سلطنة عمان هذه الدولة التاريخية السياحية الضاربة بحضارتها الى اقدم العصور هي اليوم إحدى المحطات التي يمكن للسائح أن يستريح بين ربوعها فيجد فيها المتعة ويحاول التعرف الى شيء من انجازاتها وان يدخل في تقاطيع جغرافيتها .فسلطنة عمان تضرب رقماً عالياً بالمرافق السياحية التي تمتاز بها فهناك المحطات العديدة التي تعيش حالة تودد مع السياح الى جانب التراث الذي تزخر به البلد والموروث المعماري الذي يؤكد أن ماضي السلطنة ضارب من العراقة والقدم .ومنذ 20 عاماً يقود السلطان قابوس بن سعيد مسيرة بناء حضارة عمان الحديثة التي تربط بين حضارة العصر وحضارات التاريخ والسياحة من نافذة عمان على ماضيها وتراثها بل وطبيعتها وبيئتها المثيرة للاهتمام والمتعة وفتحت الحكومة العمانية نافذتها على صفحات للقراءة والتامل والثقافة والسياحة العمانية – سياحة انتقائية تسعى الى اجتذاب سياح النهار عشاق التاريخ والطبيعة – السياحة لاعائلية – سياحة الباحثين والعلماء ورجال الاعمال وترفض سياحة الليل . ومدينة مسقط هي إحدى المدن التي دخلها التقدم والرقي من اوسع أبوابها الى جانب تراثها وماضيها الذي تشتهر به .إلا ان للنهضة الحديثة لمسات أضيفت اليها بطابع جمالي شدت الزائر إليها واعطتها حق الاولوية والصدارة في التشييد المعماري الحديث والتميز الانفرادي بضواحيها الجميلة الحديثة . يدخلها فيجد فيها النظام يتطرق في شوارعها فيلمس الحفاظ على مظهر المدينة ويدخل لزيارة المستشفى السلطاني فيجد فيه اهتمام الحكومة بالجانب الصحي المجاني ويدخل إحدى حدائقها فإذا هي جنة غناء وارفة الظلال ويحاول البحث عن مأوى فإذا بفنادقها تحفة معمارية تتسم بالطابع الاسلامي الأصيل .وفي السلطنة 39 فندقاً واستراحة تتوزع بين ارجاء البلد ومكاتب عدة متخصصة بشؤون السفر والسياحة وصل تعدادها عام 91 الى ستين مكتباً وقد وصلت الى السلطنة 170 مجموعة سياحية من مختلف أقطار العالم .[c1]طبيعة ذات لمسات سياحية[/c]ومن المناطق الجميلة الطبيعية في مسقط سلسلة اودية تستحق الزيارة . وتمثل شواطئ مسقط منتجعات سياحية مهمة يفد الزوار إليها كل يوم . رمالها الناعمة وامواجها الهادئة وانعكاس أشعة الشمس الدافئة اكسبت شواطئها إقبالاً كبيراً كشاطئ البستان الجميل وشاطئ القرم وقنتب والجصة كلها محطات ترويجية استجمامية . ومن الاماكن التي تتحقق الزيارة أيضاً تلك المتاحف الطبيعية التي تضم أغلى اللوحات وأرقاها ومن أشهرها متحف بيت السيد نادر ومتحف القرم ومتحف التاريخ الطبيعي .وتشتهر أغلب ولايات السلطنة بتراثها الخالد ففي كل قرية يجثم البرج وتتصدر القلعة كتأشيرات عبور لمصالحة التاريخ . وقد تم ترميم العديد من الحصون والقلاع التاريخية في ولايات عدة واهمها مدينة نزوى الشهيرة بقلعة " الشهباء " التي بنيت عام 1062 وكذلك قلعة بهلاء التي يصل تاريخها الى عهد الجاهلية . وقد ضمت هذه القلعة ضمن قائمة التراث الإنساني الخالد الذي تبنته منظمة اليونسكو كما توجد الكثير من القلاع الأخرى في ولايات عمانية عدة .