أحمد علي عوض منذ التحاقها بسلك التربية والتعليم في عام 1976م ، وفي السنوات الاخيرة من عمر وظيفتها البالغ (30) عاماً اسند اليها وظيفة مديرة مكتب رئيس شعبة التعليم العام بمكتب التربية بالمحافظة ، متزوجة ولديها (3) ابناء ذكور وتسكن في بيت بالايجار يصل ايجاره إلى (20.000 ) ريال شهرياً بينما تحصل على راتب شهري قدره (27.000) ريال ، كما يسكن معها ثلاث فتيات يتيمات من بنات اختها الارملة بالاضافة الى امهم ، تنتمي الى اصل عائلي عريق من فئة المشايخ ، وتقرب إلى الرئيس الراحل / سالم ربيع علي . وإبان الحكم الشمولي السابق تم تأميم الكثير من العقارات على اجدادها التي تم التبرع بها بعد قيام الوحدة للدولة ، عانت الكثير من المتاعب المتمثلة في صعوبة الحياة تحت وطأة الظلم والقهر اللذين تعرضت لهما بإتفاق مسبق ابرم بين البشر والدنيا مفاده اذاقتها مرارة الحزن والالم وتجريعها كؤوس البؤس والشقاء طيلة سنوات حياتها الطويلة من دون رحمة لانوثتها وضعفها وقلة حيلتها مما فتح المجال امام تسرب اليأس الى مكنوناتها ، لكن ايمانها القوي وشجاعتها المفرطة منحاها المقاومة والاستمرارية على البقاء في الوجود بفاعلية ونشاط لايفتران وتكريس اوقاتها من اجل تربية ابنائها وبنات اختها على الفضيلة وحب العلم والتعليم . وفي مجال بحثها عن الاستقرار والامان ورغبتها في حماية مستقبل اسرتها اصطدمت بالعديد من المعوقات وواجهت مختلف التحديات التي لاتقدر على تحمل معاناتها وامرأة مثلها مثل غيرها .قامت منذ حوالي (13) عاماً بالاشتراك في الجمعية السكنية التابعة لمكتب التربية في عدن والتزمت بدفع الاقساط الشهرية بواقع (1080) ريالاً وخلال كل تلك الفترة لم تف الجمعية السكنية بالوعود والعهود التي قطعتها على نفسها وبما اقرت به امام جمع غفير من المشتركين في بداية تأسيس الجمعية من انجاز وتنفيذ ماعلى القائمين عليها من واجبات ومسؤوليات، لتتبدد معها احلام عزيزة وتتلاش في امانيها وطموحاتها البسيطة والمتواضعة في ايجاد بقعة ارض صغيرة تبني عليها ما يحميها من وقاحة وجرأة المؤجرين وتظلل عليها وعلى ابنائها ومن معها بدفء الحنان وتنعم بالسكينة والاطمئنان وتقيها غدر الزمان وتشتد محنتها وتتضاعف معاناتها مع بداية محطتها التالية التي افتقرت للانصاف وعدالة الانسان وتجلت بما اقدمت عليه بعض الجهات من تحطم لمنزلها الصغير الذي يظم ايتام صغار بحجة البناء العشوائي بطريقة تعسفية لم تراع فيه ماتكبدته من خسائر مادية باهـظة (700 الف ريال ) الله وحده يعلم كيف جاءت تلك الاموال ، في الوقت الذي توجد هناك مساحات شاسعة من العقارات العشوائية والتي تم البسط عليها من قبل اخرين من دون وجه حق لم يجرؤ المنفدون على المساس بها اوحتى تحريك حجر واحد من بنيانهم العمرانية والضخمة ، وذلك بسبب وجود فارق واحد وواضح وهو الاختلاف الطبقي بين وضعية الاخت / عزيزة التي لاتملك من امرها شيئاً .وتحت كل تلك الظروف القاسية عادت عزيزة الى وضعها السابق وهي رافعة يديها الى السماء وقطرات الدمع الحارة تهطل في عينيها من شدة الحزن وتحمل كافة الاعباء التي تتجه نحوها بأحمالها الثقيلة بانتظار من ينصفها ويعدل في قضيتها . وهناك تساؤلات تفرض نفسها على الموضوع ولابد انها تراود مخيلتها ومن على شاكلتها المطالب بمحاسبة المتسببين فمن لايحمون القانون ولايطبقون سيادته على الكل وماهي حجم الفائدة المتحصلة للجناة الحقيقيين مقابل مايقترفونه من ظلم وجور في حق البسطاء ممن لايملكون الحماية لحياتهم ؟ ومتى ستختفي مثل هذه الصور المأساوية وتنتهي كليا من حياتنا .
تربوية قديرة تستغيث
أخبار متعلقة