تطمح هيئة السياحة القطرية، شأنها في ذلك شأن الحكومة القطرية، دفع البلد نحو المزيد من التطور والتوسع. إيمي إنفو التقت جان بول دي بور، المدير العام لهيئة السياحة القطرية، على هامش معرض سوق السفر العربي في دبي وتحدثت معه عن مساعي وخطط الهيئة في إطار رفع عدد زوار قطر وجعلهاوجهة فريدة ومتميزة على الصعيد السياحي بين باقي دول المنطقة.قدِم دي بور إلى قطر قبل ثلاث سنوات من الآن. وهو يملك سجلاً حافلاً بالخبرة اكتسبه من العمل في مجالي إدارة الفنادق وأعمال السياحة. وتتلخص مهام دي بور الحالية بالعمل على اجتذاب المزيد من السياح إلى قطر. ونظراً إلى واقع أن عدد هؤلاء قد تضاعف خلال السنوات الأخيرة، يمكن القول أن جهوده تؤتي ثمارها."خلال السنة الماضية، زار قطر حوالي 800,000 زائر. ونحن نتوقع وصول هذا الرقم إلى 1.4 مليون مع العام 2010. وأود التنويه بأن هذا الرقم كان 400,000 فقط منذ ثلاث سنوات وبناءاً على معدل الارتفاع الحاصل نتوقع مضاعفة الأرقام مرتين خلال السنوات الست القادمة. وإحدى المشكلات الرئيسية التي واجهتنا في السابق كانت افتقار قطر إلى العدد الكافي من الفنادق، ولكن البلد يملك اليوم 7,000 غرفة فندقية. وهذا العدد سيرتفع إلى 10 أو 11 ألف غرفة في السنوات الثلاث القادمة" يوضح دي بور.[c1]لاعب مسيطر[/c]تمتاز جميع الفنادق التي يجري إنشاؤها في قطر حالياً بأنها من الطراز الأول. وهذا ما يريح بال دي بور ويطمئنه إلى أنه سيكون لقطر وقع مميز في الأسواق العالمية وسرعان ما ستحتل موقعاً مهماً فيه. وفي هذا الإطار يوضح: "نريد لقطر أن تكون في أعين الناس سويسرا الشرق الأوسط. ونريد أن نمثل المصداقية والأمان، ونعطي الخدمات العالية في مستواها وقيمتها. وهذه المزايا التي نعمل عليها هي ما غيرت نوعية زوارنا الذين كانت نسبة 90 % منهم من رجال الأعمال فقط، لتصبح النسبة الحالية لهؤلاء 60 % مقابل 40 % للسواح. ولكننا في الوقت عينه لا نريد أن نصبح مجرد وجهة سياحية ينظر إليها السائح على أنها عرض آخر من عروضات وكالات السياحة والسفر. بل نطمح لأن تكون قطر اللاعب المسيطر في ساحة السياحة الشرق أوسطية، على أن تمثل عامل جذب ثقافي وتعليمي وطبي، ووجهة متميزة على صعيد المؤتمرات والاجتماعات التجارية والمعارض. ونحن نعمل اليوم على تمييز هذه الخدمات وجعلها فريدة من نوعها في المنطقة. وبالتالي لا يرتبط الأمر باستراتيجية تسويقية وحسب وإنما استراتيجية استثمارية تدعمها الحكومة".[c1]طريق آخر[/c]بشكل موازي لعمليات إنشاء الفنادق، يجري اليوم إنشاء مراكز للمؤتمرات والمعارض في الدوحة بهدف استقطاب نسبة كبيرة من العاملين في صناعة الفعاليات في المنطقة دون أن ننسى المتاحف العديدة والمكتبة الوطنية التي يجري تطويرها أيضاً. وسيتم افتتاح متحف الفنون الإسلامية في نهاية العام الجاري. ويرى دي بور أن مثل هذه المشاريع تدعم مستقبل قطاع السفر في قطر، كما يعي أن قطر تحتاج إلى أكثر من مجرد نسخ للمشاريع التي تجري في البلدان المجاورة.ويقول: "إذا أردنا التقدم فعلاً، يجب أن نقوم بعملنا على أكمل وجه. ويجب أن نركز جهودنا على المجالات التي نرى أننا نستطيع التميز من خلالها، بدلاً من التشبه بدبي أو عمان أو البحرين. لا نزال في أولى مراحل التطور وهيئة السياحة القطرية تأسست منذ ست سنوات فقط. وسنعمل على سلوك طريق مختلف سينعكس حتماً بشكل إيجابي على استدامتنا فيما بعد. وتمثل جهود الخطوط الجوية القطرية في الانفتاح على أهم الأسواق العالمية ورفع مستوى خدماتها، عوناً كبيراً لنا لتحقيق ما نصبو إليه في قطر".وبالنسبة لـ دي بور، فإن التوسع الكبير الذي تقوم به الناقلة القطرية يعد جوهرياً في مسار تطوير قطاع الضيافة القطري. ويؤكد: "إن نجاح الخطوط الجوية القطرية مهم لقطاع السياحة ومما لاشك فيه أنه مهم للاقتصاد أيضاً. فأول المنتجات القطرية التي يراها الزائر هي طائرات الشركة. وإضافة المزيد من الوجهات على برنامج الناقلة سيعطي المزيد من الفرص للسياحة القطرية".[c1]لا مساومة [/c]في حين أن قطر تبدو مصممة على إحداث تغيير جذري في قطاع السياحة القطري، نجد دي بور حريصاً على أن لا يتعرض تراث وثقافة البلد إلى مساومة من أي نوع: "في الوقت الذي نعمل فيه على تطوير السياحة القطرية، نحرص على أن يبقى المواطنون القطريون على اطلاع بكل التطورات الحاصلة، كي لا يشعروا بأن سرعة التطور تركتهم خارج إطار هذه العملية أو أفقدتهم هويتهم واتصالهم بحاضر بلدهم. ولذا نحن نعمل بأسلوب يتناسب مع ثقافة البلد وأبنائه".
قطر "سويسرا" الشرق الأوسط
أخبار متعلقة