أزمة رواتب الموظفين الفلسطينيين تتفاقم
فلسطين المحتلة / وكالات :في الوقت الذي دعت فيه كتائب "شهداء الأقصى" التابعة لحركة فتح لإضراب عام في الأراضي الفلسطينية، قررت حكومة حماس تعليق العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية أمس الاثنين بسبب الهجوم على مؤسسات في الضفة الغربية الاحد وخصوصا مجلس الوزراء. وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد: إن الحكومة قررت "تعليق العمل في المؤسسات الحكومية اليوم الاثنين (أمس) بسبب الهجوم على مؤسسات الضفة الغربية ومجلس الوزراء ومحاولة اختطاف بعض المسؤولين".وأضاف "كان هناك للأسف نوع من التصعيد غير المبرر وليس له سبب معين حتى لو كانت الأحداث في غزة... ليس معنى ذلك أن تنقل الأحداث بهذا الشكل العبثي والعفوي إلى الضفة الغربية".من جانبه نفى وزير فلسطيني ينتمي إلى حركة حماس المعلومات التي تحدثت عن خطفه في رام الله بالضفة الغربية من قبل ناشطين من شهداء كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح. وقال وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين وصفي كبها "إن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة، لا أعرف من اين تأتي. لم اتعرض للخطف ولا لمحاولة خطف". وكان قد أعلن في رام الله في وقت سابق أن وصفي كبها تعرض للخطف من قبل عناصر من كتائب شهداء الأقصى. في غضون ذلك، ألقى محتجون موالون لحركة فتح حجارة على منزل وزير في الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس أمس الاثنين مما أثار مخاوف من تصاعد العنف رغم نداءات بالتزام الهدوء من الجانبين. واطلق حراس من حماس خارج منزل وزير الدولة لشؤون اللاجئين عاطف عدوان أعيرة نارية في الهواء على الحشد في أحدث موجة من الاحتجاجات الموالية لفتح بسبب الأجور المتأخرة وتوقف المحادثات المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة فلسطينية. وسقط تسعة قتلى الأحد في اشتباكات بين القوات الموالية لحماس والقوات الموالية لفتح في أسوأ اقتتال داخلي خلال شهور في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. وقالت صحيفة الأيام البارزة في عنوان لها "الاحد الأسود". وقبل الفجر اتخذت قوات الأمن تحت سيطرة عباس مواقع في شوارع غزة وسحبت حماس قواتها ضمن اتفاق توسط فيه وسطاء مصريون لوقف الاقتتال. وقال الجانبان إن التوترات اندلعت أمس بعد أن ردد محتجون من فتح شعارات مناهضة للحكومة وألقوا الحجارة على منزل عدوان في قطاع غزة. ولم ترد تقارير بوقوع ضحايا.وقال سكان إن مسلحين تبادلوا إطلاق النيران لفترة قصيرة ولكن كلا من حماس وفتح قالا إن قواتهما أطلقت النيران في الهواء. واشتعلت التوترات بسبب عجز الحكومة عن دفع أجور موظفيها بالكامل وكثير منهم من فتح نتيجة لحظر المساعدات الذي يفرضه الغرب لدفع حماس على الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والالتزام باتفاقات السلام المؤقتة.وقد ساد نوع من التوتر في مدن الضفة الغربية على أثر ما حصل يوم أمس الاول من صدامات في قطاع غزة بين القوة التنفيذية التابعة للحكومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبين أفراد الأمن الفلسطيني.فقد أصيب أمس اثنان من مرافقي ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء الفلسطيني بجروح، وذلك عندما فتح مسلحون النار على سيارة كانا يقودانها في مدينة نابلس بالضفة الغربية.وكان منزل الشاعر في مدينة نابلس قد تعرض لإطلاق نار الليلة قبل الماضية دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات أو أضرار.وكان مسلحون قد اختطفوا أمس الاول في مدينة البيرة شرق رام الله سامر بيراوي مساعد وكيل وزارة المالية الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية إن مسلحين ملثمين اختطفوه من منزله وأحرقوا سيارتين تابعتين له. كما هاجم مسلحون مقر حركة حماس في مدينة جنين وأضرموا فيه النيران.من جهة أخرى شهدت بعض المدن بالضفة الغربية أمس إضرابا تجاريا وذلك احتجاجا على الأحداث الدامية التي شهدها قطاع غزة.وكانت حركة فتح قد دعت إلى الإضراب الشامل احتجاجا على انفجار الموقف في الأراضي الفلسطينية وأيضا للمطالبة بمحاسبة وزير الداخلية سعيد صيام الذي اتهمته بالمسؤولية عما جرى أمس الاول.