[c1](1) تطوير الخطاب الإسلامي[/c]حديث التطوير والتجديد في الخطاب الإسلامي مسألة يتحكم فيها (سوء الفَهم) أحياناً، حين يُؤَوّل هذا الحديث بأنه في عمومياته وأشكاله وطروحاته دعوة ظاهرة أو مستترة ضد الدين الحنيف. وتعليقاً على ذلك أقول: إن الله وحده أعلم بما في الصدور، أما (محاكمة) هذا الخطاب بالظن وسوء الظن وحدهما فأمر ليس من الحق ولا من العدل في شيء. * وبمعنى آخر، التطوير أو التجديد في الخطاب الديني، من وجهة نظري المتواضعة، ليس إقصاءً لهذا الخطاب ولا تهميشاً له، ولا افتئاتاً عليه، وإنما يعني، في أحسن الظن لا في أسوئه، محاولة إزالة فتنة (الخلط) في الذهن المعاصر، وخاصة لدى الجيل الشاب، بين ثوابت العقيدة السمحة من جهة، ومخرجات هذا العصر، من جهة أخرى، فيما يتعلق بلوازم الحياة، المادية منها والمعنوية. وإذا كنا نؤمن حقاً بأن ديننا الحنيف صالح لكل زمان ومكان، وهو أمر لا ريب فيه ولا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه، فإننا مطالبون، بنفس اليقين، بأن نتعامل مع مخرجات هذا العصر بعلم وحصافة وحكمة، فندع جانباً ما يتعارض تعارضاً واضحاً وصريحاً مع الثوابت الدينية المؤصلة في الكتاب والسنة، وما عدا ذلك، نأخذ منه بما يتفق مع لوازم حياتنا وأخلاقنا، وضرورات بناء بلادنا![c1](2) حكايتي مع حرف الدال[/c]* لي مع حرف (الدال) أكثر من حكاية، وقد كتبت عن ذلك الأمر أكثر من مرة، ولن أغلو إذا قلت إنه تنتابني رعشة يتقاسمها الخوف والخجل والجذل معاً كلما طرق سمعي (حرف الدال) مقروناً باسمي، وكم من مرة أبادر بإعلان (براءتي) من هذا الحرف؛ لأنه شرف لا أدعيه ولا أملك له وصلاً، فيرد عليَّ محدثي أحياناً ب(لكن) تكرس الرعشة في خاطري من جديد!* وخلاصة القول إن حرف (الدال) متى تحقق لصاحبه وفق منهج علمي وحضاري سليم، فإنه ليس (وساماً) يتشح به اسمه وكفى، ليغدو جزءاً لا يتجزأ من (هوية) صاحبه، حياً أو ميتاً، لكنه في حقيقة الأمر (محطة) من الإنجاز العلمي تتربص بها التحديات القادمة في الميدان، وهو حقاً وحقيقة، (بداية) مرحلة لا (نهاية) مشوار، ومن رأى غير ذلك، فإنه لا يظلمُ (الحرف) نفسه فحسب، بل يظلم حامله.. والمجتمع الذي يترقب نتائج إنجازه، عملاً مشهوداً وإنتاجاً محموداً!* أتذكر بهذه المناسبة موقفاً طريفاً شهدته قبل حين وأنا على متن طائرة متجهة إلى جدة من الرياض، حين دنا مني شاب أعرفه، فسلم واستأذن للجلوس إلى جانبي فرحبت به، وسألته: (ماذا تفعل الآن؟) فقال: إنني أعمل موظفاً في أحد الأجهزة الحكومية، لكنني في الوقت نفسه (أدرس) لنيل (درجة الدكتوراه).. قلت له مازحاً: (دكتوراه مرة واحدة)؟ فقال، وقد كسا وجهه حماس مستطير، (نعم.. لقد باتت هذه الدرجة ضرورية (للزحف) على المناصب العليا في الحكومة، ولن أكتمك سراً إذا قلت إنني (أهيئ) نفسي لمنصب (وزير) يوماً ما بإذن الله). ابتسمت لقوله، ودعوت له بالظفر في (مشروعه الوزاري)!![c1]نقلاً عن / صحيفة "الجزيرة" السعودية[/c]
محطات للفكر
أخبار متعلقة