قصة قصيرة
أسماء المصريآخر مرة ظهر مرتدياً.. ابتسامة مؤثرة ....يرنو بنظره هارباً من عينيها ..تستشعر دقات قلبه القوية ، بصوت مرتعش ينثر كلمات مرتبكة ..أكد لها ظنونها فيه.- حبيبتي أعتقد أني سأغيب عنكِ مدة أسبوع أو أسبوعين ... لدي... ترد بابتسامة مهزومة .. مخرجة زفرة حارقة .. - أسبوعين إلى أين ولماذا.؟!- تعرفين أهمية عملي الأمني ..الذي يستوجب سفرا دائما ،وعلي حضور الكثير من الدورات التدريبية فالدولة حريصة على تأهيل رجال أمنها؛ نتيجة حساسية مهامهم وأهميتها وبلادنا تمر بأوضاع . تدور بها الدنيا ..تتحول نظراتها تائهة ... قلبها جامد الإحساس وثمة صدى لمكالمة قديمة (( هل تصدقين ؟ لقد اضطررت أن أكذب على زوجتي لنتمم زواجنا و أحافظ على مشاعرها في الوقت نفسه ... قلت لها إنني في دورة تدريبية لمدة أسبوعين أو ثلاثة لم أحدد لها الفترة ...لا أفضل التحديد ... أحب الراحة بلا قيود ... كما في كل دورة تدريبية ها ها ها ... ))بالرغم من مرور شهر لا يزال يتملكها.. إحساس لم تعهده من الحسرة والندم .. تحيط بها مرارة الغربة تتأمل الشارع ومن خلف الشباك نفسه الذي طالما التصقت به لتنتظره ليالي طويلة .. أوه لا تصدق أنه قادم نعم سيارته الفارهة.. يظهر أخيرا تبدو ملامحه مختلفة .. زواياه لامعـة.. يطرق الباب .. يفتحه ..هي لا تتحرك رائحة عطر فاخر تصل إليها قبله على غير عادته يتسمر مندهشاً.. ( آه ..صباح الخير اعتقدتك غير موجودة ؟! لمَ لم تفتحي الباب ؟ )تلقي بنظراتها فقط.. لتمد يدها له بباقة حمراء ..برزت منها بطاقة كبيرة ..مكتوب عليها ( ألف مبروك زواج سعيد لزوجي العزيز) .