ومن اجمل المباني التاريخية في المنطقة الداخلية حصن جبرين الشهير كنحفة معمارية راقية وهو يستقطب مئات الزوار كل عام وفي الباطنة هذه المنطقة الواقعة على ساحل البحر الخصيب ولاية صحار الشهيرة بمناجم النحاس .وهناك مدن الرستاق والحزم وبركاء الشهيرات بالقلاع وتوجد في الرستاق عين الكسفة وهي إحدى العيون الجوفية الساخنة التي لا تنضب ولها إقبال سياحي كبير من مختلف دول الخليج والعالم العربي والاجنبي .وفي منطقة الظاهرة تشتهر قرية سليف التابعة لولاية عبري بآثارها التاريخية حيث يحيط بها سور .وكل من زار المنطقة الجنوبية ( عاصمة الضباب ) في فصل الخريف ادرك ان الطقس ( المتغير الفجائي ) هو طبيعة اخرى لبيئتنا العمانية التي تشتهر بها خلال هذا الفصل الحالم .الطبيعة في هذه المنطقة غير عادية . حالة الطقس المتقلب تزداد ضبابية الجبال تتعمم بالغيوم والسهول تكتسي بخضرة الاعشاب كمراع شاسعة المساحة تنتشر فيها قطعان من الأغنام والابقار لذا فلا غرابة ان يتوافد السياح العرب والاجانب إليها من كل حدب وصوب ..ولتطوير السياحة في المنطقة الجنوبية انشئ العديد من المطاعم الثابتة في الملتقبات السياحية التي توجد فيها الزوار بكثافة . كما تم تطوير الحديقة العامة في صلالة وذلك أضفاء للجمال على مظهر المدينة العام .ولان الحداق العامة بمثابة متنزهات يومية للكثير من الوفود وبمثابة محطات ترويحية للكير من أفراد الأسرة والعوامل فقد انشئت حديقة أخرى طبيعية قرب " السعادة " وكذلك تمت صيانة الاماكن الأثرية .عمان .. هذا البلد كل شئ فيه قابل للنزهة ... والولايات الزاخرة بموروث الماضي ومعطيات الحاضر والمناطق التي تتسامى كل يوم دخلت ضمن الأقطار الشهيرة بالتراث .[c1]مميزات السياحة في عمان[/c]ربما تكون سلطنة عمان اكثر المناطق حظوة في منطقة الخليج والجزيرة العربية بالمقومات السياحية الحديثة المتعارف عليها والتي تتراوح بين التراث الحضاري والتنوع الطبيعي إذ تتميز السلطنة بمناخ وتضاريس طبيعية تتباين من منطقة الى اخرى .. من شمال عمان وداخلها الى قمم الجبل الاخضر ومنطقة ظفار في دورة شبه متكاملة .كما تزخر الشواطئ والمداخل المائية بمجموعات غنية من الاحياء المائية والطيور البحرية المحلية والمهاجرة .وهذا التنوع يتيح لها فرصة الاستمرار في عرض منتوجها السياحي حسب تبدل الفصول الاربعة ويضيف موقع السلطنة المناسب على الطرق الملاحية المهمة بعداً جديداً للامكانيات المتاحة . ومع ذلك فإذا كانت السياحة في كثير من دول العالم تمثل احد المصادر المهمة للدخل القومي فتطرةالسلطنة بإتجاهها لتنشيط السياحة لا تهدف الى زيارة دخلها الوطني بقدر ما تنظر الى السياحة كاحد الانشطة المهمة في عالم اليوم بحيث تحقق التواصل والتمازح المنشود بين مختلف التفاقات والحضارات . وفي الوقت نفسه تؤكد قدرة السلطنة على إجتذاب السياح من كل مكان لمشاهدة ما تزخر به من آثار تاريخية عريقة وتطور عمراني حديث .ومع ان جميع مناطق السلطنة تمتلك خصائصها وإمكاناتها التي تؤهلها لإجتذاب السياح إليها إلا ان المنطقة الجنوبية ربما تكون الاكثر حظوة من الناحية الجمالية الطبيعية والمناخية بحيث انها مرشحة لأن تكون قلب السياحة العمانية النابض في هذا العقد فهذه المنطقة تنفرد بين بقية مناطق السلطنة بجمالها الطبيعي الاخاذ وطقسها المعتدل .