صباح الخير
الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والحفاظ على ممتلكات المواطنين وأمنهم واستقرارهم، هي من الثوابت التي ينتهجها رجال قواتنا الأمنية والعسكرية في مسيرة عملهم اليومي إلى جانب الذود عن حياض الوطن من أي محاولات خارجية تحاول المساس بأمن واستقرار الوطن.هذه الثوابت إلى جانب مهمة المشاركة في عملية البناء والتنمية جعلت من رجال قواتنا الأمنية والعسكرية مؤسسة يحترمها ويقدرها كل أبناء الشعب، لأنها مؤسسة لا تتبع حزباً أو تنظيما سياسياً بل هي ملك كل أبناء الوطن وفوق كل الأحزاب..والمتتبع لمسيرة هذه المؤسسة وتحديداً منذ تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م، سيدرك حجم المهمة الوطنية الكبيرة التي قامت بها مؤسستنا الأمنية والعسكرية في الحفاظ على الوحدة وحماية الديمقراطية وإشاعة مناخ الاستقرار والسكينة في المجتمع بكل جدارة واقتدار وصبر وسعة صدر أمام الإساءات التي تعرضت لها من قبل بعض الأحزاب وصحافتها التي فشلت في اختراق المؤسستين الأمنية والعسكرية لجرهما إلى غير مهامهما الوطنية البعيدة عن فتنة الطائفية والولاءات المناطقية الضيقة، وإن كانت حرب صيف 1994م المشؤومة التي فجرتها القيادات الانفصالية في الحزب الاشتراكي اليمني لإعادة تشطير الوطن، قد أساءت إلى الروح الوطنية الواحدة لأفراد هاتين المؤسستين التي حاول الحزب الاشتراكي بحكم سيطرته على المحافظات الجنوبية والشرقية قبل الوحدة تغذية روح الكراهية والمناطقية في نفوس الجنود والضباط وصف الضباط في الجنوب ضد الوحدة والنظام والقانون.. وكانت الكارثة الكبرى هي حرب صيف 1994م، وما حدث وعاناه هؤلاء الجنود من الفكر الانفصالي التذمري لقادة الحزب الاشتراكي الذين ولو هاربين بعد فشل مخطط الانفصال المرسوم لهم من الخارج، تاركين هؤلاء الجنود والضباط وصف الضباط المغرر بهم يواجهون مصيرهم المجهول ولولا حكمة ورحابة صدر القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في إصدار قرار العفو العام وإعادة هؤلاء المغرر بهم إلى مؤسسة الوطن العليا(العسكرية والأمنية) إلا من ثبت تورطه في جرائم تتطلب المحاسبة وفق القانون..واليوم يحاول قادة الانفصال الهاربون خارج الوطن وتوابعهم الموجودة في الداخل، تكرار المشهد، من خلال تنفيذ أعمال شغب وتخريب ونهب للأموال والممتلكات الخاصة والعامة وقطع الطرق والاعتداء على رجال الأمن الذين هرعوا لإعادة الهدوء وحماية الممتلكات وتحملوا بصدر رحب الإساءات المناطقية التي حاول بعض الغوغائيين التلفظ بها وكذلك افتراءات وكذب بعض الصحف والمواقع الالكترونية الممولة من الخارج، وكل ذلك في محاولة معاداة أبناء الشعب خاصة في المحافظات الجنوبية ضد أفراد قواتنا الأمنية والعسكرية ومحاولة تصوير الوضع بأنه حرب بين المواطنين والأمن وهو أمر يدركه كل أبناء الوطن بأنه افتراء ومخطط تأمري حقير.. وعودة إلى ما أكده فخامة الأخ رئيس الجمهورية في حديثه الهام الخميس الماضي لدى لقائه أعضاء مجالس النواب والشورى والوزراء وقيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بأن” إشعال الحرائق غير مفيد وسيكتوي بنارها من أشعلها” وكذلك تأكيده :”من له حق أو مطلب فعليه أن يذهب إلى البرلمان بدلاً من المسيرات وإحراق الإطارات في الشوارع وتعبئة ثقافة الكراهية عبر الصحافة والبلبلة عبر القنوات الفضائية”.لعل هذا الدرس الذي وجهه فخامة الأخ الرئيس إلى المبتورين الذين يحاولون العبث بأمن واستقرار الوطن والمساس بالوحدة والإساءة إلى رجال قواتنا الأمنية والعسكرية، يكون الدرس الأخير.
