بعد 15 عاماً من الصمت
باريس / متابعات:احيت الفنانة الايرانية ( مرضية ) الشهيرة بلقب (( ام كلثوم ايران )) حفلا على مسرح الأولمبيا العريق في باريس مساء أمس الاثنين ،حضره آلاف من الايرانيين المنفيين في فرنسا ودول مجاورة، ومعهم جيل من الشابات والشبان كبر في المهجر وسمع عن اسطورة المغنية مرضية من الآباء، وكان وزير داخلية فرنسا الأسبق، شارل باسكوا، قد منع في عام 1994 حفلا كان مقررا لمرضية في قصر المؤتمرات في باريس، غداة هروبها من ايران والتحاقها بمنظمة مجاهدين خلق المعارضة حيث شهدت العلاقات بين طهران وباريس توترا، آنذاك، كان لا يحتاج الى مزيد من الاستفزاز. وعلى الرغم من ان الفنانة ( مرضية ) بلغت من العمر 82 عاما، الا انها ظهرت بأداء جميل وصوت لا يختلف عن صوتها الذي عرفه بها جمهورها منذ الستينيات في القرن العشرين المنصرم ، وكانت ( مرضية ) قد دخلت ميدان الفن في زمن صعب كان يزدري المغنين والعازفين. لكنها نشأت في بيت متفتح وسمح لها والدها بالتعلم وتلقي ثقافة موسيقية غربية، على غرار ابناء ما كان يسمى بالمجتمع الراقي. لكنها عندما احترفت الغناء في سن الثامنة عشرة، فإنها اتجهت الى التراث الايراني التقليدي والى اشعار حافظ وسعدي، وحققت شهرة جعلت منها امتدادا لمطربة شهيرة في النصف الاول من القرن الماضي هي قمر الملوك وزيري. وفي ايام عزها، كان لمرضية برنامج يومي عن الموسيقى في اذاعة طهران. لكنها لزمت بيتها طوال 15 عاما بعد الثورة، ولم تكن تغني سوى لنفسها وللشجر والطير، حسبما صرحت لمحرر صحيفة "الفيغارو" الفرنسية. ومرضية، التي تنبأ لها طبيب روسي بأنها قادرة على الغناء حتى سن العشرين بعد المائة، تبدو اليوم وكأنها نأت بنفسها عن السياسة. وهي تقول ان المغني لا يجيد الحديث في السياسة إلا بقدر ما يجيد السياسي الحديث في الغناء. وبوقوفها على مسرح " الاولمبيا " امس ، الذي سبق ووقفت عليه ام كلثوم وفيروز، غنت (مرضية ) لجيل آخر بمصاحبة 42 عازفا من أوبرا باريس اعتادوا على النغم الشرقي بآلات غربية.