صنعاء / سبأ :على ما يتمتع به الموشح اليمني من خصوصية جمعت له الكثير من المزايا التي عاش معها وتعايش معه بواسطتها الناس فتلون و تعدد بتعدد مناسباتهم و تلون بالوان ايقاعات مناطقهم فكان تراثا غنيا متميزا لكنه على كل هذا الغنى والتميز لايزال بعيدا عن جهد وطني لتوثيقه ونتيجة لذلك بجانب مخاطر الضياع يصعد خطر التشويه بفعل التجديد غير المسؤول وفي غمرة الحديث عن هذا التجديد يتكرر الحديث عن استخدام الالات الموسيقية في انشاد الموشح ... غياب التوثيقمدير مركز التراث الموسيقي جابر على أحمد في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) قال “ مسالة التحريف والتبديل والنقل الخاطئ شيء وارد، طالما أن التراث الشفهي يخضع لتناقل بين الأجيال، في ظل غياب الجهد الرسمي المؤسسي لتوثيقه وتنميته ونوه بخطورة غياب التوثيق في ظل العولمة وغياب التوعية بأهمية التراث، و القفز على جماله الحقيقي بكل ما هو مستورد حد تعبيره . و أكد على اهمية وجود توجه رسمي للانطلاق بمشروع وطني جاد يحمل على عاتقه مهام الحفاظ على هذا التراث الشفهي الإنساني الغزير في مختلف محافظات الجمهورية، بطرق و أساليب علمية حديثة.وهو ما يستدعي بحسب جابر تأمين كوادر مؤهلة موسيقيا وتجيد مهارات التوثيق العلمي الالكتروني والالي والتقليدي، وعلى دراية بأصول التسجيل الصوتي والمرئي وأساليب وطرق الارشفة بالاضافة إلى توفير المعدات والآلات اللازمة للعمل. و اشار إلى أن مركز التراث الموسيقي وثق خلال /3/ سنوات نحو /300/ نص غنائي من الموشح اليمني ، توثيقاً أعتمد فيه قاعدة البيانات الخاصة بمدخلات المقام ، الإيقاع، اسم المغني، اسم الشاعر، الشركة المنتجة إن وجد تسجيل، منوهاً بما شملته عملية الجمع المسحي لما تم توثيقه من بداية مرحلة التسجيل الإذاعي و التلفزيوني في عام 1939م.و لفت الى بعض الممارسات التوثيقية الخاطئة التي غالباً ما تقع فيها بعض المؤسسات المهتمة بالتراث الشفهي رغم مبادرتها الطيبة في عملية التوثيق للتراث الشفهي، كاصدار كتاب “روائع النشيد الصنعاني”، والذي بحسب قوله دُوُّنت ونوتت بعض ألحانه بطرق غير سليمة، ناهيك عن ان عنوان الكتاب مختص بالتراث الصنعاني بينما الكتاب يضم عدداً من الوان هذا التراث . و ردا على ذلك قال رئيس جمعية المنشدين اليمنيين ان تسمية كتاب “روائع شعر النشيد الصنعاني” لا تعني بالضرورة ان جميع محتوياته من التراث الصنعاني لكن لان معظم محتويات الكتاب من هذا التراث كانت هذه التسمية . وحول مشكلة التوثيق دعا رئيس جمعية المنشدين اليمنيين على محسن الأكوع الجهات المعنية ممثلة بوزارتي الثقافة والإعلام إلى دعم المؤسسات المهتمة بتوثيق وتدوين التراث الإنشادي والغنائي في اليمن .