منبر التراث
[c1]في قلب الأحداث الساخنة[/c]الكاتب والباحث الأستاذ إبراهيم أحمد المقحفي ، صاحب القلم المتميز في عالم الصحافة تتسم شخصيته بالهدوء ، والبعد عن الضوضاء ، والضجيج ، على الرغم انه في يوم من الأيام كان في وسط أحداثها الملتهبة والساخنة لكونه كان مديراً لتحرير جريدة " الثورة " اليومية . [c1]تحقيقاته الرائعة[/c] ولقد دفعه حبه الكبير إلى الحفاظ والعناية بالتراث والتاريخ اليمني أنّ يسلك مسلكاً وعراً وشاقاً ولكنه استطاع بموهبته الإبداعية ، وصبره العميق الذي يتحلى به أنّ يحقق إنجازات رائعة في تحقيق العديد من المخطوطات التي كان الباحثون في أشد الحاجة إليها على سبيل المثال روح الروح لمؤلفه عيسى بن لطف الله شرف الدين المتوفي سنة 1048هـ / 1638م ، دُرَر نحور الحُور العين لصاحبه لطف الله بن أحمد جحاف المتوفي سنة 1243هـ / 1827م ، نشر الثناء الحسن للوشلي التهامي الحسني المتوفي سنة 1356هـ / 1937م . وإلى جانب تحقيقاته القيمة أعد مؤلفاً ضخماً سد فراغاً كبيراً في رفوف المكتبة اليمنية الجغرافية والتاريخية أيضاً وهو معجم البلدان والقبائل اليمنية وهو من جزأين. استطاع بمقدرة كبيرة أنّ يغطي مساحة واسعة وعريضة لقرى ومدن اليمن وأنّ يلقي في نفس الوقت أضواء تاريخية عليها وبتعبير أخر ، لقد مزج هذا المعجم الضخم والفخم بين التاريخ والجغرافية . [c1]منهجه العلمي السليم[/c]والحقيقة أنّ الأستاذ إبراهيم أحمد المقحفي يعمل بصمت بعيد عن أضواء الشهرة وكل الذي يصبو إليه هو أنّ ينشر تراثنا وتاريخنا اليمني بصورة مشرقة ومشرفة . ومن يطلع على التحقيقات الذي قام بها في أخراج المخطوط أو المخطوطات إلى حيز النور سيلفت نظره المنهج العلمي السليم الذي جعل قراءة المخطوط سهلة وميسرة ، يستطيع الباحث النشء أنّ يفهم أحداثه فهما عميقاً من ناحية وأنّ يحدد المواقع والأماكن التي اندثرت تحت رمال زحف إيقاع الحياة السريعة وتقلباتها . وهذا العمل الذي يقوم به الأستاذ القدير والكاتب والباحث إبراهيم المقحفي يحتاج إلى صبر ومثابرة ، ومعرفة كاملة للمصطلحات التي كانت تسود الوسط الثقافي والاجتماعي حينذاك من جهة وأنّ يكون لديه ثقافة تاريخية واسعة وعميقة في نفس الوقت من ناحية أخرى حتى يستطيع أنّ يلقى أضواء كاشفة وقوية على موضوع من المواضيع التاريخية الذي ذكرها مؤلف المخطوط بإيجاز وكثير من الأحيان كان يشوب موضوع من المواضيع التاريخية الغموض فيعمل المحقق إبراهيم المقحفي على نفض الغبار عنها ووضعها في إطار الصحيح لتظهر صورة الموضوع واضحة للعيان . [c1]تكريمه تكريم للمبدعين[/c]وكيفما كان الأمر ، أنّ للمحقق والكاتب والباحث الأستاذ إبراهيم أحمد المقحفي حقاً علينا وعلى الجهات المعنية بالحياة الثقافية والإبداعية تكريمه بسبب مناقبه وإنجازات والقيمة والمضيئة في الحفاظ والعناية بتراثنا وتاريخنا اليمني العريق والذي هو جزء لا يتجزأ من نسيج التراث العربي الإسلامي والإنساني . فإن تكريمه يعني تكريم كل المبدعين المخلصين والذين ضحوا بوقتهم ، وصحتهم، وراحتهم من أجل الحفاظ والعناية الكبير لتراثنا اليمني الأصيل الضارب أعماقه في فجر التاريخ الإنساني , وأنني أكاد أجزم أنّ الدكتور أبوبكر المفلحي يقدر مجهود كل مبدع يعمل من أجل رقي وتقدم الثقافة اليمنية المجيدة .