قبل أن تطالهم رصاصات الغدر والإجرام الجبانة بنحو ست ساعات فقط من يوم أمس كنت قد مررت عليهم وهم واقفون في جولة القدس المؤدية إلى الخط العام وشارع الشهيد محمد الدرة وساحة الشهداء بزنجبار م/ أبين. مقصدي كان منزل الأخ الصديق محسن صالح دوفان المجاور للجولة ذاتها ولكني قبل ذلك سلمت على الشهيدين هادي الرمادي وعلاو الرباحي فيما كان الشهيد ناصر الفقيه على متن السيارة الأوبل التابعة لشرطة النجدة.. ثلاثتهم جنود بالنجدة لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً أعرفهم وبالتحديد هادي وعلاو منذ فترة طويلة فالأول كان أحد حراس المجمع الحكومي القديم والثاني يرافق أحياناً وكيل المحافظة المساعد الدكتور حمود السعدي.. وقد ودعتهم بعد أن أعطيتهم فنينة الماء ومضيت مترجلاً إلى فرزة عدن لم يدر بخلدي أن عناصر الإجرام ستغتالهم بوحشية بعد ست ساعات فقط.. وحينما وصلني نبأ جريمة اغتيالهم عبر الهاتف من زنجبار عصر يوم أمس.. شعرت بالحزن العميق.إن جريمة اغتيال جنود النجدة الثلاثة الذين كانوا يؤدون واجبهم الوطني المقدس في النقطة الأمنية بمفرق جولة القدس لتأمين الأمن والاستقرار ،ورووا المكان ذاته بدمائهم الزكية وسلموا أرواحهم لباريهم، هي جريمة مروعة فجعت مدينة زنجبار بها فقد أودت بحياة جنود النجدة على يد إجراميين جاؤوا على متن دراجة نارية فباغتوا الجنود برصاصات من سلاح الكلاشنكوف وأمطروا أجسادهم بدون سبب.. قتل هادي وعلاو والفقيه من قبل قتلة محترفين متعطشين لدم الأبرياء، قتلوا بدم بارد ولاذ القتلة بالفرار ولا تزال أجهزة الأمن تلاحقهم لإلقاء القبض عليهم لتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم إزاء أبشع جريمة بحق الإنسانية هزت مدينة زنجبار عصر أمس ولاقت أكبر تنديد واستنكار من عامة الناس.لقد خسر الوطن ثلاثة من أبنائه بالأمس وقبلهم العشرات في أبين وشبوة ولحج والضالع وصعدة وحضرموت وحرف سفيان ومأرب وغيرها على أيدي عصابات التطرف والإرهاب التي استمرت في غيها بهكذا تصفيات جسدية لجنود أبرياء دون وازع ديني أو ضمير إنساني.. وحقيقة بعد مأساة مقتل جنود النجدة بزنجبار وحين اتصلت بالأخ العميد عبدالرزاق المروني مدير أمن أبين والقائد السابق لفرع شرطة النجدة فقد وجدت نبرات صوته مشحونة بالغضب والحزن وهو يؤكد ويتوعد بالقصاص للجنود من القتلة السفاحين.. والعميد المروني يعرف الجنود الذين استهدفوا حق المعرفة فقد كان إلى قبل ستة أشهر قائدهم واشتهر بروح القائد والأب والمربي بين الجنود والصف والضباط على حد سواء.نختتم هذه التناولة بدعوة كافة أبناء الوطن إلى الاصطفاف ضد الإرهابيين القتلة الذين أمعنوا باستباحة دماء الأبرياء، وسحق شرورهم والله المستعان.
لا نامت أعين الإرهابيين
أخبار متعلقة