشهادات التقديرية والحوافز المعنوية. إلى ذلك عقدت ندوة حول الحركة المسرحية في اليمن على هامش الاحتفال ناقشت ثلاث أرواق عمل ركزت على: «تاريخ المسرح اليمني» و«الشعر والمسرح ودور الأدباء في المسرح اليمني» و« المسرح في معهد الفنون الجميلة». قدم الأوراق كل من رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن مبارك سالمين و أستاذ المسرح بمعهد الفنون الجميلة الدكتور عبد السلام عامر والكاتب المسرحي احمد عبد الله سعد. واختتمت الفعالية بعرض منو درامي قدمه الشاب هديل عبد الحكيم لمسرحية فقدان الذاكرة الأدبية للكاتب المسرحي باتريك زوسكند تطرقت إلى مشكلات أديب كبير فقد ذاكرته الأدبية وتمسك بالفكرة ونسي كل عناوين الكتب التي قرأها طوال حياته.