. فهد محمود الصبري يعتبر عنصر الحديد من العناصر الهامة للطفل حتى قبل الولادة إذ تتراوح كمية الحديد الإجمالية في جسم المولود الجديد حديث الولادة ما بين نصف جرام إلى غرام بينما تبلغ هذه الكمية في البالغين ما بين 5-4,5 غرامات ولكي يبني المولود الجديد هذا النقص في الاحتياطي من مادة الحديد يلزمه يومياً ما يعادل 1 - 1,5 ملغم من هذه المادة وذلك طيلة فترة حياته وبما أن الأمعاء لا تمتص سوى 10% فقط من الحديد يجب أن تحتوي الوجبة الغذائية لأي طفل على كمية من الحديد لا تقل عن (10 - 15) ملغم يومياً ويتم امتصاصه الحديد في الجزء الأدنى من الأمعاء الدقيقة ProximaI وبالتحديد في الاثنى عشر duodenum والصائم jejunum ومن أهم العوامل التي تساعد على امتصاص الحديد زيادة حاجة الجسم له حموضة المعدة توفر فيتامين “سي” هناك عوامل تقلل من امتصاص وتتمثل في زيادة إفراز القلويات من البنكرياس وجود عنصر الفوسفات أي سبب آخر قد يؤدي إلى خلل في الأغشية المخاطية المبطنة لجدار الأمعاء الدقيقة والتي تؤدي إلى عرقلة عملية الامتصاص العمليات الجراحية للمعدة والأمعاء التي تقلل من مساحة سطح الامتصاص وتوزيع الحديد ويتم توزيع الحديد الممتص في الدم إلى عدة جهات في الجسم منها الهيموغلوبين أو خضاب الدم الذي يشكل ثلثي حديد الجسم تقريباً لذلك يعتبر فقدان الدم عن طريق النزف وغيره من الأسباب أحد الأسباب لفقدان الحديد مما يؤدي إلى الأنيميا عدم تناول الأطعمة المليئة بالحديد والتي تعتبر مصدراً رئيسيا للحصول عليه. ويوجد الحديد بكثرة في اللحوم وبكمية أقل في الخضراوات أما الحليب فهو فقير به جداً (كمية الحديد لا تتجاوز نصف ملغ في اللتر) ووجود أي خلل مرضي في امتصاص الحديد من الأمعاء كما في حالات استئصال جزء من المعدة جراحياً أو سبب بعض الأمراض التي تؤثر على بطانة الأمعاء أو بعض الأمراض المعوية المزمنة كالمرض الجوفي ceIiac disease أو الالتهابات المعوية.ويكون نقص الحديد في الأطفال واضح وأكثر خطورة وغالباً ما تظهر أعراض فقر الدم بنقص الحديد في الأطفال ما بين الشهر التاسع إلى الشهر الرابع والعشرين من العمر ولعل من أهم أعراض وعلامات هذا المرض الشحوب والذي يكون ملاحظاً في الحالات الشديدة من فقر الدم في الأغشية المخاطية لملتحمة العين وفي الشفاه وفي راحة الكفين وسرير الظفر إذا تقدم المرض فيكون الشحوب واضحاً في جميع أنحاء الجلد .وكثير من الناس المصابين بفقر الدم ليست لديهم أعراض والبعض الآخر قد يشعرون بالإرهاق وصعوبة التنفس وضعف الشهية وفي حالات أقل قد يشعرون بالصداع والطنين في الأذن وتغيير في مذاق الأطعمة (إما نقص في المذاق أو الإحساس بوجود مذاق سيئ) والإقبال بشراهة على تناول الثلج أو الأطعمة غير العادية.العلاقات الأكثر وضوحاً في الحالات الشديدة جداً والطويلة الأمد في نقص الحديد تشمل تشكل الأظفار بشكل يشبه الملعقة أو تقصف الأظفار وتسطحها مع ظهور خطوط طولية والتهاب اللسان وفي حالات نادرة قد يعاني المريض من صعوبة في البلع نتيجة لالتهاب البلعوم وضعف عضلات البلعوم عندما يحدث نقص في حديد الجسم فإن التغيرات تحدث وفق تسلسل معين وأول من يتأثر هي المخازن فيقل الصباغ الحديدي الموجود في نخاع العظم أو يختفي تماماً كما يقل البروتين المرتبط بالحديد في مصل الدم من ثم تحدث تغيرات الدم فتقل نسبة الحديد في مصل الدم وتزداد نسب الإشباع الكلية للحديد في الدم وتقل النسبة المئوية للإشباع ثم يبدأ الهيموغلوبين في الدم بالنقصان بالتدريج وبالتالي تحدث التغيرات الدموية المشهورة في شكل الكروية الحمراء فتصبح الكروية صغيرة الحجم ناقصة الصباغ وتقل جميع المقادير المطلقة للكروية الحمراء ومن أهم طرق العلاج تعويض الحديد عن طريق الغذاء أما من الناحية الكيميائية تعتبر أملاح الحديد التي تعطى عن طريق الفم هي المفضلة في العلاج فهي غنية بالحديد وسهلة الامتصاص ورخيصة الثمن وقليلة الأعراض الجانبية وتوجد على صورة قطرت للرضع وشراب للأطفال يستمر العلاج حتى تعود مؤشرات الدم إلى المعدل الطبيعي نضيف فترة (4 - 6) أسابيع لملء المخازن الفارغة وآخر من تتأثر بنقص الحديد (وهي الإنزيمات) وهي أول من تنتعش بالعلاج ويتم ذلك في غضون (12 - 24) ساعة حيث تتحسن الشهية وتتلاشى الأعراض العصبية ثم تبدأ معطيات الدم بالتحسن ويستغرق ذلك فترة تتراوح من (36 ساعة) إلى (شهر) ويرتفع الهيموغلوبين في الدم وتأخذ الكريات الحمراء صفاتها وأشكالها الطبيعية ثم تبدأ المخازن الفارغة بالامتلاء وهذه آخر مرحلة في العلاج وقد تستغرق من شهر إلى ثلاثة أشهر لذا يجب تجنيب أطفالنا في المراحل المبكرة نقص الحديد أثناء الحمل والشهور الأولى من حياته لخطورته على الصحة العامة لجسم الطفل وتأثيره على النمو وذلك بالغذاء المتزن والغني بالحديد والعناصر المغذية الآخرى.
من أجل صحة الطفل
أخبار متعلقة