استطلاع / مروان الجنزير:رغم ما تحمله الطفولة من براءة وجمال وصدق إلا أنها أكثر المراحل خطورة في حياة الإنسان ، كون الطفل معرضاً للأمراض ولديه قابلية للإصابة بها . ولأن هذه المرحلة تحتاج لعناية خاصة من قبل الأسرة والمجتمع كان لزاما تجنيبها المخاطر المحيطة بها.. فكلما كانت النشأة سليمة منذ الطفولة كان الفرد معافى صحيح الجسد والعقل والمناعة . ولهذا فإن أسبوع التحصين الموسع الذي نفذ الأسبوع الماضي كان بادرة جيدة لتوعية أفراد الأسرة والمجتمع بأهمية تحصين أبنائهم ضد الأمراض القاتلة التي قد يتعرضون لها، ولا ينتظرون حملات التحصين الروتينية ، ولتسليط الضوء على هذا الأمر قمنا باستطلاعه من خلال منظمة (ماري ستوبس) ومجمع الميدان في كريتربعدن لنخرج بالحصيلة التالية :منظمة ماري ستوبس هي إحدى المنظمات غير الحكومية وتعنى بصحة الأم الحامل وطفلها (المولود)، وذلك عبر المراقبة الدائمة والمستمرة للأم الحامل وطفلها والحفاظ عليهما من الأمراض .. التقينا بإحدى العاملات في مركز المنظمة وهي الأخت فيروز محمد عبدالله ثابت التي تعمل في قسم التحصين بالمركز، وحدثتنا عن حالات الأطفال والأمومة قائلة : “في البدء أشكركم على قدومكم إلى مركزنا الذي يقع وسط مجمع سكني والذي ترتاده العديد من الأمهات اللواتي يحرصن على متابعة حملهن ومتابعة أطفالهن من أجل تحصينهم من الأمراض القاتلة”.سألناها عن التحصين فأجابت :
قياس وزن الطفل
التحصين يتم بحضور الأمهات الحوامل من أول شهر للحمل ، وتبدأ عملية التواصل معهن ، من خلال أخذ أرقام تلفوناتهن، ويتم متابعة حالاتهن عبر الهاتف، وذلك من أجل الحفاظ على صحة الجنين، وهو في أحشاء أمه، إذ يتم إعطاء الأم الحامل بعض التعليمات الصحية التي تساعدها على استقرار الجنين في أحشائها”.- وعن مدى تفاعل المركز مع الأمراض الستة التي تصيب الأطفال إذا لم يحصنوا منها تقول الأخت فيروز” هناك سلسلة من الأمراض التي تصيب الأطفال، وهي (الخماسي، الكزاز، الخناق، السعال الديكي، والتهاب الكبد والالتهاب السحائي، التي تصيب الطفل في مراحله الأولى، وتؤثر عليه بعد خمس إلى عشر سنوات، كما تؤدي إلى إضعاف جهازه المناعي، وأغلبيتهم يموتون قبل وصولهم إلى سن العاشرة”.وأضافت : أما بالنسبة لمرض الخناق فهو واحد من الأمراض الخمسة القاتلة، وعوارضه تبدأ في التهاب البلعوم عند الطفل، مرورا بتكوين غشاء تجويفي داخل الفم رمادي اللون”.
امهات ينتظرن في تحصين اطفالهن
ولهذا يمر تحصين مرض الخناق بثلاث مراحل : الأولى بعد ولادة الطفل بـ (45 يومـا)، والثانية بعدها بشهر والثالثة كذلك”.وتحدثت عن تفاعل الناس مع تحصين أبنائهم قائلة “ الإقبال في الأرياف أكثر من المدينة ، لأن المرأة الريفية أصبحت الآن تعي تمامـا أن التحصين يحافظ على طفلها، ويكسبه المناعة من الأمراض الستة القاتلة، فقد عملت في أحد أرياف محافظة تعز، فوجدت هناك أن الأم تأتي وتتابع حالة طفلها أكثر من الأم في المدينة ، رغم أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، جعلت الرسالة التحصينية موجهة لكل فئات المجتمع سواء أكانت في الريف أو المدينة.. والحمد لله مركزنا في كريتر يستقبل العديد من الأمهات والأطفال في سن دون العام لتحصينهم ونستقبل ما يعادل (20) إلى (25) حالة تحصينية لأطفال في عمر ثلاثة أشهر وأكثر.[c1]مجمع الأمومة (الميدان)[/c]وفي قلب مدينة كريتر وفي شارع الميدان على وجه التحديد يوجد مجمع صحي ومركز أمومة معني بالأم الحامل وأطفالها.. هناك التقينا الأخت الدكتورة نعمة سالم مرتع اختصاصية طب المجتمع مشرفة الصحة الإنجابية بمجمع الميدان التي حدثتنا عن عملهن قائلة : نحن في قسم الصحة الإنجابية قمنا بإعداد جدول للتحصين ضد الأمراض القاتلة التي تصيب الأطفال فمنذ أول أيام الأسبوع (السبت) حتى الأربعاء هناك تلقيحات لثلاثة أمراض في اليوم، فمرضا السل والحصبة لدينا جلستان بشأنهما في كل أسبوع. وعند سؤالنا لها عن أكثر الأمراض فتكـا بالأطفال، أجابت :في الحقيقة كل الأمراض الستة قاتلة ، إذا لم تسرع الأم في تلقيح طفلها في الوقت المناسب.والتخلف عن وقت الجرعات قد يؤدي بالطفل إلى مضاعفات ويؤثرعليه حين يكبر، فعلى سبيل المثال مرض الحصبة نراه يصيب من هم دون (20 أو 30 عامـا)، فهذا يعني أن الحالة لم تلقح من سابق.[c1]مرض الخناق من أشد الأمراض فتكاً[/c]مرض الخناق بالتأكيد هو واحد من تلك الأمراض القاتلة، فأعراضه واضحة : التهاب بلعومي، وغشاء يحيط بالفم ، ويعتبر هذا المرض من الأمراض الخماسية التي تضعف الطفل وتصيبه بالحمى وعدم الاستقرار في جهازه التنفسي..[c1]تطعيم النساء [/c]المرأة لديها جرعات خمس، تبدأ من سن (15 عامـا) وتنتهي بـ (45 عامـا)، وذلك حتى تكون الأم قوية وشديدة قبل وبعد الزواج حيث تتعرض إلى مضاعفات الحمل ، فهذه الجرعات التطعيمية تفيد المرأة المتزوجة من خلال تقوية الحمل وأجهزته.وأوضحت الأخت نعمة مرتع أنه منذ بداية يناير عام 2010م حتى شهر مارس الماضي بلغ عدد الأطفال الملقحين نحو (177) طفلا بينما بلغ عدد المحصنين ضد السل الرئوي (71 طفلا) والشلل (61 طفلا) بجرعاته الثلاث .