غضون
* قتل أحدهم رجلاً ولاذ بالفرار فجاء المعزون إلى بيت القتيل يدعون له بالرحمة ويدعون على القاتل: يا رب أحرقه بنار جهنم.. فردت زوجة القتيل: “ما ينفعني حراقه”! ومقولة “ما ينفعني حراقه” هذه صارت مثلاً شعبياً معروفاً.. فلا يهم الضحايا ما إذاكان المجرمون سيلقون عقابهم في الآخرة، بل يهمهم أن يروا المجرم وقد نال عقابه في الدنيا وعلى عجل أيضاً.المواطن لا يلقي بالاً لتصريح المصدر المسؤول في اللجنة الأمنية العليا أو في مجلس محلي المحافظة بتحميل الحوثي أو طارق الفضلي مثلاً مسؤولية الأحداث الفلانية ومقتل مواطنين وجنود، ما لم ير المواطن أولئك وهم ينوءون بثقل المسؤولية.. أي محملين بالعقاب، خاصة وأن عبارة “يتحملون المسؤولية” تتكرر عند كل هول عظيم دائماً ولم تر محملاً..* الأمر الذي يثير طمأنينة المواطن ويجعله يثق بمؤسسته الأمنية هو أن يرى المجرمين ملاحقين وواقعين في قبضة الأمن ويحاكمون في المحاكم ويعاقبون العقاب المكتوب عليهم في القانون.المواطن في علاقته مع أداء وزارة الداخلية مثل مشاهد لعبة كرة القدم فهو يتفرج إلى هذا اللاعب أو ذاك ويقول لو فعل اللاعب كذا.. وكان على اللاعب أن يفعل كذا وكذا ليسجل الهدف.. بينما هو مراقب لما يدور في الملعب ولا يدري بالصعوبات التي يواجهها اللاعبون على أرض الملعب.. كذلك المواطن لا يهمه أو لا يعرف أن رجال الأمن يواجهون بتعقيدات أثناء الأداء أو تنفيذ القانون، مجرمون يحتمون بالقبائل، نافذون يتدخلون في شؤون سلطات الأمن ومقاومون للسلطات من كل صنف، فضلاً عن قلة الموارد البشرية والمالية والمادية خاصة وأن بعض المديريات لا تتوافر على تجهيزات أمنية وأكثر من عشرة جنود..* مع ذلك هذه التبريرات غير مجدية دائماً.. المواطن بطبعه ذاتي يقيس الأمور بناء على ما تحقق له.. فأن يرى الأمن وقد أمسك باللص واستعاد ما سرق من منزله، فها هنا تصبح وزارة الداخلية أحسن وزارة.. وهكذا.. وزارة الداخلية تمكنت مؤخراً من الإمساك بأكثر من مئة خاطف من الجيل الجديد وجيل القدامى الذين لم تصل إليهم وزارات سابقة، وخلال الأسبوع قبل الماضي قال الناطق باسم الحكومة إن أجهزة الأمن ألقت القبض على (1333) متهماً بارتكاب (806) جرائم قتل فيها (43) شخصاً وجرح (2003)، وهذا ،بالضبط ما يطمئن المجتمع ويطمئن الضحايا وأسرهم.. والأهم من ذلك هو أن يروا المجرمين في دائرة العقاب.. وهنا فقط “ينفعهم حراقه”!