أفراد من المعارضة الإيرانية يشتبكون مع قوات الشرطة بوسط طهران .
طهران /14 أكتوبر/ رويترز: ذكر موقع الكتروني للمعارضة الإيرانية أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع يوم أمس الاثنين لتفريق أنصار زعيم المعارضة الإصلاحي مير حسين موسوي الذين تجمعوا لتقديم التعازي في مقتل ابن شقيقه في مسيرة مناهضة للحكومة.وقال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن ثمانية أشخاص قتلوا يوم الأحد أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة اندلعت في شتى أنحاء البلاد أثناء إحياء ذكرى عاشوراء. وذكرت وزارة الصحة الإيرانية أن أكثر من 60 شخصا أصيبوا في طهران.وقد تكون أحداث القتل ونطاق المواجهات مؤشرا على دخول مرحلة مضطربة جديدة تحاول فيها قوات الامن الموالية للزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي قمع الحركة الاصلاحية.وقال دبلوماسي غربي في طهران «هذه هي أعنف اشتباكات شهدناها منذ يونيو» في اشارة الى المظاهرات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها. وأضاف أن مرارة أعمال القتل قد تثير مزيدا من الاحتجاجات ترد عليها الدولة بقسوة.وتابع أن القيادة الايرانية تتعرض لضغط كبير ولكن لا توجد أية دلائل على أنها بدأت تفقد السيطرة.وكان ابن شقيق موسوي من بين قتلى يوم الاحد. وقال التلفزيون الحكومي ان معتدين مجهولين قتلوا علي حبيبي موسوي. ووصف أحد حلفاء موسوي مقتله بأنه «استشهاد.»وقال موقع نوروز Norooz “تجمعت مجموعة من أنصار موسوي أمام مستشفى ابن سينا حيث يرقد جثمان ابن شقيقه... أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.”وذكر موقع الكتروني للاصلاحيين يوم الاثنين ان جثمان ابن شقيق موسوي فقد من المستشفى.ونقل موقع برلمان نيوز parlemannews عن أحد ابناء شقيق موسوي قوله “لا يمكننا اقامة جنازة قبل العثور على جثمان شقيقي.” ومن المتوقع اندلاع اشتباكات اثناء تشييع الجنازة.واندلع العنف في شتى أنحاء ايران. وذكر موقع جرس Jaras الايراني المعارض على الانترنت أن ثلاثة مستشارين لموسوي اعتقلوا يوم الاثنين بعد يوم من مقتل ثمانية أشخاص في طهران. وكان الموقع قد قال في وقت سابق ان أربعة سياسيين موالين للاصلاح قد اعتقلوا.وافادت مواقع معارضة ايرانية على الانترنت بأن الشرطة فتحت النار على محتجين في طهران يوم الاحد وأضافت ان ثمانية اشخاص قتلوا في العاصمة ومدن اخرى عندما خرج عشرات الآلاف من انصار المعارضة الى الشوارع. ونفت الشرطة هذا الزعم.وذكرت الشرطة ان تحقيقات تجري بشأن عمليات القتل المريبة وان اكثر من 300 محتج اعتقلوا في طهران مضيفة أن العشرات من أعضاء قوات الامن أصيبوا.وقالت وزارة الاستخبارات ان من بين المعتقلين أعضاء من جماعة مجاهدي خلق المعارضة المنفية.وذكر موقع جرس أن زعيما آخر للمعارضة هو مهدي كروبي اتهم حكام ايران المحافظين يوم الاثنين بقتل أناس أبرياء.وكانت الشرطة قد اعلنت في وقت سابق أن خمسة قتلوا في احداث العنف في طهران وهي أول مرة يسقط فيها قتلى منذ احتجاجات الشوارع التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في يونيو.وقال كروبي الذي حل رابعا في الانتخابات في بيان نشره موقع جرس “ما الذي حدث لهذا النظام الديني لكي يأمر بقتل ابرياء خلال يوم عاشوراء المقدس؟”كما قال الموقع ان السياسي المعارض ابراهيم يزدي زعيم حركة الحرية المحظورة والذي شغل منصب وزير الخارجية في أول حكومة ايرانية بعد الثورة الاسلامية عام 1979 التي اطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة اعتقل في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين.وفي سياق منفصل قال الموقع ان الشرطة قتلت اربعة محتجين بالرصاص في وسط طهران يوم الاحد وان الاضطرابات امتدت الى مناطق اخرى في ايران من بينها مدينة قم المقدسة وشيراز واصفهان ونجف اباد ومشهد وبابول.ولم يتسن التأكد من هذه التقارير بشكل مستقل لان وسائل الاعلام الاجنبية ممنوعة من تغطية الاحتجاجات.ونفى يحيى ميرزا محمدي ممثل الادعاء في تبريز تقرير موقع جرس بأن أربعة محتجين قتلوا في المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد. وقال لوكالة الطلبة الايرانية للانباء ان المدينة لم تشهد أي احتجاجات.وأدانت الولايات المتحدة ما وصفته بانه “قمع ظالم” للمدنيين من قبل الحكومة الايرانية وقالت انها تقف في جانب المحتجين.وذكرت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء أن جماعة من رجال الدين المحافظين في قم أدانت “الفتنة التي أثارها المحتجون” خلال احتفالات عاشوراء.وأضاف البيان “رابطة علماء الدين في قم... تطالب المسؤولين بتحديد هوية من يقفون وراء أحداث الامس واتخاذ الاجراءات المناسبة لمواجهتهم وعقابهم بحزم وفقا للمعايير القانونية والدينية.”وهزت الاضطرابات السياسية الجمهورية الاسلامية منذ فوز الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية في انتخابات يصفها معارضون بأنها مزورة وهو ما تنفيه السلطات الايرانية.وتواصلت المظاهرات وتتصاعد الآن في الايام ذات الاهمية الدينية والسياسية بالنسبة لايران مع سعي المعارضة لتعزيز زخمها.وقمعت التدابير الامنية المشددة في نهاية الامر التفجر الاول للاحتجاجات الجماهيرية التي أثارت أسوأ أزمة داخلية في الجمهورية الاسلامية منذ الثورة الاسلامية عام 1979 .وتقول المعارضة ان أكثر من 70 شخصا قتلوا أثناء موجة الاحتجاجات الاولى لكن مسؤولين يقولون ان عدد القتلى الذي يشمل أعضاء من احدى الميليشيات الاسلامية الموالية للحكومة أقل من نصف ذلك العدد.كما أضفت الاضطرابات التي أدت لانقسام النخبة السياسية والدينية مزيدا من التعقيد على عملية اتخاذ القرار في ايران فيما يتعلق بالنزاع القائم بسبب برنامجها النووي الذي يخشى الغرب أن يكون ستارا لصنع قنابل وهو ما تنفيه طهران.