سكان يصطفون للحصول على مساعدات غذائية يوم أمس الأول الخميس في بورت أو برنس
بورت او برنس/14 أكتوبر (رويترز) :قضى آلاف المصابين في زلزال ضخم ضرب هايتي ليلة ثالثة وهم يكابدون الألم وافترشوا على الطرقات في انتظار المساعدات مع تحول يأسهم إلى ضجر.وقال بيير جاكسون الذي أشرف على علاج والدته وشقيقته «نحن ننتظر هنا منذ ثلاثة أيام وثلاث ليال لكن لم يفعل أحد شيئا لنا ولم نحصل على كلمة تشجيع من الرئيس».وأضاف «ماذا يجب علينا أن نفعل؟»وأغلق مواطنون بائسون في هايتي الشوارع بالجثث في احدى مناطق بورت او برنس مطالبين بالاسراع بجهود الاغاثة وذلك بعد الزلزال الكارثي الذي ضرب البلاد وساوى مباني بالارض وقتل عشرات الالاف وشرد عددا لا يحصى من الناس.ولا تزال الجثث متناثرة في أنحاء المدينة ويغطي الناس انوفهم بقماش لتجنب رائحة الموت. ونقلت الجثث في شاحنات الى المستشفى العام في بورت او برنس حيث قدر جي لاروش مدير المستشفى عدد الجثث التي تكومت خارج المشرحة بـ 1500 .وبعد أكثر من 48 ساعة على الكارثة أحدثت أعداد كبيرة من الناس صخبا مطالبين بالغذاء والماء وكذلك المساعدة لانتشال أقارب لهم لازالوا مفقودين تحت الانقاض.وأضاف شول شفارتز وهو مصور في مجلة تايم انه رأى شارعين في وسط المدينة أغلقتهما جثث ضحايا الزلزال وصخور.وأضاف لرويترز «بدؤوا باغلاق الطرق بالجثث. الامر يصبح سيئا هنا. وضجر الناس لانهم لا يحصلون على مساعدات.»ومن المقرر أن تطلق الامم المتحدة مناشدة طارئة للتمويل من أجل اغاثة هايتي.ونظم ناجون غاضبون الاحتجاج بينما بدأت مساعدات تعهدت بها 30 دولة بالوصول الى بورت او برنس على متن عشرات الطائرات في المطار الصغير بالمدينة.ولا تزال القوات الامريكية تعزز العمليات في المطار لحين وصول المزيد من الامدادات والعاملين الى هايتي.وأعلن الصليب الاحمر في هايتي أن عدد قتلى الزلزال قد يكون بين 45 ألفا و50 ألفا. وفضلا عن ذلك فان ثلاثة ملايين اخرين او ثلث سكان هايتي أصيبوا أو أضحوا مشردين بعد الزلزال الذي ضرب العاصمة بورت او برنس يوم الثلاثاء وبلغت قوته سبع درجات.وأضاف رينيه ريفال رئيس هايتي ان 7000 من قتلى زلزال الثلاثاء في هايتي دفنوا بالفعل.وذكر الصليب الاحمر في هايتي أن أكياس الجثث لديه نفدت.وصرح أطباء في هايتي أفقر دول نصف الكرة الغربي بانهم غير مؤهلين لعلاج المصابين. وحذر عمال الاغاثة من ان عدد القتلى سيرتفع كثيرا اذا لم يحصل عشرات الالاف من ابناء هايتي المصابين - وكثير منهم كسرت عظامهم او اصيبوا بنزيف حاد - على الاسعافات الاولية خلال 24 ساعة او نحو ذلك.وقال بول كورمييه الضابط في خفر السواحل الامريكي وهو عامل اغاثة مؤهل يدير دارا للايتام في هايتي وساعد 300 شخص منذ كارثة الثلاثاء « الاربع والعشرون ساعة القادمة ستكون حاسمة.»ووصلت طائرات الى مطار بورت او برنس محملة بالامدادات أسرع من قدرة الاطقم الارضية على تفريغها وقيدت سلطات الطيران الرحلات الجوية القادمة من المجال الجوي الامريكي خوفا من ان ينفد وقود الطائرات وهي تحلق في انتظار دورها في الهبوط.وتعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما بمساعدات أولية تقدر بمئة مليون دولار لاغاثة هايتي يوم الخميس وحث الرئيسين الامريكيين السابقين بيل كلينتون وجورج بوش على جمع المزيد. وقال لشعب هايتي «لن يطويكم للنسيان.»وسترسل الولايات المتحدة 3500 جندي و300 مسعف وعدة سفن و2200 جندي من مشاة البحرية الى هايتي.وقالت واشنطن انها سترسل حاملة الطائرات الامريكية كارل فينسون التي تعمل بالطاقة النووية الى هايتي يوم أمس الجمعة لتكون بمثابة «مطار عائم» يخدم عمليات الانقاذ وانها مزودة بـ 19 طائرة هليكوبتر.وتعهدت الولايات المتحدة بمساعدات في المدى البعيد لحكومة هايتي. وانهار مبنى البرلمان وقصر الرئاسة وعدة مبان حكومية ولم يتضح عدد النواب والمسؤولين الذين نجوا من الزلزال. وانهار السجن الرئيسي فتمكن مجرمون خطرون من الهرب.وتعهدت دول في شتى انحاء العالم بارسال فرق انقاذ وكلاب بحث ومعدات ثقيلة وخيام ووحدات تنقية مياه واغذية واطباء وفرق اتصالات لكن توزيع المساعدات أعاقته طرق أغلقتها أنقاض وسيارات محطمة كما انقطعت الاتصالات العادية في بورت او برنس.وتضررت مستشفيات كثيرة في هايتي ولم تعد صالحة للعمل وكافح أطباء لعلاج كسور في العظام والمفاصل وإصابات في الرأس في ملاجئ متنقلة تندر فيها الإمدادات الطبية.وأقيمت خيام مؤقتة في كل مكان واقترب مواطنون من هايتي في مخيم ايواء غير رسمي من صحفي وهم يستغيثون مطالبين بالماء.وأضاف فاليري لويس التي نظمت أحد المخيمات «الرجاء أن تفعلوا أي شيء بامكانكم.. فهؤلاء الناس ليس لديهم ماء أو غذاء أو دواء ولا أحد يساعدنا».وأخرج استوني عمره 35 عاما يدعى تارمو جوفير من أنقاض مقر الأمم المتحدة في وقت مبكر يوم الخميس وقال للصحفيين انه على ما يرام.وقالت الأمم المتحدة يوم أمس الأول الخميس انه تأكد مقتل 36 على الأقل من بعثة حفظ السلام المؤلفة من 9000 فرد وان عشرات الإفراد في عداد المفقودين. وقالت البرازيل إن 14 من جنودها من بين القتلى.وأخرج 14 ضيفا وعاملا أحياء يوم الخميس من أنقاض فندق مونتانا الذي سوي معظمه بالأرض. وقال الميجر رودريجو فازكيز من جيش تشيلي الذي كان يدير عملية الإنقاذ في الموقع «حسب تقديراتنا يوجد 70 آخرون في الداخل... هذا خراب.