في ظفار مثلاً تجتمع الخضرة التي تكسو الجبال الى جانب أشجار النارجيل التي تتدلى منها ثمار جوز الهند وأشجار اللبان والبخور التي تشتهر بها المنطقة الجنوبية على مر العصور .وتمتد الجبال في ظفار من الغرب الى الشرق على امتداد حوالى 400 كيلومتر منها 175 كيلو متراً من الجبال الخضراء .وتنفرد منطقة صلالة الساحلية بمساحتها البالغة 1500 كيلومتر مربع عن سواها من المناطق خصوصاً من حيث مناخها المعتدل صيفاً وخضرتها الموسمية وجمال طبيعتها . ويبلغ طول سواحلها 560 كيلومتراً . وعلى امتداد السهل الساحلي لهذه المنطقة توجد مدن وقرى أهلة بالسكان أبرزها مدينة صلالة التي تحتوي على مواقع أثرية وتاريخية مثل آبار ميناء سمهرم الذي اشتهر قديماً بتصدير اللبان .وفي منطقة ( سدح ) يوجد قبر النبي هود كما يوجد في المنطقة الجنوبية أيضاً قبر النبي أيوب وقبر النبي صالح .وكبقية مناطق السلطنة أصابت النهضة التنموية صلالة حيث شقت الطرق الحديثة وامتدت الخدمات الى مختلف أرجائها لتضيف إليها مزايا تضمن تفوقها في مجال الجذب السياحي .وتعتبر السياحة إحدى ركائز الاقتصاد القومي في أي مجتمع من مجتمعات العالم بما تدره من فوائد وايجابيات على الدولة وهناك الكثير من الدول التي قام اقتصادها على السياحة .ولعمان أصول حضارية وتاريخية يرجع تاريخها الى آلاف السنين وخير دليل على ذلك هذه الآثار المتمثلة في القلاع الشامخة والحصون المتبعة وذلك في كل من نزوى وبهلا والرستاق وغيرها من المناطق ولا ننسى ان مسقط بقلاعها وحصونها وبساتينها وهي تقف وقفة شموخ منذ أربعمائة عام ولا سيما أنها تعانق صخورها البر وهذا هو اسمها ومطرح بأسواقها القديمة والتي تفوح منها رائحة العطارة الشرقية وغذا تحدثنا عن المناطق الطبيعية الخلابة فالمنطقة الجنوبية هي الام في ذلك إذ رائحة اللبان مستقبلة الوافد إليها والجبل يحتضن قصته مع البساتين ومنها عين أرزات وغيرها من العيون ومدينة طاقة الساحلية وآثارها التاريخية التي تضم قبور بعض الأنبياء والصالحين فيجب الاهتمام بها لانها تعتبر من أرقى مناطق الخليج سياحية .[c1]صلالة الساحرة [/c]ان الجمال الساحر الذي تنفرد به المنطقة الجنوبية والتي تعرف بحدائق السلطنة الغناء ومهد أشجار اللبان الاسطورية . ظل يجتذب إليها الرحالة عبر القرون . ولا غرو ان وصفها ( ماركوبولو ) بالمدينة العظيمة ذات الجمال الساحر . واليوم تظل ظفار كما كانت وعاصمتها صلالة تمثل مزيجاً رائعاً من المقومات السياحية المهمة التي تعكس القديم وامجاه والحديث ومظاهر نهضته .وقد اهتمت الحكومة العمانية في السنوات الاخيرة بمشاريع البنية الأساسية لصناعة سياحية ضخمة في إطار خطتها لتطوير هذا المجال فكانت البداية بالسماح لمواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدخول الى السلطنة دون الحاجة الى الحصول على تأشيرة مسبقة الى جانب تيسير إجراءات استخراج التأشيرات السياحية للراغبين في زيارة السلطنة . ودراسة إنشاء معهد للسياحة والفندقة وذلك لتخريج الكوادر العمانية المؤهلة للعمل السياحي .