في ختام اجتماعات اللجنة اليمنية الكويتية بعدن
عدن/ 14 أكتوبر / سبأ:وقعت الجمهورية اليمنية ودولة الكويت على ست اتفاقيات تعاون ثنائي ومذكرة تفاهم وبروتوكول للتعاون وذلك في ختام الاجتماع الأول للجنة الوزارية اليمنية ـ الكويتية المشتركة الذي عقد مساء أمس في عدن برئاسة وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح .ووقع الجانبان اليمني والكويتي على اتفاقية بإنشاء لجنة مشتركة بين الجمهورية اليمنية ودولة الكويت كما تم توقيع اتفاقية ثانية بشأن التعاون في المجال السياحي وثالثة للتعاون الأمني ورابعة للتعاون الاقتصادي والفني وخامسة بين وزارتي الخارجية في البلدين وسادسة في مجال التوثيق والأرشفة وتبادل المطبوعات والمعلومات التجارية كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشؤون الأسلامية والأوقاف وبرتوكولاً للتعاون بين غرفة وصناعة الكويت والاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية اليمنية.وقع الاتفاقيات عن جانب بلادنا وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي فيما وقعها عن الجانب الكويتي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح.ووقع اتفاقية التعاون الأمني عن جانب بلادنا اللواء مطهر رشاد المصري وزير الداخلية وعن الجانب الكويتي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح .ووقع برتوكول التعاون الخاص بين غرفة تجارة وصناعة الكويت والاتحاد العام للغرفة التجارية والصناعية اليمنية عن جانب بلادنا نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية رئيس الغرفة التجارية والصناعية بعدن الشيخ محمد عمر بامشموس ووقعها عن الجانب الكويتي عضو الغرفة التجارية الكويتية طلال الخرافي.وقبيل مراسم التوقيع القى وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي كلمة رحب في مستهلها برئيس وأعضاء الجانب الكويتي في اللجنة اليمنية الكويتية اليمنية المشتركة معبرا عن سعادته البالغة لاجتماع شمل هذه اللجنة التي تم الاتفاق على تشكيلها قبل سبع سنوات.وأشاد الوزير القربي بجهود دولة الكويت بالاعداد للقمة الاقتصادية التي «كانت من أهم القمم العربية رغم أحداث غزة والتي ربما لم تعطيها الفرصة كما كنا نتمنى لتكون انطلاقة للعمل العربي المشترك وانطلاقة تحقق المصالح الحقيقية التي يمكن ان تجمع شعوبنا العربية نحو هدف يمكن من خلاله تجاوز كل الخلافات وهو التنمية وبناء الانسان للنهضة التنموية والاجتماعية الاقتصادية التي نتمناها ».واشار القربي بالدعم الذي قدمته دولة الكويت للدفع بجهود التنمية في اليمن من خلال انشاء جامعة صنعاء التي تخرج منها آلاف الطلاب والكوادر المؤهلة التي حملت على اكتافها بناء اليمن قبل الوحدة وبعدها.وتابع « اننا نكن للكويت محبة خاصة ولها موقع خاص في قلوب كل اليمنيين والاجتماع اليوم يعكس الكثير من الرغبات في تعزيز العلاقة والبناء على تاريخ من الشراكة نعتز به ونأمل في الانطلاق بآفاق التعاون في كافة المجالات وان تكون هذه الزيارة للتعرف على التحديات التي تواجهها اليمن في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية والتي كانت آثارها كبيرة على مستوى المواطن العادي اليمني جراء انخفاض اسعار النفط وانخفاض الانتاج من النفط اليمني بمعدل 40 % ».واكد القربي أن كل ذلك يضع الدولة امام تحديات كبيرة لأن 70 في المائة من ميزانية الدولة تعتمد على ايرادات النفط وبالتالي ستتأثر الكثير من المشاريع التنموية و وخطط الاصلاح المالي والإداري ناهيك عن الأعباء التي تواجهها اليمن جراء آثار السيول المدمرة التي تعرضت لها محافظة حضرموت والتي قدر تقرير للجنة من البنك الدولي تكاليفها بحوالي مليار و600 مليون دولار ».واضاف « نأمل من أخواننا في مجلس التعاون ومن دولة الكويت الشقيقة ان تبحث كيف يمكنها المساهمة في التخفيف من آثار هذه الكارثة».