و قال “ أنا لست مع من يقول إن ألحاننا تسرقها الغير.. بينما الصحيح هو أن نبدأ و نوثق كل ألحاننا الفنية التراثية الغنائية والإنشادية، كي لا نعرضها للخطر والضياع .. واوضح “ لدينا الاف آلألحان التراثية والأصيلة، و التي لا يمتلكها أي قطر في العالم لأن اليمنيين الأوائل كانوا لا يؤلفون قصائدهم إلا و أتبعوها بألحان عذبه و راقية جدا ً”. لافتاً إلى ما قطعته جمعية المنشدين اليمنيين من شوط كبير في توثيق أكثر من/ 500/ قصيد إنشادي في كتاب “روائع شعر النشيد الصنعاني”، وأكثر من/700/ لحن بالنوتة الموسيقية .. إلى جانب مئات الألحان الموثقة بالفضائية اليمنية والإذاعة من خلال المشاركات و المهرجانات التي تنظم منذ عام 2000م . بينما تحدث الباحث عبد الله خادم العمري عن هموم أخرى وقال ان المشكلة ليست في عملية التوثيق فحسب بل هي ايضا في عدم ابراز وسائل الاعلام المرئية والمسموعة اليمنية لالوان الانشاد القائمة والموجودة ، لافتاً إلى ما تمتلكه تهامة من موروث الموشح الحميني الاصيل والذي لا يزال يحظى بشعبية و حضور في مختلف مناطق تهامة، وتنشده مختلف شرائح المجتمع في مختلف المناسبات . استخدام الات الموسيقىاما مسألة استخدام الات الموسيقى في انشاد الموشح فاعتبر رئيس جمعية المنشدين اليمنيين علي محسن الأكوع استخدام الات الموسيقى في الانشاد امراً دخيلاً غير صحيح وغير لائق للإنشاد التراثي بمختلف أشكاله وقال “ نحن في جمعية المنشدين اليمنيين منذ تأسيس هذه الجمعية و من أهدافنا الرئيسية و الأساسية الحفاظ على هذا التراث و توثيقه و نشره للمجتمع والعالم و الحفاظ على التراث كما عرفناه عن آبائنا و أجدادنا و استخدام الات الموسيقى دخيل غير صحيح وغير لائق للإنشاد التراثي لان ما يتوفر في الموشح اليمني من ايقاعات كفيلة بتجاوز مسألة الات الموسيقى “.بينما الباحث والمنشد التهامي محمد الحلبي أكد أن الموسيقى ليست جديدة على الموشح اليمني فقد عرفها الموشح منذ القدم في الحان وقصائد شيخ الموشحين اليمنيين جابر رزق المتوفى 1322 هجرية بالحديدة الذي أنشد الكثير من قصائده بآلة العود كما ورد في مراجع تاريخية بحسب الحلبي. واشار إلى أن كثيراً مما تقدمه جمعية المنشدين اليمنين اليوم هو من موشح والحان جابر رزق .. معتبراً عدم قبول الموسيقى، يحد من تطوير الإنشاد و يحكم عليه بالإعدام . و لفت إلى ما اعتبره معوقات يواجهها خلال تجربته وبخاصة خلال مشاركته في مهرجان صنعاء للانشاد الذي يشترط عدم استخدام الات الموسيقى وهو ما يمثل معوقا امامه في تقديم أعمال فنية من موشحات وأناشيد تراثية تهامية بصورة جديدة و في تجربة غير مستهلكة من خلال استخدام الات الموسيقى التي لعلها - كما يقول- تضيف شيئاًَ جميلاً إلى جمال هذه اللون التهامي و أصالته العريقة.فيما يرى مدير مركز التراث الموسيقي جابر علي أحمد أن الموشح قدم في حضرموت بإستخدام الإيقاع و الناي، و في تهامه أستخدم بدون موسيقى و لكنه يعتقد بجمال الموشح المموسق و الذي استخدمه كرئيس فرقة تهامة الإنشادية في ثمانينيات القرن الماضي وحظي بقابيلة و حضور لا مثيل لها على حد قوله ..و يقول جابر “ استخدام الموسيقى في الإنشاد يضفي على المادة الإنشادية جماليات غاية في الروعة كون الألحان الإنشادية و خاصة الصوفية منها تتمتع بتدفق نغمي وسمو روحي نادر الجمال “ و أضاف “ أنا استخدمت الموسيقى “ العود “ في أعمال إنشادية تراثية في عام 1985م وكانت جميلة منها ماهو معروف ويسمعه الكثير مثل “ نهج البردة ، إنظر إلينا و فرج همنا ، دع ما سوى الله وأسأل”