كرر نداءه لإسرائيل أثناء زيارته لألمانيا
دريسدن (ألمانيا) / 14 أكتوبر / رويترز :في ظل رحلة يقوم بها في عدد من دول الشرق الأوسط وأوروبا أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء زيارته لألمانيا يوم أمس الجمعة عن أمله في إمكانية تحقيق تقدم جاد في عملية صنع السلام في الشرق الأوسط هذا العام وقال إن على الإسرائيليين والفلسطينيين أن « يبدوا الجدية» وان يقدموا تنازلات صعبة.وكرر أوباما في زيارته لألمانيا نداءه لإسرائيل بوقف التوسع في المستوطنات بالضفة الغربية لكنه قال أيضا إن على الفلسطينيين أن يحسنوا الأمن وطالب الدول العربية بأن تقابل أي خطوات إسرائيلية نحو السلام بلفتات لبناء الثقة. وأضاف «الفلسطينيون يجب أن يبدوا جدية بشأن توفير البيئة الأمنية المطلوبة لتشعر إسرائيل بالثقة. وسيتعين على الإسرائيليين أن يتخذوا بعض الخطوات الصعبة.» وكان أوباما الذي يرى أهمية للتقدم على المسار الإسرائيلي الفلسطيني لإصلاح صورة الولايات المتحدة أمام العالم الإسلامي يتحدث بعد يوم من إعلانه عن «بداية جديدة» بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة. ويزور أوباما ألمانيا في محطته الثالثة في رحلته التي يزور فيها أربع دول وبدأها بزيارة للمملكة العربية السعودية ثم مصر حيث ألقى خطابا مهما موجها للعالم الإسلامي أمس الخميس. ويتوجه الرئيس الأمريكي غدا السبت إلى فرنسا حيث يحضر احتفالا لإحياء الذكرى الخامسة والستين لقتلى الحرب العالمية الثانية. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا التي يزورها في جولة يزور فيها أربع دول في الشرق الأوسط وأوروبا قال أوباما «أنا واثق من أننا إذا ثابرنا... يمكننا أن نحقق بعض التقدم الجاد هذا العام.» وأكد أوباما «أن الوقت قد حان الآن لنا كي نتحرك بشأن ما نعرف جميعا أنه الحقيقة وهو أن كل طرف سيكون عليه أن يقدم تنازلات صعبة». وبعد دريسدن قام أوباما بجولة في معسكر بوشنفالد وإحياء ذكرى ضحايا محرقة النازي. الزيارة سترسل رسالة إلى القدس مفادها أنه وإن لم يزر إسرائيل في جولته الأولى في الشرق الأوسط فإن أمن إسرائيل مازال شأنا محوريا في السياسة الخارجية الأمريكية. وقال أوباما بينما كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بصحبته ويقف خلفه إيلي ويزل وبرتراند هرتز الناجيان من المعسكر «حتى اليوم نعرف أن هناك من يصرون على أن المحرقة لم تحدث أبدا وهو إنكار لواقع ولحقيقة لا أساس له وجاهل وبغيض وهذا المكان هو الرد الحاسم على مثل هذه الأفكار». وكان أوباما قد أعطى لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أولوية في سياسته الخارجية وانغمس منذ بداية ولايته في سياسات الشرق الأوسط . ولم تول سياسة الرئيس السابق جورج بوش تجاه قضية السلام في الشرق الأوسط اهتماما كافيا حتى وقت متأخر من ولايته. واعتبر المسلمون الرئيس بوش منحازا لإسرائيل. وقالت ميركل «أعتقد أنه مع الإدارة الأمريكية الجديدة ومع الرئيس أوباما هناك فرصة فريدة لإحياء عملية المفاوضات.» وأشار أوباما إلى أنه قلق من أن تعليقاته الأخيرة عن حاجة إسرائيل إلى قبول وجود دولة فلسطينية تلقى اهتماما مفرطا. وقال إن على الفلسطينيين أيضا أن يتخذوا خطوات. وقال «لم نر بعد التزاما قويا من السلطة الفلسطينية بأن بإمكانهم أن يسيطروا على أجزاء من المناطق الحدودية التي ستكون إسرائيل قلقة بشأنها إذا كان هناك حل على أساس دولتين.» وأوضح أوباما أن هذه الأمور وأمور أخرى إن لم تحل سيجد الإسرائيليون «صعوبة في المضي قدما»، مشيرا إلى أنّه طالب الدول العربية باتخاذ «بعض الخيارات الصعبة» بفتح التجارة وعرض التبادل الدبلوماسي مع إسرائيل إذا ما قدمت «تعهدات قوية». وحتى الآن تقول الدول العربية إن على إسرائيل أن تنفذ تعهداتها التي تفرضها خارطة الطريق للسلام التي وقعت عام 2003 قبل أي خطوة من جانبها. وإلى جانب مشكلة الشرق الأوسط ناقش أوباما مع ميركل موقف البلدين من المواجهة مع إيران بسبب برنامجها النووي والأزمة المالية العالمية والتغير المناخي ومصير المعتقلين في معسكر جوانتانامو. ويتمتع أوباما بشعبية جارفة في ألمانيا ولكن العلاقات بين واشنطن وبرلين لم تسر بسلاسة منذ تولي أوباما الحكم في الولايات المتحدة في يناير كانون الثاني الماضي من العام الجاري 2009م. أما ميركل التي تخوض انتخابات في سبتمبر أيلول المقبل فقد عارضت استقبال معتقلين من معتقل جوانتانامو كما عارضت إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان. وأثار قصر المدة التي يقضيها أوباما في ألمانيا وقراره عدم الذهاب إلى برلين تكهنات بوجود خلافات بين البلدين إلا أن أوباما نفى هذه التكهنات ووصفها بالجامحة.