الملك حمد يودع السلطان قابوس
المنامة /بنا :غادر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان يوم أمس الاثنين مملكة البحرين بعد زياره التقى خلالها الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حيث اكتسبت هذه الزيارة أهمية كبيرة نظرا لما يجمع البلدين والشعبين من روابط أخوية متينة وعلاقات ثنائية متميزة.وجاءت هذه الزيارة لتؤكد أهمية العلاقات التي تربط بين مملكة البحرين وسلطنة عمان الشقيقة، وتشكل إضافة مهمة لها وفصلا جديدا من التعاون المثمر بين البلدين في كافة المجالات، وذلك في ظل الحرص المتبادل من الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وأخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان على تعزيز أواصر التعاون الثنائي وتوطيد العلاقات بين البلدين وتعزيز العمل الخليجي المشترك والانطلاق به إلى آفاق أرحب، ليكون التعاون بين البلدين دعامة قوية لمسار التكامل والترابط بين دول مجلس التعاون.ولاشك في أن زيارة جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان إلى مملكة البحرين التي استغرقت يومين أعطت زخما إضافيا لمسيرة العلاقات الطيبة بين البلدين حيث اكتسبت هذه الزيارة في هذا التوقيت تحديدا أهمية كبيرة على الأصعدة كافة نظرا لما تضمنته الزيارة من مباحثات ومشاورات إيجابية بين القائدين الكبيرين، تستهدف تنمية التعاون المشترك وتنسيق المواقف تجاه كافة القضايا الإقليمية والعالمية لاسيما في ظل ما تشهده المنطقة والعالم في هذه الآونة من أحداث وتطورات سياسية واقتصادية متلاحقة تستلزم التشاور والتنسيق وتبادل الآراء ووجهات النظر بشأنها بين القادة الأشقاء.فعلى الصعيد السياسي يحرص البلدان على التشاور والتنسيق في المواقف تجاه القضايا التي تهم منطقة الخليج والأمتين العربية والإسلامية وكذلك تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وفى هذا الصدد يتضح وجود حالة من التناغم والتناسق والتطابق في رؤى ومواقف البلدين في محيطهما الخليجي والعربي والإسلامي.وعلى الصعيد الاقتصادي منحت زيارة جلالة سلطان عمان إلى البحرين دفعة مهمة لمسيرة العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين ومباركة تنفيذ العديد من الاتفاقيات والمشروعات المشتركة المزمع تنفيذها التي تم الإعلان عنها من خلال نتائج اجتماعات الدورة الثالثة للجنة المشتركة بين مملكة البحرين وسلطنة عمان التي عقدت بالمنامة في شهر فبراير الماضي برئاسة وزيري خارجيتي البلدين، حيث كشف وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في ختام أعمالها عن جملة من المشاريع التجارية المشتركة المقرر تنفيذها بين مملكة البحرين وسلطنة عمان قريبا وقال إنها مشاريع وصفقات ثنائية متعددة وتتعلق بكثير من مجالات الزراعة والثروة السمكية والصحة والألمونيوم.كما أثمر الاجتماع الأخير للجنة المشتركة الاتفاق على أهمية التشاور والتنسيق السياسي بين وزارتي خارجية البلدين والاستفادة المتبادلة من برامج التأهيل والتدريب التي يقدمها قسم التدريب والتطوير بوزارة الخارجية البحرينية والمعهد الدبلوماسي العماني كما تم توقيع اتفاقية الخدمات الجوية بين البلدين تعزيزا للتعاون في مجال النقل الجوي والطيران المدني، بالإضافة إلى الاتفاق على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية والعمل على سرعة إقامة شركة استثمار قابضة بين البلدين، وتسمية أعضاء مجلس رجال الأعمال المشترك، إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص على التعاون والاستثمار المشترك والاهتمام بتدعيم التعاون والشراكة في المجال السياحي والزراعي والبيئي وفى مجالات التربية والتعليم والقوى العاملة والخدمة المدنية والتنمية الاجتماعية.وتعتبر اللجنة المشتركة للتعاون بين مملكة البحرين وسلطنة عمان دعامة قوية ومهمة في مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين ويتبين لنا ذلك بالنظر إلى ما أنجزته اجتماعات اللجنة منذ انطلاقة أعمالها ترجمة وتجسيدا للإرادة السياسية التي يعبر عنها الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان وقناعتهما الراسخة بأهمية التنسيق والتقارب بين البلدين الشقيقين في كافة الأصعدة، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والتعليمية والبيئية بين البلدين التي وضعت أرضية صلبة للتعاون الثنائي، ودفعت بعجلة التكامل بين البلدين قدما إلى الأمام.وفيما يتعلق بمؤشرات التعاون الاقتصادي والتجارة البينية بين مملكة البحرين وسلطنة عمان فقد بلغ حجم التجارة بين البلدين نحو 69,47 مليون دينار في عام 2008 وبلغت قيمة الصادرات البحرينية إلى سلطنة عمان نحو 52,36 مليون دينار، فيما بلغت قيمة الواردات البحرينية من سلطنة عمان 17,1 مليون دينار.إن الزيارات المتبادلة بين مملكة البحرين وسلطنة عمان تشكل محورا مهما في مجال تعزيز العلاقات السياسية والأخوية والاقتصادية بين البلدين، وجاءت زيارة جلالة السلطان قابوس بن سعيد إلى مملكة البحرين التي استغرقت يومين لتصب في هذا الاتجاه وتشكل إضافة مهمة ولبنة جديدة في صرح العلاقات المتميزة بين البلدين.