كما بدأ العمل في تنفيذ مجموعة من الاستراحات والموتيلات السياحية في عدد كبير من المناطق السياحية داخل السلطنة وإنشاء دائرة للسياحة بالمنطقة الجنوبية وتخفيض أسعار تذاكر السفر وتشجيع الرحلات الخاصة بين السلطنة وأوروبا في محاولة جادة لجذب السائح الاوروبي الى منطقة الخليج .وتعتبر المنطقة الجنوبية من السلطنة من اكثر مناطق السلطنة تنوعاً في التضاريس والمناخ وهي تتاثر بالرياح الموسمية التي تهب على الهند صيفاً مما يؤدي الى تساقط الامطار في فصل الصيف على مدار ثلاثة أشهر في السنة وهو ما يسمى موسم الخريف . وقد أصبحت المنطقة الجنوبية في الآونة الأخيرة ونتيجة لذلك نقطة جذب لامعة ومثيرة لاهتمام الكثير من السياح إذ ان درجة الحرارة لا تتعدى 30 درجة مئوية على مدار السنة وحيث الخضرة والطبيعة الخلابة التي لا تضاهيها خضرة في أي مكان من الجزيرة العربية .وتحفل المنطقة الجنوبية بالعديد من الآثار القديمة حيث نجد آثار مدينة البليد وآثار مدينة سمهرم الذي اشتهر بتصدير اللبان ويوجد نقش يسجل تأسيس مدينة سمهرم التاريخية . وتذكر بعض كتب التاريخ أن ظفار هي منطقة الاحقاف التي ورد ذكرها في القرآن الكريم . كما يوجد في سدح قبر النبي هود . وتذكر الروايات أن عاد وثمود عاشا في ظفار ويوجد في المنطقة الجنوبية أيضاً قبر النبي أيوب وقبر النبي صالح .[c1]النهوض بالسياحة العمانية[/c]ولا بد من الاشادة بالجهد الذي توليه المديرية العامة للسياحة وكل مسؤوليها بالدور الفعال وذلك من اجل النهوض بالسياحة في البلاد وقد تمثلت هذه الجهود في انشاء العديد من الفنادق الفاخرة والاستراحات على طول الطريق المؤدي الى صلالة . وإقامة المعارض في معظم دول العالم لتعريف المواطن الأجنبي الى اسم عمان وتاريخها العريق ورغم كل هذه الجهود ما زالت السياحة في حاجة الى تنشيط وعناية . ومن ذلك .[c1]اولاً :[/c]محاولة تجميع السواحل العمانية وإنشاء أماكن خاصة لرواد السياحة العمانية وإنشاء أماكن خاصة لرواد السياحة الصيفية خصوصاً ان لعمان سواحل طويلة .[c1]ثانياً :[/c]محاولة استغلال الجزر القريبة من السواحل كجزر السوادي والدمانيات في ولاية بركا ومدينة السيب مثلاً . وذلك من خلال إقامة بعض المنتجعات الصيفية عليها .[c1]ثالثاً :[/c]انشاء مكاتب السياحة داخل البلاد لاستقبال السياح وتوفير جميع الخدمات السياحية من نقل ومترجمين وغير ذلك ويكون لهذه المكاتب الاتصال الدائم بالمكاتب السياحية العالمية وذلك من خلال الاستفادة من التجارب والخبرات السياحية .[c1]رابعاً :[/c]إنشاء فنادق من الدرجة الثانية فليس من المعقول أن يقطن كل سائح في فنادق الدرجة الأولى .[c1]خامساً :[/c]الاهتمام بالدعاية الاعلامية كالصحف وعمل المكتبات السياحية وتيسير الحصول عليها.[c1]سادساً : [/c]محاولة القضاء على المشكلات والعقبات التي تحول دون التدفق السياحي .
السياحة العمانية .. محطة لمصافحة التاريخ
أخبار متعلقة