من الولايات المتحدة حيث يشكّل مستخدمو الإنترنت حوالي 30 من مجمل مستخدمي الانترنت في العالم، إلى الصين (يمثلون نسبة 10,6) ما انفكت الدراسات والبحوث تولي اهتماماً كبيراً بطبيعة استخدامات الناس للشبكة وفق سؤال رئيس يقول: ماذا يريد وماذا يفعل المستخدمون بخدمات الإنترنت؟ وغالباً ما تتبع ذلك أسئلة من نوع: هل تختلف استخدامات الإنترنت عند النساء عنها عند الرجال؟ أو بعبارة أخرى هل يختلف الاستخدام والاهتمام باختلاف الجنس؟ ومع وضوح اهتمامات الباحثين في مجال الإعلام والسياسة وعلم الاجتماع والنفس ببحث مثل هذه المسائل إلا أن الأغراض التسويقية والاقتصادية تأتي في مقدمة اهتمامات الدراسات التي تظهر بشكل دوري. عالمياً تشير دراسات عادات مستخدمي الشبكة إلى أن خدمات الإنترنت الأكثر جماهيرية هي بحسب الترتيب التالي: البريد الإلكتروني، ثم التصفح العام، يلي ذلك قراءة الأخبار ثم التسوق، وأخيراً التسلية الترفيه. وهذه التراتبيّة للاستخدامات يستوي فيها الرجال والنساء على حد سواء، ولكن بعض الدراسات الأكثر تفصيلاً توضح أن هناك فروقاً واضحة في الاهتمامات بين الجنسين. ففي تقرير حديث أصدره مشروع The Pew Internet and American Life Project يتبيّن أن الرجال يهتمون بشكل أساسي بأخبار الطقس والسياسة والرياضة والمعلومات الاقتصاديّة، في حين تتميّز النساء بكثرة استخدام البريد الإلكتروني والبحث عن المعلومات الدينية والصحية، وحلول المشاكل العاطفية. ويختصر التقرير القضيّة إلى أن الانترنت بالنسبة للرجال تأتي ضمن مفهوم «أعطني الحقائق» وبالنسبة للنساء «دعنا نتحدّث عن هذه المسألة». ومع أن العرب لا يمثلون سوى 1,4 من إجمالي مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم، ومع عدم وجود دراسات عربيّة تبحث في عادات وأولويات مستخدمي الإنترنت العرب أيضاً، إلا أن نظرة سريعة على خدمات الإنترنت، وقوائم المواقع الأكثر شهرة وجماهيرية تكاد تُرَجِّح ارتفاع نسبة مستهلكي خدمات الحوار والدردشة والترفيه بين الجنسين. كما يتبين للمراقب تزايد نسبة من يستخدمون الإنترنت بهدف متابعة الأخبار السياسية والاقتصادية خاصة من بين الرجال. وهذا الاستنتاج تؤكده قوائم ترتيب المواقع خاصة لائحة شركة «الكسا» للمواقع العربية الأكثر إقبالاً، حيث تشكّل مواقع الأخبار والاقتصاد نسبة مهمة من اهتمامات المستخدمين الذكور. كما يتضح حضور المرأة العربية على الشبكة بشكل جلي فمن بين المواقع المائة الأكثر زواراً تظهر أربعة مواقع جماهيريّة جادّة موجهة للمرأة العربيّة هي منتديات «عالم حواء»، وموقع مجلة «عربيات»، وموقع لكِ. وقد لا نلوم المستخدم العربي في هذا التوجه أو ذاك خاصة في ظل حقيقتين مركزيتين تعدان سمة الوجود العربي على الشبكة الأولى: ضعف المحتوى العربي الذي لا يزيد عن 1 من إجمالي المحتوى المعلوماتي، ونتيجة لذلك تأتي ثانية الحقائق المؤلمة لتقول إن مستخدمي الإنترنت العرب الذين لا يجيدون اللغة الانجليزيّة سيظلّون أقل حظاً من غيرهم في مجال الاستفادة من بلايين المواقع التي تقدم خدمات مذهلة وغنيّة باللغة الانجليزية والتي قدرت نسبتها بحوالي 70 من إجمالي محتوى الإنترنت. في المملكة العربيّة السعودية بلغت نسبة نمو استخدامات شبكة الإنترنت بين السكان 1170 خلال الفترة ما بين 2000 - 2005م، ومع أن هذه النسبة تبدو كبيرة إلا أن مستخدمي الشبكة حتى بعد هذه القفزة المهمة لا يتجاوزون 11 من إجمالي السكان (2,540,000 مستخدم). ونظراً لغياب الإحصائيات التفصيليّة، ولصعوبة اعتماد حساب النسبة والتناسب في عدد السكان (الإناث والذكور) لاستخلاص نسبة استخدامات الإنترنت بين النساء فلا يمكن المغامرة كثيراً في بحث ما ماذا يفعل رجال ونساء السعوديّة على الإنترنت بشكل دقيق. نعم قد لا يكون مهماً أن نعرف ماذا يفعل مستخدم الإنترنت (الرجل أو المرأة) على شبكة المعلومات العالميّة، ولكن هل لنا أن نعرف ما يمكن أن نفعل؟ وماذا سنضيف لهذا المنتدى العالمي بعد أن تجاوزنا مرحلة الانبهار والتلذّذ بحرية التجول بعيداً عن الرقابة لأكثر من سبع سنوات هي العمر الرسمي للشبكة في بلادنا؟..مجرّد سؤال! .
|
ومجتمع
ماذا يفعل الرجال والنساء على الإنترنت ؟
أخبار متعلقة