قد يفاجئكم موضوعي الذي أتناول فيه شيئاً من السياسة ولكن( مجبر أخاك لا بطل) فعندما يتعلق الامر باليمن تتفجر كل طاقات الحب والولاء والغيرة لما يحدث في يمننا الحبيب ويجول بخاطري سؤال مهم وهو : لمصلحة من يحدث مايحدث ؟ ولماذا يهدف البعض الى زلزلة الامن والأمان ؟ وما المصير الذي يريدون ان يوصلوا اليه؟أيعقل كل ما نسمعه من تصرفات يقوم بها البعض في الضالع وأبين وعدن “ ثغر اليمن الباسم” ؟وما هو ذنب الاسر والعائلات التي تمر بالطريق لتلاقي الاهانات والمضايقات وأكثر من ذلك بكثير ؟وكل ذنبهم ان لوحة السيارة تحمل ارقام المناطق الشمالية للوطن , وقد كنت ضمن إحدى تلك الأسر أثناء زيارتي لمسقط راسي عدن لقضاء اجازة العيد مع أمي وأهلي وصدمت كثيراً مما رأيت فأبناء الضالع معروف عنهم الشهامة والرجولة ومنها استشهد عدد من الشخصيات اللامعة في سبيل اليمن .ولكن ما يحدث يبعث على الدهشة والريبة معاً.. وناقوس الخطر بدأ يعلو صوته ليقول لكل يمني ان الوحدة اليمنية ليست خياراً انها مصير وهدف أكدت عليه كل المبادئ التي تبنتها القيادات في الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً . ويوم تحقيقها دمعت عيون الرجال قبل النساء وعلت الزغاريد في كل بيت فهذا هو الوضع الحقيقي لبلدنا. إن وحدتنا هي عزتنا وكرامتنا وان كنت لا أهوى الكلام في السياسة ولا احترفها ابداً ولكني يمنية وأشعر بالألم والأسى عندما أرى الإخوة يتقاتلون ويقطعون أوردتهم بأيديهم.اين الحوار والمنطق؟ إننا عندما نقتنع ان المشكلة ليست في وحدتنا ونضع هذه الوحدة كخط احمر ونناقش مشاكلنا مع القادة بمصداقية وبدون تحيز فقد نجد الحلول المرضية .ان ابناء عدن ولحج وأبين وغيرها الذين يقطنون في صنعاء ويعملون بها واستقرت بهم المعيشة فيها يلاقون كل الود والمحبة ولا يتعرضون لأي مضايقة صادرة عن ثقافة الكراهية كما يحدث عندما يزور ابناء صنعاء المناطق الجنوبية وإذا كان السبب في ما يحدث هو الجانب المادي او الوظائف أو المميزات . فمن قال ان كل سكان المناطق الشمالية يعيشون في رخاء إنهم مواطنون وليس بأيديهم أي قرار سياسي وهم إخواننا وأبناء وطننا , وأتذكر إحدى زميلاتي من صنعاء عندما زارت عدن وقالت انها مدينة جميلة وأهلها طيبون ولكن هناك من ضايقنا بعبارات الانفصال والسب ولذلك لن اذهب الى عدن ابداً . حينها تألمت كثيراً لان عدن وأهلها رمز للطيبة والأمان هكذا عهدناها وهكذا هم اهلها إننا نواجه ازمة حقيقية وكابوسا يجب أن نفيق منه سريعاً لأن الخاسر الأكبر هو الوطن والشعب الواحد وأعداؤنا هم المستفيدون من زرع الفتنة بين ابناء الوطن الواحد .كل هذا مع الحرب التي تحدث في صعدة يؤكد أننا تجاهلنا ان اليمن بلدنا في خطر وأن الاسرة الواحدة اذا تفككت فلن يخدم ذلك سوى الاعداء .إنني أحلم أن تنتهي الحرب في صعدة ويعود الاخوة إلى حضن أمهم اليمن التي تستحق ان نقدم لها التنازلات .أحلم أن أرى الحوثيين وأبناء الضالع وعدن وأبين ومأرب وغيرها يداً واحدة مع قادتها لمحاربة التخلف والفقر والجهل والمرض..ومازال الحلم مستمراً .
ومازال الحلم مستمراً
أخبار متعلقة