وفي شأن آخر أكد القربي أن اليمن والكويت يدركان اهمية أمن الجزيرة العربية واستقرارها معبرا عن أمله في أن الاتفاقية الأمنية الموقعة ستكون بداية لانطلاق تعاون حقيقي في مجال الأمن وبما يمكن الأجهزة الأمنية في البلدين من التصدي لاعمال الارهاب والتطرف التي تهدد أمن وأستقرار بلدينا .ولفت إلى وجود اصوات تحاول النيل من العلاقات التاريخية اليمنية الكويتية والاساءة الى هذه العلاقات ودعا إلى أهمية أن يدرك الجميع بان هذه الأصوات يائسة ولا يمكن أن تحقق اهدافها .ولفت الوزير القربي إلى ان الاتفاقيات رغم انها تضع الاطار الا ان قيمتها الحقيقية تكمن في مدى الإلتزام بها مشيرا إلى ان مسؤولية المتابعة والتمهيد والمراجعة وتحديد الاخطاء التي ينبغي تجنبها تقع ضمن مسؤولية الجانبين الكويتي واليمني .وفي الشأن العربي أكد قدرة الزعماء العرب على معالجة الأوضاع التي تعيشها الساحة العربية حاليا وأن حل المشكلات يحتاج إلى قدر كبير من الشفافية والوضوح وتحديد القضايا الرئيسية التي علينا ان نجد معالجات لها.وتحدث القربي عن الأوضاع في الصومال والآثار التي تعكسها على دول المنطقة نتيجة النازحين الذين يتواجدون في اليمن بمئات الآلاف مشيرا إلى أنه رغم تشكيل حكومة في الصومال إلا ان هناك قوى تحاول ان تبقي الصومال منطقة للصراع ودولة بدون حكومة.واكد وزير الخارجية أن الفرصة المواتية الآن للعمل معا من أجل دعم الحكومة التي تتشكل في الصومال لانها قد تكون الملاذ الاخير لانقاذ هذا البلد من نفق الصراع والعنف لافتا إلى الآثار التي خلفها غياب الدولة في الصومال وفي مقدمها ظاهرة القرصنة البحرية التي باتت تهدد خطوط الملاحة وحركة التجارة الدولية .وأعرب عن أمله أن يكون اجتماع اللجنة في عدن فتحا لصفحة جديدة للتعاون المشترك الذي يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين .وعبر الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عن شكره للاستقبال والحفاوة التي حظي بها والوفد المرافق له وقال : لقد جمعتم بين الكرم والحكمة وهذا ليس غريبا على أهلنا في اليمن ، لقد عرفناكم منذ زمن قديم بان اليمن شعب مضياف ما يجعلنا جميعا نفتخر بهذه الميزة وبصدق الكلمة وحكمة الموقف.واضاف « اليمن ليس جاراً فقط ولكنة تاريخ وحضارة وقد ذكرتم احمد السقاف الذي يعد لدينا في الكويت صرح ومنارة لكثير من المثقفين الكويتيين وأبناء الكويت الذين تتلمذوا على يده وتعلموا منه اسس التعاون وربط مصالح الشعوب بعضها ببعض ولا يزال يحظى بالتقدير إزاء ما قدمه للكويت وللأمة العربية ونستطيع ان نستمر على طريق اللبنات التي وضعها في بناء العلاقات العربية ـ العربية وليس فقط العلاقات ما بين الكويت واليمن.وتابع المسؤول الكويتي « لقد جئنا الى اليمن بقلوب مفتوحه لانه لدينا تاريخ مشترك وأعضاء الوفد الكويتي سيتعرفون على مدينة عدن وسيرجعون بالذاكرة إلى المكانة التجارية التي ميزت عدن قبل مائة سنة».واكد أن العلاقة بين اليمن والكويت لم تكن طارئة اوحديثة ولكنها علاقة من قلب التاريخ وستستمر كذلك « وقد جئنا إلى اليمن بتوجيه من حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت في هذا الظرف والأجواء التي تسودها حالة من التشائم في العالم العربي لكي نشعل شمعة أمل بان هذه الأمة مازالت حية ومتماسكة ».واشار إلى أن انطلاقة اللجنة الكويتية اليمنية المشتركة في هذا الوقت بالذات سيكون رسالة مهمة «نأمل أن تصل الى الجميع بأن ما تم الاتفاق عليه في قمة الكويت الاقتصادية من توسيع أسس وأطر التعاون ما بين الدول العربية لم يكن حبرا على ورق ولكن تنفيذ عملي لما تم الاتفاق عليه».وأضاف « لقد اتينا اليوم لنترجم ما تم الاتفاق عليه في القمة الاقتصادية في هذا المجال وسنذهب غدا الى أرخبيل سقطرى وسنرى موقع ميناء الجزيرة وبأذن الله سيتم أقراره من قبل الصندوق الكويتي للتنمية وسنترجم هذه الرغبة الى عمل وسنضع اجهزتنا في موضع الاختبار بما تم انجازه من قرارات ».وعبر عن تفاؤله بجدية هذا العمل وبالجهاز الكفؤ الذي عمل من أجل التحضير لاجتماعات الجنة المشتركة.