الروائي الانكليزي الكبير
ولد الروائي الانكليزي الكبير تشارلز ديكنز عام 1812 وكان والده كاتبا في مكتب حكومي يماثل في شخصيته شخصية السيد ميكوبر في الرواية الشهيرة التي كتبها الابن تشارلز في عام 1849 والمعروفة باسم ديفيد كوبر فيلد وكان والده مسرفا في النفقات اذ ينفق اكثر مما يكسب في تلك الفترة كان كل من لا يسدد ديونه ينال عقوبة السجن وهذا بالضبط ما حدث لوالده وكان هذا له اثره الكبير في نفسية الصبي تشارلز وكان حينها يبلغ الثانية عشرة من العمر واضطر لترك الدراسة والالتحاق بالعمل وكان عملا شاقا وفي ظروف سيئة للغاية كان تشارلز يزور والده في السجن وقد تأثر بهذه التجربة كثيرا بحيث لم ينسها طيلة حياته وقد كان لهذه الحادثة اثرها في كتاباته ففي روايته الشهيرة قصة مدينتين التي دارت احداثها بين مدينتي لندن وباريس وصف حالة السيد منيت عندما خرج من سجن باريس الرهيب المعروف بسجن الباستيل وكان هذا التصوير الرائع في رائعته تلك نابعاً من رؤيته لمعاناة كثير من السجناء الذين كانوا يقبعون في سجن لندن قبل مرحلة الثورة الفرنسية عندما ظهرت رائعة قصة مدينتين في عام 1859 كان تشارلز ديكنز معروفا كروائي مرموق وكان نجاحه الاول يتمثل في كتابته لرواية اوراق بيك ويك التي كتبها عام 1836 وبعدها كتب العديد من الروايات العالمية الخالدة والتي ترجمت الى كل لغات العالم تقريباً منها رائعته اوليفر تويست ( 1838م ) نيكولاس نيكبي ( 1839) كريسماس كارل ( 1843) ديفيد كوبر فيلد ( 1849) البيت الكئيب ( 1853) اوقات عصيبه ( 1854) وغيرها وتمتاز روايات ديكنز بأن شخصياتها متنوعة فبعضها مستنبط من خياله الخصب وكثير منها من واقع الحياة التي عاصرها ففي روايته العالمية قصة مدينتين التي دارت رحاها في مدينتي لندن وباريس قبل وبعد الثورة الفرنسية نجد بأن ديكنز قام بالكثير من الزيارات بين لندن وباريس بين عامي 1844الى 1858م قبل كتابته للرواية كما قام بدراسة مستفيضة للثورة الفرنسية كما قام في العام 1845 م بلقاء المؤرخ الفرنسي للثورة السيد جولس متشيلت كما قام بلقاء كثير من الكتاب الفرنسيين الذين كتبوا عن الثورة وقام ايضاً بلقاء كثير من المسنين ممن عاصروا الثورة وقد استنبط ديكنز وصفه لسجن الباستيل من كتاب الثورة الفرنسية لمؤلفه الاسكتلندي كارلي واخيراً هناك درس نتعلمه من رواية قصة مدينتين وهو من يزرع الشر يحصده وهذ ما حدث بالنسبة لطبقة النبلاء والارستقراطيين ، ولكن من الضرورة بمكان ان نشير بأن ديكنز بالرغم من انه كان يعشق الحرية والمساواة بين الناس الا انه لم ينادِ يوما بالعنف كأساس للتغيير كما اننا نعتقد بأنه اذا قام كل النبلاء بمساعدة الشعب كما فعل السيد دارني في الرواية واذا قام كل المفكرين بفضح اوكار الفساد كما فعل الدكتور ما نيت ، واذا كان كل انسان على استعداد للتضحية من اجل صديقه كما فعل السيد سيدني كارتن واذا كان كل الناس يمتازون بالرحمة والشفقة مثل السيد لوري عندئذ لن تكون هناك ثورات ولن يكون هناك شعب غاضب . * هامش : المترجم معيد بكلية التربية / صبر / قسم اللغة الانكليزية