تقع جزيرة سقطرى اليمنية على البحر العربي، تتميز بتضاريسها المتناسقة بين سهول ساحلية وهضاب وسلاسل جبلية وأودية، وتحتل المرتبة العاشرة بين الجزر وتسمى ( جزيرة الأحلام ) وتعد إحدى الحدائق الطبيعية النباتية في العالم ومتحف التاريخ الطبيعي وموطن البخور والمر ودم الأخوين.من بداية الألف الأولى قبل الميلاد كانت الجزيرة أحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة وهذا هو سر شهرتها وأهميتها كموطن لإنتاج تلك السلع التي كانت تستخدم في الطقوس التعبدية في ديانات العالم القديم، وأعتقد أن الأرض التي تنتج السلع المقدسة أرض مباركة واستمرت أخبارها تنتشر عبر العصور، وفيها جداول من المياه العذبة تنساب عبر قواطع جبلية متصلة بالبحر وخلجانه ولها مميزات طبيعية وأعطتها أهمية بين جزر العالم.[c1]جاذبية سقطرى[/c]سقطرى جزيرة مغرية وساحرة فمن يذهب إليها يجد نفسه وكأنه في عالم آخر يملؤه السحر والجمال فالجزيرة تمتلك شواطئ تمتد (3000 ميل) تتمتع بخصائص فريدة من حيث كثبانها الرملية البيضاء النقية التي تبدو للزائرين كأنها محاصيل القطن ومعظمها مظللة بأشجار النخيل التي تطل على مياه البحر الخالي، وجميعها للاستجمام السياحة، كما تحوي مياه الشواطئ أحياء مائية عديدة ونادرة مثل السلاحف واللؤلؤ وأسماك الزينة والشعاب المرجانية وتبلغ مساحتها ( 135) كلم2 وتصل الأنواع النباتية فيها إلى (750) نوعاً منها (270) من النباتات النادرة يستفاد منها لعلاج كثير من الأمراض، وهي غنية بالمحاصيل الغذائية والطبيعية ولها شهرة عالمية كشجرة دم الأخوين والصبر واللبان وغيرها.[c1] مسكن للطيور[/c]اشتهرت جزيرة سقطرى بمساكن واسعة للطيور تصل إلى أكثر من (105) أنواع، ترافق الزائرين أين ما يذهبون وبالذات في أشهر الصيف تتواجد فيها أنواع غريبة وعجيبة من الطيور ويتفاجأ كل من يزورها برؤية المغارات والكهوف التي تنتشر في العديد من مواقع الجزيرة وتعتبر أحد أنماط العيش للإنسان السقطري وعندما يخيم الليل تسمع الأصوات والأنغام السقطرية الشجية التي تصدر من داخل تلك المغارات والكهوف وأكبر مغارة فيها مغارة ( دي جب ) ويمكن للإنسان أن يصل إليها مشياً على الأقدام أو على السيارة دون تعب.[c1]إعجاب الأجانب بسقطرى[/c]نالت جزيرة سقطرى إعجاب الأجانب الذين عشقوها من قديم الزمن فالبريطانيون هم أول من زاروا جزيرة سقطرى وقاموا بجمع أنواع كثيرة من نباتاتها وزارها الباحث بلفور الذي جمع أكثر من (500) نوع من النباتات تلاه عالم النباتات الألماني الذي اندهش من نباتات سقطرى وأخذ أعداداً كبيرة منها أثناء عودته إلى ألمانيا.[c1]اهتمام المنظمات[/c]اهتمت المنظمات الدولية والمراكز والهيئات والأكاديميات العالمية بجزيرة سقطرى ففي عام 1992م قررت منظمة الأمم المتحدة في مؤتمر البيئة والتنمية في البرازيل اعتبارها تراثاً إنسانياً بيئياً عالمياً وفي عام 1996م تم الإعلان عن اختيارها محمية طبيعية وفي (2003م) أعلنت منظمة اليونيسكو عن تسجيل أرخبيل سقطرى محمية طبيعية ضمن الشبكة الدولية لمحميات الطبيعية البالغة (440) محمية في 97 دولة، كما حظيت سقطرى باهتمام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمرافق العالمي للبيئة وقامت العديد من الفرق والبعثات العلمية الدولية بإجراء دراسات ميدانية عن سقطرى وطبيعتها وصل عددها إلى أكثر من (25) بحثاً أجنبياً.
|
ثقافة
سقطرى.. جزيرة الأحلام
أخبار متعلقة