قليلون هم المدربون الأجانب الذين حققوا نجاحات باهرة مع الأندية الجزائرية, فالإقالة او الإستقالة هما دائما مصير أي مدرب أجنبي يغامر بتدريب أي ناد جزائري على إختلاف الدرجات.وماحدث للفرنسي روبرت نوزاري الذي أقيل من منصبه كمدير فني لنادي مولودية الجزائر بعد الهزيمة 1-3 أمام نادي إنبي المصري في دوري أبطال العرب لكرة القدم , يعتبر حسب خبراء الكرة بالجزائر بمثابة دق ناقوس الخطر بالدوري الجزائري المليء بالتناقضات بسبب غياب قوانين محترفة تنظم وتضبط العلاقة بين الفرق الجزائرية و المدربين الأجانب مثلما هو معمول به في كل بطولات العالم.وأثارت إقالة المدرب الفرنسي نوزاري الكثير من ردود الأفعال على المستوى المحلي , فهناك من اعتبر الإقالة منطقية بالنظر إلى التصرفات غير القانونية التي أقدم عليها المدرب الفرنسي بالتدخل في صلاحيات إدارة النادي و تحريض اللاعبين على التمرد ومقاطعة المنافسة , و البعض الآخر ندد بالإاقالة و أتهم إدارة المولودية بالعجز على توفير أجواء ملائمة للعمل سواء للمدرب او اللاعبين .المدرب الأجنبي مكروهلكن في حقيقة الأمر أن فشل الأجانب في الدوري الجزائري هو وليد حقد دفين لبعض المدربين الجزائريين الذين يسارعون في كل مرة للحكم على الأجانب بالفشل المسبق , بإستعمال ورقة الجماهير للضغط على كل مدرب أجنبي وإرغامه على الرحيل دون سابق إنذار.وهو ماأكده نوزاري بقوله : أن المدربين الجزائريين لم يرحبوا به إطلاقا منذ مجيئه للجزائر لتدريب المولودية وفي كل اللقاءات أتلقى نظرات ثاقبة من بعض المدربين , حينها تاكدت أني شخص غير مرغوب فيه بالجزائر.والواقع أن ماحدث لنوزاري هو إمتداد للجحيم الذي عاشه العديد من المدربين الأجانب رغم كفاءاتهم وخبراتهم , وخاصة المدربين العرب على غرار الجحيم الذي عاشه ولازال يعيشه الفلسطيني حاج منصور و العراقي عامر جميل و المصري البقري مع كل الأندية التي تعاقبوا على تدريبها.الاسباب كثيرة , لكن هناك إجماع على أن الدور السلبي الذي يقوم به رؤساء الفرق الجزائرية هو أكبر عامل وراء نفور المدربين الأجانب.و فشلهم الذريع مع الكرة الجزائرية على مر السنوات , لكون الاغلبية الساحقة من رؤساء الفرق الجزائرية لايفقهون في أصول الكرة سوى المال و البزنسة الصارخة والنتائج الفورية ولايؤمنون بالإستقرار والعمل الإحترافي. مسلسل مستمر ومنذ بداية الدوري الجاري تعرض كل من البرازيلي باولو روبيم مدرب اتحاد البليدة و البلجيكي تالمان مدرب شبيبة القبائل والفلسطيني حاج منصور الذي درب شباب قسنطينة ثم وفاق سطيف للإقالة في ظرف قياسي يعكس فعلا الحالة السيئة التي وصلت إليها العلاقة بين الأندية الجزائرية و المدربين الأجانب. والتي لا تنحصر على مستوى الأندية فحسب بل غزت حتى المنتخب الجزائري الذي أشرف عليه مدربان بلجيكيان في ظرف اقل من سنة وهما جورج ليكنس وروبرت فاسيج لنفس الخلفيات . بقي من المدربين الأجانب ثلاثةويوجد حاليا بالدوري الجزائري الأول لكرة القدم ثلاثة مدربين أجانب فقط بعدما ذهب ثلاثة مدربين آخرين ضحايا للإقالات المختلفة في بداية الدوري, ويتعلق الأمر بالفرنسي جون إيف شاي مدرب شبيبةالقبائل, و الروماني دان أنجيلسكو مدرب نصر حسين داي , والعراقي عامر جميل مدرب شباب أوراس باتنة. وكلهم معرضون للإقالة او الرحيل الإضطراري بعد كل مباراة .فأي مستقبل للمدربين الأجانب في الدوري الجزائري في ظل المعطيات السلبية التي تتحكم في تسيير شؤون الكرة الجزائرية؟ وأي دور للإتحاد الجزائري لكرة القدم في هذه اللعبة القدرة التي شوهت سمعة الكرة الجزائرية على الصعيد الدولي حيث أضحى أكبر المديرين الفنيين في العالم يرفضون العمل بالجزائر سواء مع الأندية أو المنتخب الجزائري؟
|
اشتقاق
المدربون الأجانب في الدوري الجزائري بين المطرقة والسندان
أخبار متعلقة