الخط الساخن
تطرقنا في الحلقة الماضية إلى الأبنية الخرسانية المصرح بها والعشوائية منها أقصد غير المصرح بها وما أحدثته من قبح في معالم بعض مناطق عدن كالمدينة البيضاء”خورمكسر” والشيخ عثمان ومدينة كريتر المتميزة، واشرنا بوضوح إلى طمس ملامح هذه المدينة.. حيث سدت كل منافذ الهواء ومتنفسات الراحة وملاعب الأطفال الذين أصبحوا يلعبون في طرق السيارات أو على مساحات صغيرة يحظون بها عند حركة الجزر على الشواطئ؟! .أما المساحات الشائعة من مدينة خورمكسر فبالطبع “ لا أحد يكلم سعد، خلوه يسوي ما اشتهاه” فقد شيدت منازل متلاصقة دون تخطيط ودون تصريح ودون مواقع شبكة مياه الصرف الصحي ولا مياه الشرب بل شيدت تلك المنازل على مواقع كيبلات الهاتف وبعضها حوش على “مواقع المولدات الكهربائية التابعة للدولة” بهمجية وجهل غير عابئين بمدى خطورتها عليهم لأنهم بعد تشييدها يقومون ببيعها للآخرين دون أوراق ثبوتية الملكية ، وكما أسلفت بسطوا عليها بقوة السلاح والقبيلة مدعومين بسلطات مسؤولين ينتمون إلى قبيلتهم.والسؤال المطروح أين موقع السلطة متمثلة بإدارة الإنشاءات ومعها البلديات طوال هذا الوقت الذي اتسع لإقامة مدن داخل مدن دون تخطيط ودون مراعاة لقواعد البناء وطرازه ونوعيته ودون مراعاة لمواقع الخدمات السالفة الذكر، ولماذا التزمت الصمت حيال ذلك؟!وماذا كان يعمل المجلس المحلي ودوائره التنفيذية أثناء هذه الحملات العشوائية من البناء؟! بل الأعجب والأغرب أن بعض هؤلاء “المجذوبين” قد دعموا بعد البناء ومنحوا تراخيص خصوصاً من هم مدعومون من مسؤولين متنفذين في السلطة بما معناه أن السلطة ورجالاتها هم أنفسهم كانوا من صناع تلك “الصورة القبيحة” والمشوهة لمعالم تلك المدن، كل ذلك والدولة بكل أجهزتها ملتزمة الصمت!! فيا ترى كيف ستواجه هذه المشكلة وما هي تصوراتها لعلاجها.. مع إنني أشك في التفاتة كهذه من الدولة.. لأن الخزق قد كبر على الرقاع يا سادة!!.