بيني و بينك
من الأمور البديهية المسلم بها أن الثورة اليمنية الخالدة ( 26 سبتمبر / 14 أكتوبر ) أعادت الروح إلى الإنسان اليمني بعد أن ظل يقاسي كل الصعوبات من الإمامة والاستعمار عشرات العقود من الزمن .وهذه ليست مبالغة بل حقيقة ملموسة أثبتتها الثورة اليمنية ونلمسها اليوم في أرض الواقع المعاش من خلال تلك الانجازات الوطنية العظيمة التي تتحدث عن نفسها في كل شبر من أرض الوطن اليمني الكبير حيث تحكي ما حققته الثورة من الطموحات والآمال التي كان شعبنا قبل قيام الثورة يتمنى ويتطلع إلى تحقيقها والمتمثلة في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وترسيخ وممارسة النهج الديمقراطي بكل حرية .. والانجازات الوطنية التي لا حصر لها في كافة مجالات الحياة الخدمية والتنموية والاقتصادية والتربوية والتعليمية والاجتماعية والصحية وغيرها من المجالات التي تعكس مدى النهضة الحديثة الشاملة التي شهدها اليمن في ظل الثورة الخالدة. بالتالي يجب أن نكون أكثر وفاء لثورتنا الإنسانية .. وذلك من خلال تجديدنا لروح الثورة العظيمة لتظل دائماً شامخة في كبرياء تتعاظم يوماً بعد يوم في تحقيق المزيد من الطموحات والآمال الجماهيرية المنشودة. حيث يتحتم على كافة المسؤولين في كل مرفق من الجهات الحكومية وعلى الأحزاب والتنظيمات السياسية وكافة شرائح المجتمع اليمني بجد وأمانة ومصداقية وإخلاص وضع حد لجميع الظواهر السلبية المنتشرة في بلادنا التي تقف حجر عثرة أمام مسيرة الثورة .. منها الفساد بل أشكاله وممارسات العنف والثأر وحمل السلاح ... وغيرها من الممارسات المضادة لأهداف ومبادئ الثورة. ومما لا غبار عليه أنه متى ما توجه الجميع توجها صادقاً مخلصاً مع توجهات الأخ الرئيس القائد الرمز علي عبدالله صالح في بناء اليمن الجديد لاشك بأن ذلك سيسهم بفاعلية في تجديد روح الثورة التي تطالبنا بإلحاح بضرورة الحرص على تعزيز روح المحبة والإخاء والتعاون الوثيق بين أبناء الوطن الواحد ومحاربة الفساد ونبذ الخلافات والمماحكات السياسية والالتزام بتعاليمنا الإسلامية وتنفيذ النظام والقوانين بعيداً عن المحسوبية والاستثنائية والعمل على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب .. وتحقيق التكافل الاجتماعي وإسعاد الفقراء والبؤساء .. بالقضاء على ظاهرة البطالة المنتشرة في بلادنا .. والاهتمام الكبير بأسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية ورعايتهم الرعاية الكاملة والحرص على تربية وبناء الجيل الصاعد بإعادة النظر في المناهج الدراسية المعمول بها حالياً في المراحل الدراسية السياسية والثانوية ووضع المناهج الدراسية المناسبة .. وكذا ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام بقضايا وهموم الجماهير وتطلعاتها والعمل على إيجاد الحلول العاجلة لها.. وهذه ليست مسؤولية القيادة السياسية والحكومة فحسب بل هي مسؤولية وطنية مشتركة يجب أن يسهم فيها الجميع في الدولة وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية والمواطنين. وإننا على ثقة من أنه متى ما توفرت النوايا الخيرة والعزيمة الصادقة ستتحقق كل هذه الطموحات الإنسانية الوطنية .. ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى ما فيه خير وصلاح وتقدم ونماء اليمن.