الإرهاب والقاعدة
قبل كل شيء نعلن دعمنا وتأييدنا الكامل غير المشروط للدولة في خطواتها الأخيرة ضد الإرهاب والضربة الاستباقية التي قامت بها ضد أوكارتنظيم القاعدة في مختلف مناطق اليمن وذلك تنفيذاً لحد الحرابة المنصوص عليه في القرآن الكريم.وإذا كانت الضربة التي وجهتها الدولة إلى خوارج العصر قد أتت متأخرة الا أنها أثمرت وآتت أكلها ضعفين، فأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي على الإطلاق، هذا أولاً، وثانياً ـ وهو الأهم ـ إن الضربة قد قطعت الطريق على القاعدة وحالت دون استعادتها زمام المبادرة، وأرسلت عدة رسائل في ظرف واحد أولها أن الدولة ليست نائمة أو غافلة عن هذا التنظيم الشيطاني الذي يبيح لنفسه أن يدعي انه خير من الآخرين وبالتالي يبيح لنفسه ـ ظلماً وعدواناً ـ الاعتداء عليهم وقتلهم لأسباب لا يوافق عليها حتى إبليس نفسه. فالدولة برغم انشغالها بمحاربة أوكار الفساد في عدة مناطق الا أنها أحسنت في تنبيه الغافلين عنها أنها لا ولن تغض الطرف عن الإرهاب ممثلاً برأس الحية تنظيم القاعدة. والرسالة الثانية وجهت للغرب الذي تغافل كثيراً عن هذا التنظيم بحجة انه بعيد عن مكامن الخطر، متناسياً أن العالم أصبح قرية صغيرة، والوصول إلى اي مكان فيه لا يستغرق عدة ساعات.الا أن الأهم عندي قبل أن تقطف الدولة ثمار الإرهاب القاعدي بأيد من حديد وترميها في نار جهنم دنيا وآخرة، أن تعمل على استئصال بذور الإرهاب قبل أن تورق وتثمر وقبل أن يحين قطافها. بمعنى يجب أن تركز الدولة على المدارس و(التكايا) والجمعيات التي يلتقي فيها الشباب الذي لا يفكر الا بعقول الموتى والمشايخ والتكفيريين. واستئصال تلك المناهج التي لا تحترم الآخر ولا تعير أي أهمية لمعتقدات الآخرين، لانها تعتمد على فتاوى حدثاء الأسنان ولا تقرأ القرآن الذي يقول (لا إكراه في الدين) ويقول أيضاً (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ويعاتب الله الرسول (صلى الله عليه وسلم) قائلاً: ( ولوشاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) صدق الله العظيم. ذلك أن تلك الفرقة ترى أنها الفرقة الناجية ـ على حد زعمها ـ وأنها خير من الآخرين وذلك منهج إبليس عليه اللعنة لانه قال (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) وتحاول تلك الفرقة الضالة أن تفرض رأيها على الآخرين حتى بالقوة متبعة فرعون لأنه قال (ما أريكم الا ما أرى) فكل فرقة أو طائفة أو مذهب أو دين أو حزب يرى انه خير من الآخر ويحاول أن يفرض آراءه ومعتقداته على الآخرين فهو يسير في طريق إبليس وفرعون ومصيره معهما في الآخرة كما اخبرنا القرآن الكريم.من أجل ذلك على الدولة أن تعمل على استئصال البذور، المناهج التي لا تحترم الآخر سواء الآخر المخالف لنا في الدين أو الآخر المخالف لنا في المذهب لان تلك المناهج هي التي فرخت الفكر القاعدي الاقصائي الذي يعمل على التخلص من الآخر بطريقته لأنه تربى على ذلك. ونحن نعرف تماماً أن القاعدة هي نتيجة لأفكار مذهب متطرف لا يؤمن بالآخر ولا يعترف به ولا يرى الا انه خير من الناس أجمعين والآخرون هم الجحيم كما قال جان بول سارتر. لكن القاعدة ترى أن الآخرين يجب أن يموتوا أولاً ثم ليذهبوا إلى الجحيم لأنهم كفار لا يتبعون القاعدة ولا يركبون معهم .على الدولة الآن أن تجفف منابع الإرهاب وتعمل على إحراق البذور الشيطانية التي تنتج هذا الفكر المتطرف، وان تعمل على إغلاق المدارس والمعاهد والجامعات التي تغذي وتخرج هذه الطائفة النازية التي تخدم الشيطان والطاغوت واعوانهم ولا تغني ولا تسمن من جوع بالنسبة للإسلام قديماً وحديثاً. وليكن شعار الدولة والأفراد والمجتمع (معا نحارب الإرهاب ونقضي على التطرف ونحترم الآخر ونقبله لأنه ضروري لوجودنا ضرورة الماء والهواء).