وقال : ان ما يميز هذه اللجنة هو أننا أتينا بجانب اخر من العمل العربي العربي المشترك وهو ما دعت إليه قمة الكويت ايضا في دعم القطاع الخاص لكي يقوم بأعماله وهذا هو البعد الذي يجب ان نركز عليه في اجتماع اللجنة المشتركة مؤكدا دعم القطاع الخاص ليقوم بالمشروعات المشتركة.وأشار إلى أن الاجتماعات القادمة للجنة اليمنية الكويتية المشتركة ستكون في دولة الكويت العام القادم .وأمل في ان تكون الاجتماعات سلسلة متواصلة وأن تترجم الأقوال إلى أفعال .والقى نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية رئيس غرفة تجارة وصناعة عدن الشيخ محمد عمر بامشموس كلمة دعا فيها الى ضرورة وضع الأولويات في الاستثمارات الكويتية.. داعيا إلى تعزيز العلاقات بين المستثمرين الكويتيين واليمنيين وتطويرها وفتح مزيدا من مجالات التعاون في مختلف القطاعات.وتناول بامشموس الفرص الجاذبة للاستثمار في اليمن في مختلف المجالات التجارية والصناعية والزراعية . منوها بما يقدمه قانون والاستثمارات والمنطقة الحرة من مزايا وتسهيلات ستسهم في خدمة الاستثمارات الكويتية في اليمن .. مؤكدا دعم اتحاد الغرف التجارية والصناعية في اليمن للاستثمارات الكويتية واستعدادها تذليل كافة الصعاب التي تعترضها.وأكد عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الكويتية طلال الخرافي اهمية توثيق التعاون الاقتصادي بين اليمن والكويت لما لليمن من حضارة يفتخر بها اهل الكويت.. مشيراً الى ان قطاع الاعمال الكويتي يتابع باهتمام مسيرة برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي في الجمهورية اليمنية الذي اطلقه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والجهود المبذولة في اطار تنفيذ هذا البرنامج لتهيئة الاطر التنظيمية والتشريعية لتحقيق الانفتاح على الاقتصاد العالمي وخلق بيئة استثمارية مواتية لتسهيل تدفق الاستثمارات وتسريع استكمال البنى الاساسية .وقال ان هذا التوجه سيحسب لتجربة اليمن التنموية على انها داعمة للقطاع الخاص ليكون المحرك الرئيسي للانتاج والاستثمار والابداع في المجتمع.. واصفا هذا النهج بالرشيد الذي يدفع باتجاه المزيد من التعاون مع قطاع الاعمال اليمني بيد ممدودة وقلب مفتوح .واشار الخرافي الى ان توقيع برتوكول تعاون مع الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة اليمنية سيكون داعما للعمل المشترك بين البلدين الشقيقين وسيسهم كثيرا في تعزيز علاقات التعاون التجاري والاستثماري وزيادة حجمه في المستقبل القريب في المجالات التي تتمتع بها اليمن مثل البنى التحتية والطاقة والثروات الطبيعية والسياحية.. مجددا حرص غرفة تجارة وصناعة الكويت على تهيئة كل سبل التعاون المشترك خاصة وان لهم مع مجتمع الاعمال اليمني اخوة وزملاء يعتز بهم ويفخر بانجازاتهم .وكان وكيل وزارة الخارجية للشؤون العربية والافريقية والآسيوية السفير علي محمد العياشي عرض محضر اجتماع اللجنة التحضيرية للجنة الوزارية اليمنية الكويتية المشتركة والجهود التي بذلت في اعداد مشاريع الاتفاقيات والبرتوكولات للتعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين والتي تمخض عنها توقيع اتفاقيات.حضر مراسيم التوقيع عن الجانب اليمني محافظ محافظة عدن الدكتور عدنان الجفري ومستشار وزير الخارجية رئيس دائرة المراسم بوزارة الخارجية عبدالله الرضي وسفير اليمن لدى الكويت الدكتور خالد راجح شيخ ورئيس دائرة الجزيرة والخليج بالخارجية الدكتور علي الكاف ومدير عام مكتب وزارة الخارجية بعدن احمد سالم حيدرة ووكيل محافظة عدن احمد سالم ربيع ومدير إدارة التعاون الدولي بوزارة التخطيط والتعاون الدولي نبيلة مجاهد.. وعن الجانب الكويتي سعادة عبدالوهاب احمد البدر مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومروان عبدالله الغانم المدير الاقليمي للدول العربية وسعادة السفير الشيخ الدكتور احمد الناصر الصباح مدير مكتب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وغانم الغانم الوزير المفوض مدير الادارة القانونية وسعادة السفير جاسم المباركي مدير الوطن العربي بوزارة الخارجية الكويتية.