رجل من الاوزبك يهدئ زوجته وسط أنقاض منزلهما الذي اتت عليه النيران أثناء النزاع العرقي في مدينة أوش بجنوب قرغيزستان يوم أمس الأول الخميس .
الأمم المتحدة/ 14 اكتوبر/ رويترز : حذر مسئول كبير في الأمم المتحدة مجلس الأمن من إن التوتر العرقي في قرغيزستان لايزال قائما وسط مخاوف من وقوع موجة أخرى من العنف في الدولة ذات الموقع الاستراتيجي في آسيا الوسطى.وكما هو متوقع لم يتخذ مجلس الأمن أي إجراء. لكن دبلوماسيين قالوا إن قرار المجلس بمناقشة العنف العرقي الذي قتل مئات في قرغيزستان وفجر نزوحا للاجئين يعكس قلقا دوليا متناميا.وعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة يوم أمس الأول الخميس وفي بدايتها تلقى الأعضاء تقريرا تلخيصيا للازمة من اوسكار فرنانديس تارانكو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة.وقال مكتب الأمم المتحدة في تلخيص لبيان فرنانديس تارانكو أمام مجلس الأمن «على الرغم من عودة الهدوء الى الموقف في أوش وجلال اباد الا ان التوترات العرقية والشائعات عن عنف وشيك مستمرة».وأضاف الملخص «مع بدء عودة اللاجئين والنازحين أكد (فرنانديس تارانكو) أهمية ضمان سلامتهم وتجنب الاستفزازات التي يمكن ان تفجر العنف».وأعرب عن «قلقه من أثر اي تجدد للعنف على قرغيزستان والمنطقة المحيطة».وقتل أكثر من 250 شخصا في قرغيزستان هذا الشهر وفر مئات الالاف من أعمال العنف بين القرغيز والاوزبك في جنوب البلاد وهي جمهورية سوفيتية سابقة تستضيف قاعدة عسكرية جوية أمريكية وأخرى روسية ولها حدود مشتركة مع الصين.وتحرص القوى العالمية على ألا يمتد الاضطراب الى اسيا الوسطى وهي منطقة استراتيجية مهمة غنية بالنفط والغاز تقع على طريق تهريب رئيسي للمخدرات من أفغانستان.ودعا مسؤولو الامم المتحدة والولايات المتحدة الى اجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف في قرغيزستان.وقال مبعوثو الامم المتحدة لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهم ان السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين قال لاعضاء مجلس الامن ان الازمة القرغيزية هي في النهاية مسألة داخلية على حكومة بشكك ان تحلها وهي وجهة نظر اتفق معه فيها بشكل عام اعضاء مجلس الامن الآخرين.وذكروا ان الاعضاء ناقشوا ايضا الحاجة الى اجراء تحقيق وان لم يصدقوا بشكل رسمي على اي اقتراح محدد للتحقيق في اعمال العنف.وقال دبلوماسي غربي «نراقب عن كثب الموقف لكن لا توجد في الوقت الراهن اي خطة لتحرك رسمي من قبل مجلس الامن. من الواضح ان الروس لا يريدون ان تحال المسألة الى مجلس الامن».وروسيا كدولة دائمة العضوية في مجلس الامن تتمتع بحق النقض ( الفيتو) ويمكنها الاعتراض على اي تحرك مقترح للمجلس.وقال عاملون في مجال حقوق الانسان في اوش التي شهدت ثلاثة ايام من عمليات القتل العرقي التي وقعت هذا الشهر وفجرت فرارا جماعيا للاوزبك ان الغارات التي شهدتها المدينة الواقعة في جنوب قرغيزستان واكبتها عمليات سلب ونهب. كما تحدثوا عن مزيد من العنف في الفترة التي تسبق استفتاء يوم غد الأحد.وسيقرر الناخبون في قرغيزستان ما اذا كانت بلادهم ستكون أول ديمقراطية برلمانية في وسط آسيا في استفتاء الاحد الذي تقول رئيسة الحكومة المؤقتة انه ضروري لاعادة الاستقرار بعد موجة من أعمال العنف العرقية.ورفضت روزا أوتونباييفا التي تقود حكومة مؤقتة وصلت الى السلطة بعد الاطاحة بالرئيس كرمان بك باقييف في تمرد في أبريل نيسان الماضي نداءات لتأجيل الانتخابات الى أن يخمد العنف المشتعل في الجنوب.وتريد أوتونباييفا وهي أول امرأة تتولى السلطة في احدى جمهوريات اسيا الوسطى أن يمنح الاستفتاء شرعية لحكومة لم تنتخب رسميا قط وأن يمهد الطريق لحصول زعماء قرغيزستان على اعتراف دبلوماسي.واعترفت في كلمة أذاعها التلفزيون ليل الخميس الماضي بالمخاطر المصاحبة للاستفتاء لكنها تمسكت بضرورة اجرائه.وسارعت كل من روسيا والولايات المتحدة بعد التمرد في أبريل بالتعامل مع أوتونباييفا التي تعلمت في موسكو وتتحدث الانجليزية بطلاقة لحماية مصالحهما في المنطقة ولكن لم تعترف أي من الدولتين رسميا بحكومتها.وألقت طائرات حكومية منشورات على العاصمة بشكك يوم أمس الأول الخميس تحث الناس فيها على التصويت في الاستفتاء وتجاهل ما وصفته بأنها استفزازات يتامر فيها حلفاء باقييف أثناء الاستفتاء.ويتعين على الناخبين الاجابة عن سؤال واحد في الاستفتاء وهو هل يوافقون على دستور جديد ينقل السلطة من الرئيس الى رئيس الوزراء.وبموجب الدستور الجديد ستبقى أوتونباييفا رئيسة مؤقتة للبلاد حتى نهاية عام 2011 . وستجرى انتخابات برلمانية كل خمس سنوات ويتولى الرئيس فترة واحدة مدتها ست سنوات.