البشتون محل اشتباه وتفتيش دائمين
باكستان/ متابعات:أدى تدهور الأوضاع الأمنية وتزايد العمليات الانتحارية في باكستان إلى توسيع دائرة الاشتباه التي تستهدف بشكل أساسي عرقية البشتون في البلاد.ويتعرض البشتون وكل من يبدو من سماته أنه ينتمي لهذه العرقية -التي تستوطن إقليم الحدود الشمالي الغربي والحزام القبلي- لمضايقات يومية من قبل رجال الشرطة والأمن، فتحديد الهوية والوجهة والتعرض للتفتيش مطلب لرجال الشرطة في مختلف المدن خارج إقليم الحدود.ولعل انتماء عناصر حركة طالبان لطائفة البشتون أدخل أفراد هذه العرقية في دوامة معاناة متواصلة، على الرغم من تحذيرات المراقبين من تأثير هذه الممارسات على وحدة البلاد وتماسكها. جهانزيب خان بشتوني من مدينة مانسهرة يعمل سائقا في أحد المنازل بالعاصمة إسلام آباد ومنذ تدهور الوضع الأمني في الآونة الأخيرة وهو يعاني الأمرين ليس فقط من رجال الشرطة بل حتى من صاحب المنزل الذي يعمل لديه. يقول خان إنه عندما يمر بنقاط التفتيش الخمس على طريق ماركلا الرئيسي يتم توقيفه غالبا وتطلب منه الهوية وتفتش سيارته وحتى جسده. وأمام هذه الصعاب يقول خان إنه يشعر بالإهانة في بعض الأحيان وفي أوقات أخرى يلوم من تسبب في هذا الوضع.ولا تقف معاناة خان عند ذلك فصاحب المنزل يضغط عليه لتقصير لحيته وعدم لبس قبعة البشتون التقليدية أو حتى البتو (رداء البشتون) أملا في عدم تعرض السيارة للتوقيف حيث أصبح خان يتأخر في إنجاز المهمات المنوطة به بسبب تفتيشه. أما أشرف نيازي الموظف الحكومي في هيئة الغابات ففوجئ يوما وهو يرتدي البتو ويقود دراجته النارية بطلب رجال الشرطة توقفه على بعد عدة أمتار.وطولب بنزع البتو للتأكد من عدم إخفاء مواد متفجرة أو ما شابه ذلك كما أدى نسيانه لهويته الشخصية يوما إلى تحويله لمخفر الشرطة للتحقيق معه وإيقافه عدة ساعات.على الجانب الحكومي ينفي مساعد رئيس مخفر شرطة ماركلا أكرم علي استهداف البشتون باعتبارهم عرقًا رغم إقراره بتعرض أفرادها للتفتيش والمتابعة. ويقول في حديثه إن بعض عناصر البشتون المتورطين في أعمال العنف هم من أساؤوا لسمعة طائفتهم وإقليمهم وإن رجال الشرطة كثيرا ما يستوقفون بنجابيين يرتدون البتو أيضا أو غيرهم. المهاجرون الأفغان الذين يزيد عددهم على مليوني مهاجر وينتمون إلى نفس عرقية البشتون هم أيضا في قفص الاتهام وربما أكثر من البشتون الباكستانيين، ويؤكد أكرم علي وجود معلومات لدى رجال الشرطة تطالبهم بمعرفة وجهة المهاجر الأفغاني والذهاب معه للموقع للتأكد من صحة ما يقول في حال تم توقيفه على حاجز تفتيش.من جانبه حذر المحلل السياسي طاهر خان من مغبة استمرار هذه الممارسات ضد البشتون الذين بدؤوا يشعرون بأنهم في قائمة الاستهداف مضيفا في حديثه أن لمثل هذه الاقتناعات أثر سلبي على مستقبل البلاد ووحدتها.وأشار خان إلى مفارقة أن البشتون هم من أكثر ضحايا أعمال العنف في بيشاور وغيرها من مدن إقليم الحدود، وفي نفس الوقت باتوا مستهدفين خارجه. ويبدى خان استغرابه لعدم تعرض رجال الشرطة والأمن للبنجابيين مثلا رغم أن أحد منفذي الهجوم على مقر قيادة الجيش في راولبندي كان من سكان إقليم البنجاب.